يمكن للمعسكر المعتدل في اسرائيل الذي يتوق لتسوية مع الفلسطينيين أن ينسى أمريكا
يمكن للمعسكر المعتدل في اسرائيل، ذاك الذي يتوق لتسوية مع الفلسطينيين، أن ينسى أمريكا؛ فالنجدة لاسرائيل المحبة للسلام لن تأتي منها. فبعد المسيرة المحرجة للمرشحين للرئاسة الامريكية في مؤتمر ايباك هذا الاسبوع، والتي لم تكن سوى مسيرة انبطاح امام حكومة اسرائيل، يمكن القول بمعقولية عالية ان احدا من المرشحين لم يفعل شيئا لتقدم السلام العادل في الشرق الاوسط، اذا ما انتخب رئيسا. صحيح أن الحديث يدور عن ضريبة لفظية لمنظمة يهودية يمينية، ولكن لا يمكن تجاهل نبرة الاقوال التي قيلت في المؤتمر، ولا سيما مضمونها.
لقد صعد المرشحون الواحد تلو الاخر، باستثناء بارني ساندرز وتنافسوا الواحد مع الاخر في نثر الوعود المبالغ فيها ومظاهر التمسك باسرائيل، في ظل التجاهل الفظ للواقع. حتى أن هيلاري كلينتون ذكرت غولدا مائير، وهي من المسؤولين المركزيين عن غياب السلام، كنموذج وقدوة. اما دونالد ترامب فسار شوطا أبعد من ذلك بكثير حيث قال ان المجتمع الفلسطيني يقدس قتلة الشهود، ووعد بفيتو تلقائي على كل محاولة من الاسرة الدولية الوصول الى تسوية عبر الامم المتحدة. لقد كان اليمين الاسرائيلي هو الذي ينطق من حنجرته، وكأن بنيامين نتنياهو هو من كتب خطابه.
سيبقى يهود الولايات المتحدة حبيسين بين كونهم رمزا للحفاظ على حقوق الانسان وبين تأييدهم للحكم والدولة اليهودية، التي تعطي الشرعية بلا تحفظ لمواصلة الاحتلال. ولكن على هذه الاقوال ان تثير في اسرائيل قلقا خطيرا جدا. فأربع أو حتى ثماني سنوات ولاية اضافية في البيت الابيض، يمكن لاسرائيل فيها أن تواصل عمل كل ما يحلو لها في المناطق، هي أخبار سيئة جدا. رئيس أمريكي آخر لا يبذل جهدا حقيقيا لوضع حد للاحتلال – ومثل هذا كان تقريبا كل الرؤساء حتى الان – سيكون مثابة مصيبة.
لقد بقيت اسرائيل لمصيرها. ففي غياب رئيس امريكي يقوم بالواجب الملقى على عاتقه، كمن يقف على رأس القوة العظمى الاهم في المعمورة، فانه يتعين عليها أن تعمل وحدها. هكذا فعلت حين اقامت السلام مع مصر وفي اتفاقات اوسلو. غير أن على رأس حكومة اسرائيل يقف في السنوات الاخيرة رافض مواظب للسلام، واحد مقتنع بان الوضع الراهن يمكنه أن يستمر الى الابد وهو لا يرى اضراره المصيرية على اسرائيل والتي تتراكم بسرعة مفزعة. هذا وضع باعث على اليأس على نحو شديد. وواجب ان يوقظ قيام بديل حقيقي في اسرائيل.
(المصدر: هآرتس 2016-03-25)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews