كاتب إسرائيلي : " داعش " تخلى عن تدمر لأنها لا تخدمه استراتيجيا
جي بي سي نيوز - : كتب آفي يسسخاروف في التايمز الغثنين يقول :
أعلن قادة الجيش السوري عير التلفزيون الرسمي الأحد، بأن الجيش سيطر على مدينة تدمر الأثرية الواقعة 130 كلم شمال العاصمة دمشق.
ووفقا لإعلان الجيش، يثبت هذا الانتصار العسكري بأن الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على هزيمة تنظيم “داعش” في البلاد، وأن هذه بداية انهيار التنظيم الإرهابي.
ولكن يبدو أن هذه الإدعاءات بعيدة عن الحقيقة. بالتأكيد، هناك أهمية للانتصار في تدمر، ولكنها رمزية فقط.
سيطر تنظيم “داعش” على تدمر قبل 10 أشهر في هجوم ضخم، وسقط جنود الرئيس بشار الأسد أمام الهجوم. ومنذ ذلك الحين، كانت تدمر الحد الغربي لمواقع التنظيم. وتم طرد مقاتلي التنظيم الآن بذات سرعة اجتياحه. ولم تكن المعركة طويلة أو صعبة. سيطر جيش النظام على مناطق واسعة من المدينة أثناء انسحاب مقاتلي التنظيم باتجاه الشرق، اتجاه معاقله في دير الزور والرقة.
بسبب أهمية تدمر الأثرية، أثارت سيطرة تنظيم “داعش” عليها ضجيجا إعلاميا ضخما. ولكن لم يستخدمها التنظيم كمركز قوة عسكري أو أمني. أنها مدينة صحراوية، التي تمت السيطرة عليها بسهولة في العام الماضي بسبب ضعف الجيش السوري. اليوم، بمواجهة قوات منظمة أكثر ومدعومة بغطاء جوي روسي، أدرك التنظيم انه من الأفضل التركيز على مواقع هامة أكثر، بدلا من مناطق صحراوية مع أهمية إستراتيجية محدودة.
ولكن مع هذا، في هذا النزاع الطويل، حتى الإنجازات الرمزية لديها أهمية. فهذا أول انتصار كبير للجيش السوري ضد تنظيم “داعش” منذ تدخل سلاح الجو الروسي في الحرب. ولهذا ركزت قوات الأسد على شمال غرب سوريا، في مناطق حلب وادلب حيث تعمل عدة قوات معارضة غير تنظيم “داعش”. ويبدو أنه في معركة تدمر، قرر الروس والأسد مواجهة التنظيم بشكل مباشر.
ومن الجدير بالذكر أيضا، أن استعادة السيطرة على تدمر تظهر انه بالرغم من التقارير عن سحب القوات الروسية من سوريا، لا زال الرئيس بوتين لديه عدد كاف من الطائرات لتمكين الأسد من استعادة مناطق متعددة.
والهزيمة في تدمر تضاف إلى خسائر التنظيم في جبهات مختلفة. وشهدت الأيام الأخيرة مقتل القائد الثاني للتنظيم في غارة أمريكية في سوريا، وابتداء عملية عراقية ضده في الموصل. يبدو أن الحلقة بدأت تضيق على التنظيم من الغرب والشرق.
وبالرغم من أن هزيمة التنظيم لا زالت بعيدة، إلا أنه هناك تقدما ملحوظ ضده على الأرض.
ولكن للأسف، تظهر تجربة الماضي أن الانتصارات العسكرية للجيوش السورية والعراقية ضد التنظيم قد تحثه على تنفيذ هجمات إضافية . وهذا يثبت أن التنظيم لا زال صامدا، قويا وناجحا في حربه ضد الغرب.
وفي أعقاب الاعتداءات في بروكسل يوم الاثنين الماضي، يبدو انه من المناسب أن تتهيأ أوروبا للمزيد.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews