توقعات إضافية تُرجّح هبوط النفط الى 20 دولاراً
دخلت «غولدمان ساتش» على مسرح توقعات انخفاض اسعار النفط الى 20 دولاراً للبرميل. ويعني ذلك تراجع اسعار صفيحة البنزين في لبنان الى ما دون الخمسة عشر الف ليرة لبنانية علماً أنّ تراجع الاسعار المحلية لا ينسجم مع الانخفاضات العالمية كما يُتوقع وكما يتوجّب بحسب منطق الاسعار.يتّجه العالم الى اختبار مستويات اسعار متدنّية جداً يتوقعها كبار الخبراء وقد تصل الى ما دون العشرين دولاراً للبرميل. وتتراجع صرخات الاعتراض على هبوط الاسعار وكأنّ الجميع بات مقتنعاً بأنّ هبوط اسعار النفط اصبح امراً واقعاً وليس في الامر سوى مسألة وقت. إنّ الدافع الرئيس وراء الهبوط يبقى حاجة الاقتصاد العالمي الى ظروف افضل تساهم في تسريع حركة العجلة الاقتصادية وتحسّن النموّ.
ومن المعروف أنّ أسعار النفط المرتفعة لا تساهم في تحفيز النموّ الاقتصادي. إضافة الى هذا السبب الرئيس، الذي يبدو أنّ إرادة دولية صلبة وحاسمة تقف وراءه، يمكن ذكر سلسلة طويلة وأساسية من اسباب تراجع الأسعار.
إنّ استمرار ارتفاع حجم الانتاج العالمي واستمرار تراجع الطلب على استهلاك النفط نتيجة التباطؤ الاقتصادي خصوصاً في الصين يحتّم تراجع الاسعار وانعكس ذلك في ارتفاع لافت في حجم الاحتياطات النفطية الاستراتيجية الأميركية وهو معيار تتابعه الاسواق بقوة وعن كثب.
جدير بالذكر أنّ الدولة الاسلامية تقوم بمبيعات بأسعار منخفضة جداً انطلاقاً من آبار النفط العراقية التي تسيطر عليها. كما يزداد الافق بالنسبة للأسعار عند إدخال عامل عودة النفط الايراني الى الاسواق العالمية.
وما زال البعض يتكلم بجدية وبقوة عن رفض منظمة «اوبك» خفض انتاجها في اطار حرب نفطية على الحصص في الاسواق العالمية إذ يستخدم أسعار النفط المنخفضة لإخراج سلسلة طويلة من الشركات النفطية الجديدة واليافعة من الاسواق، وما زالت مسألة انتاج النفط الصخري تلعب دوراً مؤثراً في توقعات الاسعار.
ومع تراجع اسعار البنزين في لبنان لتقارب الـ22 الف ليرة تبعاً لتداول اسعار النفط في الاسواق العالمية ما بين 40 دولاراً و49، فإنّ تراجع النفط الى 20 دولاراً للبرميل سوف يقود الى هبوط صحيفة البنزين في لبنان الى ما دون الخمسة عشر الف ليرة لبنانية.
وهو رقم يدعو الى التفاؤل والارتياح في أوساط المستهلك اللبناني أكان في القطاع العام أو في القطاع الخاص الصناعي والتجاري والخدماتي أو حتى الاستهلاكي والانفاق العائلي والفردي.
توقعات «غولدمان ساتش»
وفي أحدث تقرير اقتصادي رفيع المستوى عن اتجاهات اسعار النفط العالمية قالت غولدمان ساتش يوم الجمعة الماضي إنّ أسعار النفط قد تتراجع الى 20 دولاراً للبرميل نتيجة ارتفاع حجم الانتاج العالمي المستمرّ.
وتقابل ذلك توقعات بتراجع الطلب العالمي على النفط في إشارة مباشرة الى تباطؤ النموّ الاقتصادي في الصين وبالتالي في اقتصاديات دول الاسواق الناشئة (الصاعدة).
وكانت أسعار النفط تراجعت نحو الخمسين في المئة خلال الاثنَي عشر شهراً الاخيرة على خلفية التباطؤ الاقتصادي في الصين وظهور مصادر جديدة للنفط في الولايات المتحدة الاميركية.
وما زالت الاسواق تراقب ردات الفعل عند منظمة اوبك او الدول الاخرى الكبرى المُنتجة للنفط وما إذا كانت سوف تخفض الانتاج لدعم الاسعار ولجم هبوطها.
وكانت أسعار النفط تراجعت يوم الجمعة الماضي 2.48 بنسبة 2 في المئة الى 44.78 دولاراً للبرميل، كما تراجعت اسعار نفط برنت الخام في لندن بنسبة 1.53 في المئة الى 48.14 دولاراً للبرميل.
خفض الأسعار في السوق المحلية
إلّا أنّ تراجع الاسعار في السوق المحلية يبقى اكثر تحفظاً وبنسبة أقل من تراجعها في الاسواق العالمية. وبمقارنة التراجع في الاسعار العالمية الذي تجاوز الخمسين في المئة يتوجب أن تكون صفيحة البنزين في السوق اللبنانية دون العشرين الف ليرة لبنانية أو حتى عند مستوى 17 الف ليرة حالياً.
لكن يبدو أنّ هناك عوامل كثيرة وغير واضحة يجرى إدخالها لِلَجم تراجع الاسعار بما فيه الكفاية والمنطق. ويستوجب ذلك شرحاً وافياً من السلطات الرسمية لاستبعاد أيّ شكوك وما اكثرها في الفترة الراهنة مع الحراك الشعبي الذي يبدو انه لا يترك ملفاً لا يتطرّق اليه.
(المصدر: الجمهورية اللبنانية 2015-09-14)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews