الأميركيون يرفعون الفائدة في زمن «الفائدة السلبية»!
العلامة الفارقة في المرحلة الحالية هي دخول العالم في زمن اسعار الفائدة السلبية لانعاش الاقتصاد دون ان يضر ذلك في اسعار صرف العملات، مع تجاوز البنوك المركزية حرب العملات. غير ان الولايات المتحدة الاميركية تسير في الاتجاه المعاكس وتتجه الى رفع اضافي في اسعار الفائدة الشهر المقبل.تتجه دول العالم الى مزيد من تخفيض اسعار الفائدة السلبية التي اعتمدت على نطاق واسع في اوروبا واليابان. وتتجه تايوان ودول متفرقة اخرى الى اعتماد الفائدة السلبية. هذه الفائدة تلقت شهادة تأييد من رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في الاسبوع الماضي.
الا ان الولايات المتحدة الاميركية تسير في اتجاه معاكس، اذ يبدو ان اقتصادها دخل مرحلة الانتعاش بعد الفصل الاخير من العام 2015 الماضي، وهذا ما دفع الاحتياطي الفدرالي الاميركي الى رفع اسعار الفائدة الاميركية خلال شهر كانون الاول من العام 2015.
ولم تنتهي الامور عند هذا الحد، فقد تفاجأت الاسواق هذا الاسبوع باصرار لدى العديد من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الاميركي على ضرورة اقرار رفع ثانٍ لأسعار الفائدة، وان ذلك يجب ان يتم في شهر نيسان المقبل.
دفع هذا الامر الاسواق المالية في مختلف قطاعاتها الى تسجيل تغيرات جذرية في اتجاهات الاسعار اذ تحولت اسعار النفط الى الهبوط مجددا. وقد تراجع سعر نفط برنت الى 39,59 دولارا، اذ بقيت التأثيرات الأميركية هي الاقوى على هذا المستوى. وقد جاء الهبوط نتيجة قوة الدولار وارتفاع المخزونات النفطية الاميركية.
كذلك سجل الذهب اسوأ اداء اسبوعي في العام 2016 فتراجع الى 1216,70 دولارا للاونصة، كما تراجعت اسعار الفضة الى 15,20 دولارا. ويتأثر سعر الذهب بقوة بأي ارتفاع للدولار من جهة، كما يتأثر بالاخبار التي تتحدّث عن رفع اسعار الفائدة الاميركية.
ومع التلميحات برفع مفاجىء لاسعار الفائدة، سجل الدولار مكاسب لافتة خلال الاسابيع فتراجع اليورو الى 1,1160 دولار، وهبط الجنيه الاسترليني الى 1,4128 دولار، وارتفع الدولار الى 112,99 ينا.
كما تبدلت اتجاهات بورصات الاسهم. وقد ارتفعت البورصات الاسيوية التي بدت متفائلة بقوة الاقتصاد الاميركي وخصوصا بورصة طوكيو التي تستفيد دائما من اي ارتفاع للدولار مقابل الين الياباني. وقد زاد مؤشر نيكي الى 17002 نقطة. اما البورصات الاوروبية فتضررت من تراجع اسعار النفط والسلع الاخرى.
واقفل مؤشر داو جونز منخفضا 1,8 % منهياً تسعة اسابيع من الارتفاع المتواصل.
الفائدة السلبية وضعف العملات
حتى الاسبوع المنصرم، لم تؤد سياسات اسعار الفائدة السلبية التي اعتُمدت في اليابان وسويسرا وفي منطقة اليورو ودول اخرى، الى إضعاف اسعار صرف هذه العملات اذ بقي اليورو فوق 1,11 دولار، والفرنك السويسري دون الدولار الواحد، والين الياباني دون 112 ينا للدولار.
كانت هذه الدول لجأت في البدء الى ما يسمى حرب العملات أي الى اعتماد سياسة إضعاف اسعار صرف العملات لتدعيم القدرة التنافسية في التجارة العالمية، وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي. ثم عادت بعد ذلك، ونظرا الى ضعف النتائج الايجابية لهذه السياسات، الى اعتماد سياسات خفض اسعار الفائدة دون الصفر في المئة لتحفيز المصارف على الاقراض.
ويبدو ان الاتجاه هو نحو المزيد من سياسات اسعار الفائدة السليية . الا انه مع استمرار هذه الديون السيادية، واستحالة تسديدها وخفضها، فان توسيع ادارة خفض اسعار الفائدة الى السندات السيادية قد يكون الخطوة المقبلة رغم التجاهل العام لهذا الواقع.
الدولار الأميركي
يبقى الدولار الأميركي العملة الاقوى والاكثر انتشارا واعتمادا في العالم، ويرتدي بذلك اهمية قصوى لتأثير تحركات اسعار صرفه على مختلف الاسواق المالية في شتى انحاء الارض، خصوصا مع استحواذ اسواق الصرف العالمية على القسم الاكبر والساحق من الاسواق المالية العالمية.
وقد نجحت الولايات المتحدة الاميركية حتى اليوم في ابقاء اسعار صرف عملتها ضمن نطاقات لا تضر بصادراتها الى قدرتها التنافسية في التجارة العالمية. بينما هناك ما يدعو الى الشكوك في وجود نوع من التنسيق بين البنوك المركزية العالمية حول ضبط تقلبات اسعار العملات، ويبدو ان الصين انضمت هي الاخرى للتنسيق عالميا على هذا الصعيد.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2016-03-28)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews