الكشف عن تحالف استراتيجي بين إسرائيل ومصر واليونان وقبرص
قال المحلل العسكري المعروف أليكس فيشمان، إن هناك تحالفا "أمنيا- اقتصاديا" نسج في الخفاء على أساس "إستراتيجي صلب" يضم كلا من اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر، وبشكل غير مباشر الأردن.
وأضاف في مقال افتتاحي، الخميس، بصحيفة "يديعوت" الإسرائيلية، أن تركيا خارجة من هذا التحالف الذي وصفه بـ"حلف دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط".
وأوضح فيشمان، في تقريره، أن رئيس وزراء اليونان، أليكسس سفراس، وبعضا من وزرائه وصلوا، الأربعاء، لإسرائيل، للمرة الثانية في الأشهر الثالثة الأخيرة، من أجل التباحث مع رئيس الوزراء نتنياهو حول التعاون الأمني بين الدولتين، ومكافحة الإرهاب، وكذا التعاون في مجالي الطاقة والاقتصاد.
وكشف عن انعقاد قمة أخرى في قبرص، بمشاركة رئيس الدولة المحلي، للبحث في مصادر الطاقة (الغاز)، لافتا إلى زيارة وزير الدفاع موشيه بوغي، الأربعاء، لليابان في زيارة عمل، "حيث عقد لقاءات مع وزير الدفاع، ووزير الأمن الداخلي، ورئيس الأركان وقيادة الجيش اليوناني، ودعا لزيارة أخرى في الأشهر القريبة المقبلة".
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن اليونانيين ليست لديهم الأموال لشراء الأسلحة، إلى أن "لديهم الكثير من الرغبة في التعاون، وتقاسم المعلومات، وتنفيذ مناورات مشتركة"، وقال إن إسرائيل تعتبر هذه العلاقة "هامة جدا" مع دولة عضو في الناتو، لاسيما "في ضوء حقيقة أن الأتراك لم يجتهدوا في توثيق التعاون بين إسرائيل والمنظمة"، لافتا إلى زيارة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي لليونان السنة الماضية تباحث من خلالها مع المسؤولين هناك في "مواضيع أمنية".
وكشف المحلل العسكري أن العلاقة الإسرائيلية اليونانية بدأت تتوثق في 2010، عندما "نشأ صدع بين إسرائيل وتركيا". وقال إنه في عام 2013، وقعت مذكرة تفاهم أمني بين إسرائيل واليونان، وبدأ الجيشان يتدربان معا.
وقال إن إسرائيل تخوفت من برود العلاقات مع اليونان عندما انتخب سيفراس، زعيم جبهة اليسار اليونانية، لرئاسة الوزراء باليونان في كانون الثاني/ يناير 2015، وأضاف: "إن هذا لم يحدث، بل على العكس، توثقت العلاقات".
ولفت تقرير فيشمان إلى أن الأتراك "قلقون" من محور البحر المتوسط الجديد، بسبب إمكانية عزلهم "ليس فقط عسكريا بل واقتصاديا أيضا"، مشيرا إلى أن إسرائيل متمسكة بعلاقتها مع اليونان على حساب الأتراك، ومشددا على أن مصر ترى "بعين الاشتباه" كل تقارب إسرائيلي مع تركيا، "المنبوذة" في نظرهم، خصوصا وأنها (مصر) في عين إسرائيل تعتبر "مرسى إستراتيجيا ثانيا من حيث الأهمية بعد الولايات المتحدة".
وأشار التقرير إلى ظهور قوة جديدة "تغازلها" الولايات المتحدة وروسيا بسبب التفكك الإقليمي في السنة الأخيرة، وقال إنهم (الأكراد في سوريا والعراق) أثبتوا قدرتهم على قتال تنظيم الدولة.
وأوضح أن الولايات المتحدة وروسيا من أجل كسب انتباه الأكراد أخذوا يساعدونهم كل بطريقته، فالأمريكيون "ينزلون سرا المؤن للأكراد بسوريا"، إضافة إلى "أمور أخرى كصواريخ مضادة للدبابات ووسائل قتالية أخرى"، في حين أن الروس يساعدون الأكراد على الحدود السورية، وقال إن هذه المساعدات أخرجت تركيا عن طوعها، "الأمر الذي شكل خلفية لإسقاط الأتراك للطائرة الروسية" على حد تعبير فيشمان.
واعتبر فيشمان تطلع الأكراد لإقامة دولة مستقلة، "والظروف آخذة في النضوج لذلك رغم الفوارق السياسية بين الأكراد في العراق وسوريا وتركيا"، هو بمثابة "كابوس للأتراك"، خصوصا إذا علمنا أن تعدادهم يقدر بـ40 مليون كردي.
وأكد المحلل العسكري، في تقريره، أن إسرائيل ستختار التحالف مع الأكراد في حال إذا احتاجت أن تختار بين القيادة الكردية وبين تركيا أردوغان، الذي لا يخفي عداءه لإسرائيل، لأن "الحلف مع الأكراد سيكون أهم لها بأضعاف".
وشدد على أن "المحادثات التي تجري اليوم بين إسرائيل وتركيا، والتي يتصدرها المحامي يوسف تشخنوبر، تكون إحساسا بأن إسرائيل تتحدث مع تركيا بانفصام للشخصية: الشرطي الطيب وزير الخارجية التركي مولوت كابوسوغلو، والشرطي السيء أردوغان"، وتابع: "يتفقون على شيء ما مع وزير الخارجية، وعندما يصل هذا إلى أردوغان كل شيء ينقلب رأسا على عقب".
ويختم أليكس فيشمان تقريره بالقول: "قصة الغرام بين رجل الإخوان المسلمين وأردوغان لا يوجد أي احتمال لأن ترفع رأسها، ولكن المصالح المشتركة مع المصريين، واليونانيين، والقبارصة، والأكراد، وحتى مع السعوديين، تضمن منظومة علاقات أكثر استقرارا بكثير".
(يديعوت 2016-01-28)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews