الشركات العالمية تدفع فاتورة مرتفعة لخصومة الصين وفيتنام
الغوغاء المناهضة للصين فتحت ثقبا في بوابة مصنع لو با ثونج، قبل الإطاحة بها والاحتشاد في مقره بالمئات. وكان جنود مشاة يحيطون بسرب من الدراجات النارية يلوح راكبوها بأعلام فيتنامية ويحملون قضبانا معدنية. وبعضهم لوح بعصي الجولف وغيرها من الغنائم المنهوبة من الشركات التي كانوا قد اقتحموها في وقت سابق. أحد الرجال كان يطبل على قارورة مياه بلاستيكية فارغة، في حين وقف العمال عاجزين عن وقف الفوضى.
"هذا أحد المديرين الموجودين لدي"، كما قال ثونج، مشيرا إلى صور التقطتها كاميرات المراقبة لرجل يرتدي قميصا أبيض يوجه كلامه للحشد. "قال لي إنه كان يصرخ: نحن فيتناميون! نحن فيتناميون!".
هجوم 13 أيار (مايو) على TTT، شركة الديكور الداخلي الفيتنامية المملوكة لثونج بالكامل، أكد مدى الفوضى عندما أقدم مثيرو الشغب على النهب وأشعلوا النار في مجمعات صناعية في جميع أنحاء البلاد. المئات من الشركات ــ معظمها أجنبية ــ علِقت في عاصفة من القومية والإحباط، واستنفدت طاقتها بسبب الخلاف بين هانوي وبكين على مجموعة من الجزر تبعد 150 كيلومترا من فيتنام.
المعركة البحرية ــ وهي جزء من سلسلة من النزاعات الإقليمية بين الصين والدول الآسيوية الأخرى جنوب وشرق بحر الصين ــ اندلعت مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضي، عندما تبادلت بكين وهانوي الاتهامات بشأن حادث غرق قارب صيد فيتنامي. حينها نظمت هانوي احتجاجا دبلوماسيا رسميا لمطالبة الصين بإنهاء "الأفعال غير الإنسانية" واتهمتها بانتهاك القانون الدولي.
هذا الاشتباك وهو الأحدث حول جزر باراسيل، يهدد بتفاقم المشكلات التي تهدد بمكانة فيتنام باعتبارها ورشة عمل العالم وحلقة أساسية في عديد من سلاسل التوريد العالمية للشركات المتعددة الجنسيات. وشهدت الدول المجاورة أيضا اضطرابات عمالية، لكن فيتنام معرضة للخسارة أكثر من معظم هذه الدول بسبب مواجهتها الأوسع مع الصين.
ويسهم الاحتكاك في تنامي الشكوك بين المستثمرين الأجانب. ويأتي هذا في وقت تستعد فيه رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" المكونة من عشرة أعضاء، لتكامل اقتصادي أوثق في منطقة يعيش فيها 500 مليون شخص يولدون ناتجا محليا إجماليا يزيد على تريليوني دولار.
وفي حين لا يوجد كثير من المحللين الذين يرون أن أعمال الشغب في فيتنام مقدمة لتغيير سياسي محلي وشيك واسع النطاق، إلا أن العنف عمل على تعرية التوترات المرتبطة باقتصاد غير واضح ومتعثر، واستبداد سياسي وعدم يقين بشأن توجه البلاد. والمعضلة المركزية للقيادة الشيوعية في هانوي هي أن المعركة مع الصين أثبتت أنها وسيلة لحشد الدعم ـــ لكنها أيضا تنطوي على احتمال محفوف بالمخاطر يتمثل في فتح الباب أمام المعارضة.
ويقول جوناثان لندن، وهو أستاذ في قسم الدراسات الآسيوية والدولية في جامعة سيتي في هونج كونج: "هذا هو البلد الذي فيه الانخراط الفعلي في السياسة غير معروف إلى حد كبير. هناك كثير من الضغوط من داخل جهاز الدولة نفسه ومن المجتمع المدني الوليد في فيتنام لاستغلال هذه الأزمة لشق مسار جديد للبلاد". وجاءت أعمال الشغب بمثابة صدمة لرجال الأعمال الدوليين الذين اعتبروا فيتنام قاعدة مستقرة ويمكن التنبؤ بها، وخاصة في أعقاب الاضطرابات في كمبوديا المجاورة. ويوضح الزجاج المحطم والمعدات المكتبية المكسرة والأنقاض المتنوعة على العقارات المترامية الأطراف في إقليم بينه دونغ جنوبي فيتنام، الكيفية التي تردت فيها الاحتجاجات السلمية المناهضة للصين، والتي كانت الحكومة قد سمحت بها في المدن الكبرى في عطلة نهاية الأسبوع السابق لأعمال العنف.
( فايننشال تايمز 2/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews