توقعات 2016 .. دولار قوي ورنمينبي ضعيف
مختصو استراتيجية العملات الذين يضعون توقعاتهم لعام 2016 يتفقون إلى حد كبير على بعض المواضيع العامة - الدولار الأمريكي سيصبح أقوى، وعملات الأسواق الناشئة ستبقى ضعيفة، وقيمة الرنمينبي الصيني ستنخفض تدريجيا.
متى؟ كم؟ الإجابة عن أسئلة المتابعة هذه بعمق تصبح أكثر صعوبة.
جون نورماند، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في جيه بي مورجان، يلخص مشاعر أقرانه بالتالي: "أنا واثق بشأن النصف الثاني من عام 2016 أكثر من الأول".
توقعات النصف الأول للعملات الأجنبية مبنية على شبه اليقين في أن كانون الأول (ديسمبر) سيجلب التباعد الذي طال انتظاره في السياسة النقدية - رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي ومزيدا من برامج التسهيل من قبل البنك المركزي الأوروبي. ما يقع بين هذين العملاقين هو المسألة الصغيرة الخاصة باجتماع البنك المركزي السويسري من أجل السياسة النقدية.
يقول فينسينت تشينو، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة والصرف الأجنبي في سوسيتيه جنرال: "هذا العام لن ينتهي بهدوء من حيث النشاط في السوق. لكن على الرغم من أن هذه الأحداث تم احتسابها تماما، إلا أن تأثيرات الجولة الثانية ليست كذلك".
عدم يقين السوق بشأن عام 2016 ينبع من تجارب غير مريحة عام 2015 - صدمتا الفرنك السويسري الذي فك ارتباطه باليورو وتخفيض قيمة الرنمينبي في الصين، والأداء الضعيف للاقتصاد الأمريكي والمخاوف من إضعاف الانكماش للنشاط العالمي.
وراء كل هذا كانت المخاوف بشأن السيولة، الناجمة عن زيادة التنظيم. يقول آدم كول، مختص استراتيجية الصرف الأجنبي لمجموعة العشر في "آر بي سي كابيتال ماركيتس": "الطريقة التي يتم بها التعامل مع أعمال الصرف الأجنبي تغيرت. الأسواق تعمل بشكل مختلف، والأسعار واضحة بطريقة مختلفة".
بالتالي، ليس من المستغرب أن الرغبة في اتخاذ المخاطر انعكست بسرعة كبيرة هذا العام، وهذا الحذر يؤثر في توقعات عام 2016 لمعلقي الصرف الأجنبي. نعم، الدولار سيصبح أقوى، ويعتقد معظم مختصي استراتيجية الصرف الأجنبي أن التعادل مع اليورو يبدو مؤكدا. لاحظ أن اليورو عاد إلى ما دون 1.06 دولار في الوقت الحالي و"تباعد كانون الأول (ديسمبر)" في الانتظار.
يقول تشينو: "إن الدولار لا يزال غير قوي على أساس تاريخي، وليس مبالغا فيه من حيث التقييم".
لكن هناك كثير من المحاذير لهذه الدعوات من أجل دولار أقوى. يقول سايمون ديريك، كبير مختصي استراتيجية الأسواق في بنك نيويورك ميلون: "أعرب الاحتياطي الفيدرالي من قبل عن مخاوف بشأن إحداث الدولار القوي للمشاكل وبدء قوى تباطؤ التضخم في العمل". مثل هذه الحلقة المفرغة تؤثر في توقعات جيه بي مورجان خارج الإجماع، الخاصة بارتفاع اليورو إلى 1.13 دولار بحلول نهاية عام 2016. يقول نورماند إن الاقتصاد الأمريكي يبدو "جيدا لكن ليس عظيما".
الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يفقد أعصابه وينهي فجأة دورة التشديد إذا تحول النمو في الولايات المتحدة إلى المستوى المتوسط. ويضيف بول ميجيسي، مختص الاستراتيجية وزميل نورماند في جيه بي مورجان: "كل ما يتطلبه الأمر هو ربع ضعيف واحد".
يقول ديريك إن السياسة النقدية ستبقى العامل المهيمن الذي يؤثر في الصرف الأجنبي في العام المقبل. لا يوجد أي شيء آخر يبدو مهما، بالتأكيد ليس صدمة الأحداث الجيوسياسية التي تجاهلتها السوق إلى حد كبير.
لكن قيود السياسة النقدية ستصبح أكثر وضوحا. يقول ميجيسي إن الخبر السار بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي هو أن المزيد من برامج التسهيل سوف تحدث في ظل ظروف اقتصادية أفضل.
لكن مشكلة البنك المركزي الأوروبي مع اليورو هي مشكلة أوجدها بنفسه. من خلال مواصلة التسهيل النقدي الأقوى، فقد شجع السوق على اللجوء إلى اليورو باعتباره عملة تمويل لتجارة المناقلة. لذلك عندما تؤدي النكسات في السوق المالية العالمية إلى النفور من اتخاذ المخاطر، فإن السوق ستقطع مثل هذا التمويل، بالتالي رفع اليورو أكثر. يقول ميجيسي: "لقد أوجدوا عملة مضادة للتقلبات الدورية".
السياسة النقدية أيضا ستؤدي إلى تحركات في الين، على الرغم من أن توقعات مختصي الاستراتيجية تختلف على نطاق واسع. "نومورا" و"بي إن بي باريبا" يتوقعان ارتفاع الدولار إلى 130 ينا أو أكثر.
يقول يوجيرو جوتو، كبير مختصي استراتيجية الصرف الأجنبي في نومورا: "توقعات السوق بشأن تخفيف بنك اليابان (لسياسته) ليست بالضرورة عالية، لكننا لا نزال نعتقد أنه سيبقى حمائميا للغاية".
لكن بنك جيه بي مورجان لا يرى ذلك. لننظر إلى زيادة فائض الحساب الجاري في اليابان والتقييم المنخفض للين، كما يقول مختصو الاستراتيجية الآسيويون في البنك. لا علينا من الضعف - إنهم يتوقعون أن يصبح الين أقوى العام المقبل.
هناك إجماع أكثر يحيط بالرنمينبي. في حين أن معظم مختصي الاستراتيجية يتوقعون تخفيضا لقيمة العملة، إلا أن الرأي الواسع هو أن هذا لن يكون مدفوعا من قبل بنك الشعب الصيني.
لكن الجميع يشعر بالقلق بشأن الصين. يعتقد بنك نومورا أن النمو الاقتصادي سيتباطأ إلى 5.8 في المائة. ويقول تشينو من "سوسييتيه جنرال" إن ارتفاع الدولار "يسبب المشاكل" بالنسبة للصين لأن انخفاض قيمة الرنمينبي "لن يشجع سوى التدفقات الخارجة لرأس المال، الأمر الذي يشكل خطرا على الاقتصاد. هذا مجال يستحق المراقبة في العام المقبل". كذلك تباطؤ الصين يؤثر في توقعات الأسواق الناشئة. في بيئة تسعى لتحقيق العوائد، يقول ديريك من المنطقي أن نتوقع أن الأسواق الناشئة ستبدأ بالانتعاش.
"لكن ليس هناك أي دليل على ذلك حتى الآن، وهذا الأمر يجعلني أفكر في كل وقت تقريبا، ولا سيما بالنسبة لعملات الأسواق الناشئة المنتجة للسلع الأساسية. يمكنك أن ترى إمكانية أنها ستتعرض للضغط مرة أخرى".
(المصدر: فاينانشال تايمز 2015-12-02)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews