هيبة الأهلي والزمالك

للأسف الشديد اختلفت وتغيرت خريطة الرياضة المصرية في القارة السمراء واختلفت طريقة وأسلوب ونظرة الأفارقة لمصر وريادتها في المنطقة ومازلنا نحن في مرحلة تصفية الحسابات الخاصة والنظر إلي الخلفيات التاريخية والحفاظ علي المكاسب الذاتية وكيفية فرض الكلمة والإتجاه في كل الأحوال.

رحلتي القصيرة إلي جنوب أفريقيا مرافقا لبعثة الزمالك في مباراته أمام أورلاندو أكدت صدمتني بمجموعة من الحقائق منها فقدان القطبين ¢الزمالك والأهلي¢ لمكانتيهما في القارة السمراء والرهبة التي تصيب ملامح ومسامع كل أفريقي من مجرد سماع إسم أي من الناديين في مسابقة أو وزيارة أو مواجهة ودية .. فلم يجد المدير الفني لأورلاندو الجنوب أفريقي ما يمنعه من التحدث عن الزمالك بشكل لا يليق به بالمرة وأن يصفه بالفريق الذي يسعي وراء بناء نفسه نظرا لحالة النقص والعجز العددي به وعدم امتلاكه للبدائل المناسبة لمواجهة فريقه وعندما أراد المدير الفني أن يجمل حديثه قال أن المنافسة في المجموعة مازالت قائمة وأن الزمالك يمكنه العودة للمنافسة ولم يخف المدير الفني حالة الذهول التي يعيشها بعد أن نجح في تحقيق رقم قياسي يحسب لفريقه بتسجيل 7 أهداف في شباك قطبي الكرة المصرية في أسبوعين فقط .. فقال أنه لا يريد مواجهة الزمالك خارج مصر وأنه يفضل اللعب في مصر لأنه يشعر ب ¢المتعة¢ في اللعب علي أرضها في إشارة إلي نتيجة ممباراتي فريقه أمام الزمالك والأهلي.

تغيرت الدنيا من حولنا وشغلنا الشاغل هو كيفية القضاء علي أحد القطبين واتاحة الفرصة للأخر كي يعيش منفردا وهو ما انعكس في معالجة بعض وسائل الإعلام لخسارة الزمالك وكيف اعتبرها البعض فضيحة وتسابق اخرون في إلقاء المسئولية علي الجهاز الفني الحالي بقيادة حلمي طولان دون النظر إلي ما أصاب الفريق من وهن وضعف في ظل انخفاض عدد المقيدين قي القائمة من 30 لاعبا إلي 20 فقط يستفيد الجهاز ب 16 أو 17 أو 18 لاعبا منهم في ظل غياب اثنين أو أكثر بسبب الإيقاف أو الإصابة

ولا أدري لماذا كانت الخسارة من أورلاندو 1/4 في جنوب أفريقيا فضيحة في الوقت الذي كانت فيه خسارة الأهلي من الفريق نفسه 3/صفر بمثابة الوعكة أو الصدمة البسيطة والتي سرعان ما اصطف الجميع وقتها لمساندة المريض ومساعدته في تجاوز كبوته بتجديد الثقة في الجهاز الفني وتأكيد قدرة المارد الأحمر علي النهوض من جديد وتحقيق الصعب حتي نجح في ذلك بالفوز علي ليوباردز في الكونغو.. أفيقوا يا سادة فلن يستقيم حال الرياضة المصرية بقطب واحد دون الأخر .

( المصدر : الجمهورية المصرية 24-8-2013 )