Date : 23,11,2024, Time : 09:18:37 PM
4390 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 06 ذو القعدة 1435هـ - 01 سبتمبر 2014م 01:01 ص

حقيقة النواقص في التمويل الإسلامي الحديث

حقيقة النواقص في التمويل الإسلامي الحديث
روبن ويجلزويرث

الأديان، ترفض الربا، كلها. هذا أمر واضح في الكتب المقدسة لكل دين كبير على هذا الكوكب، تقريباً. غير أن معظم اليهود والمسيحيين والهندوس، على مر القرون، عمدوا إلى التصالح نسبياً مع الربا بإطلاق اسم الفائدة عليها. هذا وضع أقل قبولاً بكثير لدى المسلمين، إذ لا يزال هناك نفور عميق لديهم، إزاء هذا الركن الأساسي للتمويل الحديث.

على مدى العقود القليلة الماضية، عملت مجموعة من رجال الدين والمحامين والمصرفيين بجد للتوفيق بين المبادئ الأساسية للإسلام، والتمويل التقليدي لضمان إمكانية أن يتمتع المسلمون بالحصول على نفس الخدمات والمنتجات التي يتم توفيرها لبقية العالم.

لقد نجحوا بذلك على نحو تجاوز أقصى طموحاتهم. بعد بداية صعبة في مصر ودبي خلال الستينيات والسبعينيات، انفجر التمويل الإسلامي إلى صناعة تبلغ تريليوني دولار، يتودد إليها عدد من الحكومات البارزة - سواء كانت إسلامية أوغربية.

المملكة المتحدة أصدرت أخيراً أول "السندات الإسلامية" لتلميع أوراق اعتمادها كمركز لهذه الصناعة، وستحذو حذوها كل من هونج كونج ولوكسمبورج وجنوب إفريقيا باتباعها قريباً.

في كتاب "مصرفيو السماء" الذي عنون على نحو ملائم، ينسج حارس عرفان حكايات شخصية، مع تفسيرات لبعض الجوانب الحاسمة للموضوع، والخلافات فيها. عرفان يعتبر دليلاً متمكناً من ذلك، فهو عضو سابق في فريق "علماء الصواريخ" التابع لـ "دويتشه بانك"، وقد أرسل إلى الخليج لحل رموز هذه الصناعة المربحة في وقت مبكر من القرن الحالي، ثم انتقل في وقت لاحق إلى رئاسة أعمال التمويل الإسلامي التابعة لبنك باركليز، ويعمل الآن في بنك الاستثمار الإسلامي، ومقره لندن.

التمويل الإسلامي يثير الاهتمام حتى خارج دائرته الأساسية. بعض المبادئ الصناعية يتردد صداها حتى عند العلمانيين الغربيين، خاصة أولئك الذين يشكّون في بعض التقلبات الأكثر تطرفاً للرأسمالية.

تنص المبادئ الأساسية للإسلام على أن الربا حرام، ولا تشجع على تفشي المضاربة، لكنها تشجع الاستثمارات التي يتم فيها تقاسم المخاطر بالمساواة، على أساس الأصول الفعلية.

وكما يظهر عرفان، هناك فجوة بين النسخة المثالية للتمويل الإسلامي التي أشار إليها القرآن – وأنصارها يتفنّنون في مدحها - والواقع العادي لصناعة التمويل الإسلامي الحديث، والمليء بالفوضى والتسويات التي يعتورها النقص.

في الواقع، فإن النقاد يخلصون ساخرين إلى أن التمويل الإسلامي في كثير من النواحي يبدو ويتصرف تماماً مثل نظيره التقليدي، ولكن مع شيء من الهندسة المالية لإعطاء المنتجات لباس التقوى.

الصناعة تحب الجدال بأن المصارف الإسلامية بطريقة أو بأخرى تترسخ بشكل أوثق في الاقتصاد "الحقيقي" مقابل الاقتصاد "المالي"، فهي تتطلب وجود أصول حقيقية مادية لدعم جميع المعاملات، وتتجنب السحر المالي غير المجدي اجتماعياً، الذي تعمل على أساسه نظيراتها التقليدية بشكل روتيني.

ومع ذلك، من الصعب فهم أفضلية المصارف الإسلامية – على النحو الذي تعمل به حالياً في جميع أنحاء العالم الإسلامي - بالنسبة للاقتصاد والعملاء المسلمين، من عمل تلك المصارف التقليدية.

يعتبر عرفان شخصاً مثالياً وعملياً، يطمح دائماً لمثالية التمويل الإسلامي، لكنه الآن على استعداد لقبول الواقع الملطخ، في سبيل تقديم نفس الخدمات المالية للمسلمين الملتزمين، التي يتمتع بها غيرهم.

يستحق هذا المصرفي الثناء على كتاب مكتوب بشكل جيد. حيث تعتبر ألوان وقصص الشخصية العرضية، لمسة ترحيب تضفي الحيوية على هذا الموضوع. سوف يجد المصرفيون التقليديون فيه مقدمة رائعة لموضوع رائع.

على الرغم من جهود عرفان، لا يمكن استخدام كتاب "مصرفيو السماء" إلى حد ما من قبل أي شخص ليس لديه فهم لائق للتمويل. يغلب على الظن أن الدافع الأساسي للمؤلف لكتابة الكتاب، ربما كان لاستكشاف مشاعره المتباينة الخاصة حول هذه الصناعة، وليس الحياة في الجدل، حول الأغراض الأساسية لها. أفضل طريقة لتحقيق هذه الأهداف، هي عن طريق التمسك بروح الشريعة الإسلامية بدلاً من نصها الحرفي.

وكما يعترف في الفصل النهائي، كان لدى عرفان "أزمة وجودية"، ولكنه ما زال يشعر بالأمل: "على الرغم من أنني أجد نفسي في كثير من الأحيان متسائلاً، عما إذا كان ينبغي لي ولزملائي المصرفيين والمحامين ببساطة، التخلي عن ذلك وتكريس طاقاتنا في مكان آخر، شيء ما يقول لي إننا سنصل إلى هناك في النهاية".

( فايننشال تايمز 2014-09-01 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد