ديفكا : لماذا تم الكشف الآن عن تجسس أمريكا وبريطانيا على إسرائيل ؟
جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه الإثنين أنه يتضح من الأوراق التي سربها إدوارد سنودن المستشار الرفيع السابق في وكالة المخابرات الأميركية- والذي هرب كما كبيرا جدا من الأوراق والمستندات السرية من الوكالة وفر بها وحصل على حق اللجوء السياسي في روسية- أن الولايات المتحدة تجسست على الطائرات الإسرائيلية الحربية، والطائرات الصغيرة دون طيار وتمكنت من فك شيفرتها، والحصول على كم هائل من المعلومات التي كانت تجمعها. ونقل الملف عن العملاء الأميركيين والبريطانيين الذين كانوا يقومون بأعمال التجسس من قاعدتهم في قبرص: أنهم كانوا يشعرون وكأنهم يجلسون في مقاعد الطيارين الإسرائيليين على صعيد تلقى المعلومات.
وذكر ديفكا في تقريره الذي رصدته جي بي سي نيوز : أن رئيس الحكومة نتنياهو أجرى اتصالا عاجلا مع نائب الرئيس الأميركي جو بيدن وطالبه بتوضيحات، لما وصفته إسرائيل بالخيانة من قبل حليفاتها. إن الأمر الذي خفف عن جو بيدن في الرد على نتنياهو هو تورط بريطانيا وجهازها الاستخباري المسمى Government Communications Headquarters وتذرعه بأنه كان هناك سوء فهم من الجانب البريطاني. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد لبريطانيا التي تعمل كمقاول هام يعمل لصالح المخابرات القومية الأميركية "ناسا" أية مصلحة في التجسس على سلاح الجو الإسرائيلي، بيد أنها في الحقيقة تؤدي الدور الذي كلفتها به الولايات المتحدة، وذلك للأسباب التالية:
* بريطانيا شريك في هيئة "الأعين الخمسة" وهي أكبر رابطة استخبارية في العالم، وتضم بريطانيا، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، وهي في نفس الوقت شديدة الإخلاص في تنفيذ كل ما تكلفها به الولايات المتحدة.
* مقابل ذلك تحصل بريطانيا من الولايات المتحدة على معلومات لا تقدر بثمن حول "الإرهاب" الذي يهددها داخليا وخارجيا.
* تتمتع أجهزة المخابرات البريطانية الثلاثة (GCHQ ‘ M 15 ‘ M 16) بتمويل وميزانيات أميركية سخية، وتكنولوجية أميركية لا تتقاسمها الولايات المتحدة مع أية دولة أخرى، وتعاون استخباري وطيد.
إن التركيز على الدور الذي قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا في عملية التجسس على إسرائيل يرمي في حقيقة الأمر لتمييع السؤال القائل: ما دام عملية التجسس جارية منذ زمن طويل جدا، فلماذا تم الكشف عنها الآن؟. إن إدوارد سنودن الذي يمتلك جميع المستندات الخاصة بهذه العملية وغيرها، حصل على حق اللجوء السياسي في روسيا، ويمكننا القول: أن الروس ما كانوا ليمنحوه هذا الحق لو لم يتعهد بتزويدهم بجميع الوثائق التي لديه. ومن المفروض أنهم اشترطوا عليه: أن يأخذ إذنهم قبل نشر أية معلومات، أي أن بمقدور الكرملين فرض حق النقض الفيتو على أية معلومات يرغب سنودن في نشرها. ويبدو أن هناك سببين جعلا الروس معنيين بنشر المعلومات المذكورة:
1- سلاح الجو والقوات الروسية الموجودون في سورية حاليا يركزان جهودهما حاليا على الحرب في المناطق الجنوبية من سورية، القريبة من الحدود الإسرائيلية. وقد كانت الافتراضات حتى الآن تفيد أن بمقدور سلاح الجو الإسرائيلي العمل بحرية تامة في المجال الجوي السوري، نظرا لتمتعه بتميز على صعيد تجهيزاته العسكرية، بصورة تجعل الروس غير قادرين على مضايقته. ومن ثم فإن نشر المعلومات يرمي لتوضيح أن الأمر ليس صحيحا، وأن سلاح الجو الإسرائيلي مخترق من قبل الأميركيين والبريطانيين، أي أن من الأفضل أن يقف سلاح الجو الإسرائيلي مكتوف الأيدي، وأن لا يتدخل في العمليات الأميركية الروسية في سورية.
2- بدأت المحادثات يوم 29\1 في جنيف حول إنهاء الحرب في سورية، ونتائج هذا المؤتمر مرتبطة إلى حد كبير بالسعودية التي تؤيد قسما من فضائل المعارضة المسلحة . ومن ثم فإن نشر النبأ يرمي للإلماح للسعودية أنهم مخطئون إذا كانوا يعتمدون على سلاح الجو الإسرائيلي كي يعمل في سورية بصورة حرة، مثلما أخطأوا حينما توقعوا ولا زالوا يتوقعون أن يعمل سلاح الجو الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.
لا شك أن إسرائيل تدرك تماما أن الأميركيين يحاولون التجسس عليها بكافة الطرق، لذا لم يكن ما نشر مفاجئا إلى حد كبير، كما أن نشره الآن وليس أثناء تنفيذ العمليات الإسرائيلية يشير إلى أن الأضرار الحقيقية التي لحقت بإسرائيل كانت ضئيلة، وذلك للأسباب التالية:
* من المنطقي القول أن المواد التي استقاها الأميركيون والبريطانيون من العملية لم تنقل إلى طرف ثالث معاد لإسرائيل ويمكنه استخدامها ضدها.
* قسم من أشرطة الفيديو التي تلتقط للعمليات التي يقوم بها طائرات سلاح الجو، يتم نشره في نهاية المطاف من قبل الناطق العسكري.
* نتائج العمليات السرية والحساسة التي قامت الطائرات الإسرائيلية دون طيار بتنفيذها، لم تصل إلى الأميركيين نظرا لحفاظ الطائرات على صمت تام، حيث يتم تفريغ المعلومات في أعقاب عودة الطائرة إلى قاعدتها.
* عملية حل الشيفرات تستغرق وقتا، ومن ثم فإن حل الشيفرات من قبل الأميركيين استغرق يوما أو يومين، أي بعد أن أصبحت المعلومات التي تم التقاطها غير ذات قيمة.
( المصدر : جي بي سي نيوز - خاص ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews