انعدام الثقة لا يزال قائما بين أمريكا وإيران رغم عداوتهما المشتركة لداعش
علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن موقف الولايات المتحدة وإيران من داعش، وقالت إن العدوين القديمين لديهما عدو مشترك يتمثل فى المتطرفين السنة إلا أن انعدام الثقة لا يزال قائما، ومن المرجح أن تتباعد مصالحهما. وأضافت الصحيفة أن التعاون الضمنى بين الولايات المتحدة وإيران فى الحرب على داعش فى العراق هو توضيح لقول قديم بأن عدو عدوى صديقى. وهذا صحيح، لكن فقط إلى حد ما فى هذه القضية المعقدة. فتأكيد واشنطن على أن طهران أرسلت طائرات مقاتلة لشن غارات جوية على أهداف الجهاديين فى محافظة ديالى، وهو ما أنكره الإيرانيون، يتسق مع وجود إيران المعروف وإستراتيجيتها نحو جارتها الغربية التى لعبت فيها دورا أساسيا فى محاربة المتطرفين السنة.. وأن إنكار العاصمتين واشنطن وطهران للتنسيق الإيرانى الأمريكى يتسق أيضا مع الصعوبات فى التعامل مع عدو قديم لا يوجد ثقة به، حتى لو أجبرتهم مصلحتهم على الوقوع ولو مؤقتا فى خندق واحد. وتحدثت الصحيفة عن التعاون الأمريكى الإيرانى السابق فى أفغانستان بعد أحداث سبتمبر.. إلا أن العداوة المشتركة تظل قائمة حتى مع تواصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران أية الله على خامنئى فى السعى للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووى. وقد تمت مناقشة الأزمة العراقية على هامش المفاوضات النووية المطولة. لكن لا يوجد دليل على تنسيق معلن أو مباشر مثل وجود غرفة عمليات مشتركة يعمل فيها الضباط الإيرانيون والأمريكيون جنبا إلى جنب معا. ويعتقد المحللون أن الأكثر ترجيحا هو التنسيق مع حكومة بغداد التى طلبت فى السابق مساعدة من طهران وواشنطن فى مساعيها لهزيمة داعش. ويقول الخبير الإيرانى حسين راسم، إنه فى السياق العراقى، لا يتعاون الإيرانيون مباشرة مع الأمريكيين. وكل ما يحتاجونه هو العمل مع الجيش العراقى، والإيرانيون بشكل عام ليسوا حريصين على الاتصالات الثنائية المباشرة مع الأمريكيين، ولم يتغير هذا، فلا تزال عدم الثقة عميقة بشدة بين الجانبين.
(المصدر: الغارديان 2014-12-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews