الدولة الفلسطينية
لا يمكن لإسرائيل أن تحصد إلا نتاج ما تزرعه من سياسات تدميرية لأمن المنطقة وعملية السلام، فمع كل بارقة أمل باستئناف المفاوضات، تخرج الحكومة الإسرائيلية، كما جرت العادة على اختلاف اتجاهها السياسي، لتدفن هذا الأمل بخطوة استفزازية من قبيل قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
آخر حلقة في مسلسل الهدم الإسرائيلي، ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة بطبيعة الحال، جاءت قبل أيام بالإعلان عن إقامة المزيد من المستوطنات في القدس المحتلة، التي يدرك الإسرائيليون أكثر من غيرهم مدى حساسيتها ليس إلى الفلسطينيين فحسب، بل وللعالمين العربي والإسلامي ككل.
وإن كانت تل أبيب تتعمد وضع العربة أمام حصان الحل والتسوية، فإن الرد هذه المرة جاء من الغرب نفسه الذي لطالما دعمها وصبر على تكتيكاتها الهوجاء، فلم يعد يخفى على أحد حجم الشقاق الأميركي- الإسرائيلي على خلفية التطور الأخير.
الذي طفا إلى السطح على هيئة تراكمية، ليأتي بعده الرد الأوروبي واضحاً أكثر بِرَهنه مستقبل العلاقات بالتزام إسرائيل بالسلام، تلته السويد، عضو التكتل، التي ستصبح أول دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين المستقلة في ما يشبه إعلاناً واضحاً بأن الكيل طفح بكل المقاييس.
كل هذا يأتي في سياق التحضيرات داخل أروقة مجلس الأمن لوضع خطة واضحة المعالم ووشيكة لقيام الدولة، لأن انتظار الإسرائيليين قد ينتهي، كما أثبتت الوقائع في الماضي، إلى لا شيء. وقد ينتهي حتى إلى تصعيدٍ على الأرض في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.
ويبقى، أن تكون ردات الفعل الأميركية والأوروبية هذه المرة فعالة وتترجم على أرض الحقيقة أفعالاً وسياساتٍ تضغط على تل أبيب وتفهمها أنها تنحو نحو المزيد من العزلة باستراتيجية الانتحار السياسي تلك، التي ستكون أول المتضررين منها على المدى الطويل، إن لم تكن الأكثر تضرراً.
(المصدر: البيان 2014-10-05)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews