Date : 23,11,2024, Time : 06:45:41 AM
17701 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 03 جمادي الاول 1437هـ - 12 فبراير 2016م 12:20 ص

لا يمكن أن تكون اسرائيل ديمقراطية في الوقت الذي تضطهد فيه شعب آخر وتسلبه حقوقه

لا يمكن أن تكون اسرائيل ديمقراطية في الوقت الذي تضطهد فيه شعب آخر وتسلبه حقوقه
هآرتس

رئيس الوكالة اليهودية، نتان شيرانسكي، جند ماضيه في الاتحاد السوفييتي من اجل مهاجمة احدى المنظمات الهامة في اسرائيل والتي تعمل ضد الاحتلال، “نحطم الصمت”. ففي مقال نشره في “هآرتس″ بتاريخ 29 كانون الثاني، نفى شيرانسكي أن تسمى هذه منظمة حقوق انسان مثل المجموعات التي تعمل من اجل حقوق الانسان في روسيا السوفييتية. لماذا؟ لأنه حسب قوله، كان في الاتحاد السوفييتي نظام ديكتاتوري، أما “نحطم الصمت” فيحاولون تجاوز حكومة منتخبة في دولة ديمقراطية من اجل الحسم عن طريق الضغط الدولي في مسألة شرعية مختلف عليها بين مواطني اسرائيل.

يمكن الموافقة على الادعاء بخصوص الفرق بين الديكتاتورية السوفييتية وبين الديمقراطية الاسرائيلية، ولكن بعد ازالة الفلسطينيين من الضفة المحتلة وغزة المحاصرة. لأنه كيف يمكن اعتبار مؤسسات الدولة ديمقراطية وهي تمنح الشرعية لالغاء حقوق الانسان عن شعب آخر ومن اجل مصلحة مشروع كولونيالي ديني، يحركه حلم مسيحاني لسيطرة شعب على شعب آخر في بلاد يعيش فيها شعبان؟ السوفييت على الأقل كانوا صادقين مع أنفسهم ومع العالم عندما عرّفوا نظامهم كـ “ديكتاتورية البروليتاريا”، حيث كان واضحا ومكشوفا للجميع التناقض بين الديمقراطية وبين الدولة السوفييتية.

اسرائيل التي تدوس مؤسساتها الديمقراطية حقوق الشعب الآخر الفلسطيني، تتسبب في اهانة القيم الديمقراطية. وهي بذلك تقدم الذخيرة الفعالة لأعداء الديمقراطية. والضرر الذي تسببه للديمقراطية في اوساط الجمهور أكبر كثيرا من المساهمة اللاديمقراطية التي كانت في حينه للاتحاد السوفييتي.

ما الذي ينقص شيرانسكي كي يلاحظ التهتك اليومي وتآكل المؤسسات الديمقراطية في اسرائيل بسبب الاستعباد المدني والقمع لشعب آخر؟ ومن اجل ملاحظة ذلك من الضروري الاقرار أولا بوجود الشعب الفلسطيني، خصوصا وأن شيرانسكي نجح في كتابة المقال دون ذكر كلمة “فلسطينية” ولو لمرة واحدة. لهذا لو قرأ المقال زائر من الفضاء لكان اقتنع بسهولة أن “نحطم الصمت” ليست منظمة حقوق انسان. لأنه يصعب معرفة من هم الناس الذين تدافع عنهم هذه المنظمة.

لا غرابة في ذلك: مثلما أن اسرائيل كدولة ديمقراطية تحتل وتهين شعب آخر وتلحق الضرر بفكرة الديمقراطية، كذلك ايضا الاتحاد السوفييتي الذي أحب التلويح براية حرية الشعوب – بما في ذلك الشعب الفلسطيني – لكنه مع ذلك قمع مواطنيه وصادر حقوقهم، وبذلك وضع مسألة الحرية موضع السخرية.

يبدو أن شيرانسكي مثله مثل الكثير من مواطني اسرائيل الذين يتحدثون الروسية – غير مستعد للاعتراف بوجود الاحتلال الاسرائيلي. ليس فقط بسبب انتمائه لليمين الايديولوجي، بل ايضا لأنه يعتقد أن “الاحتلال” و “الفلسطينية” قد اخترعهما بريجنيف واندروبوف من اجل التعرض ليهود الاتحاد السوفييتي ومنعهم من الهجرة الى اسرائيل. بهذا المعنى ومن خلال المفارقة الديالكتيكية المحزنة، فان شيرانسكي هو نتاج واضح لذلك النظام الذي حاربه ببطولة وتصميم، والذي أخذ من حياته تسع سنوات من الحرية.

في الختام، لا يمكن عدم ذكر المتحدث باسم الحركة المناهضة في الاتحاد السوفييتي، اندريه سخاروف، الذي يعتبره شيرانسكي نموذجا اخلاقيا. البرلمان الاوروبي أسس “جائزة حرية التفكير” على اسمه. واحتج شيرانسكي في مقاله على منح الجائزة لـ “نحطم الصمت”. لكن سخاروف خلافا لشيرانسكي لم يتردد أبدا في انتقاد اسرائيل بسبب اخلالها بالقانون الدولي. هذا اضافة الى رفضه القاطع للعنف من قبل الفلسطينيين.

في حزيران 1968، بعد عام على حرب الايام الستة، استنكر سخاروف نفي حق اسرائيل في الوجود من قبل العرب، وكذلك صلف وفظاعة اسرائيل تجاه اللاجئين الفلسطينيين. بنفس القدر الذي برر فيه الحرب معتبرا إياها حرب ضرورية ومانعة، استنكر احتلال المناطق الذي أعقب هذه الحرب، واعتبر ذلك “سعيا لحل المشاكل الجغرافية بطرق عسكرية”. والأهم من كل ذلك: مثلما أيد حقوق الشعب اليهودي بدون تحفظ، أيد ايضا حقوق الشعب الفلسطيني القومية.

يبدو أنه بالامكان مقارنة نشاط “نحطم الصمت” ومنظمات اخرى تعمل ضد الاحتلال، بنضال سخاروف. ليس فقط بسبب المساهمة في موضوع حقوق الانسان، بل ايضا السعي لانهاء الاحتلال وحلم سخاروف عن دولة اسرائيل كدولة تتصرف حسب القانون الدولي، وتشدد على المساواة في الحقوق وتسعى الى تحقيق حقوق الفلسطينيين وتقرير مصيرهم.

هآرتس 11/2/2016




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد