«الطاقة الدولية» تخلت عن مفهوم الإنتاجية الاحتياطية
أبرز تقرير وكالة الطاقة الدولية حول ''توقعات أسواق النفط على المدى المتوسط''، الذي نشر في الشهر الماضي ارتفاعا كبيرا في الطاقات الإنتاجية الاحتياطية. حيث رفعت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها السابقة بخصوص الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج دول ''أوبك''، خصوصا من أمريكا الشمالية، وفي الوقت نفسه خفضت قليلا من إنتاج النفط المطلوب من دول ''أوبك''. في ضوء هذا التنقيح توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يصل مستوى الطاقات الإنتاجية الاحتياطية لمنظمة أوبك إلى سبعة ملايين برميل في اليوم في وقت مبكر من عام 2014، وهو مستوى لم تشهده منذ تسعينيات القرن الماضي.
إن تقرير المنظمة السابق حول ''توقعات أسواق النفط على المدى المتوسط'' توقع أن تبلغ ذروة الطاقات الإنتاجية الاحتياطية ''الفعلية'' لمنظمة أوبك 6.09 مليون برميل في اليوم في عام 2015، في حين يتوقع التقرير الحالي أن تصل ذروتها إلى سبعة ملايين برميل في اليوم، ثم تنخفض إلى 6.13 مليون برميل في اليوم في عام 2018. الاختلاف الآخر هو أن الوكالة في تقريرها الحالي تخلت عن مفهومها السابق بخصوص ''الطاقات الإنتاجية الاحتياطية الفعلية'' لمنظمة أوبك، الذي كان ببساطة يخصم مليون برميل في اليوم من الطاقات الإنتاجية الاحتياطية الرسمية للمنظمة، حيث إنها ترى الآن ''تقلبات متفاوتة'' في حجم الطاقة الاحتياطية التي كانت في السابق تفترض مسبقا أن تكون غير متوافرة إلى الأسواق في الوقت المناسب. لكن الوكالة رغم تخليها عن مفهوم ''الطاقات الفعلية'' في تقرير ''توقعات أسواق النفط على المدى المتوسط''، إلا أنها في المستقبل ستستمر في اعتماد بعض التعديلات على أرقام الطاقات الاحتياطية المعلنة، حتى إذا كانت أقل من ذي قبل.
على العموم، يتوقع التقرير نمو إجمالي الطاقات الإنتاجية العالمية للسوائل الهيدروكربونية بنحو 8.4 مليون برميل في اليوم للفترة بين عامي 2012 و2018 لتصل إلى 103 ملايين برميل في اليوم، في المقابل يتوقع التقرير نمو الطلب العالمي على النفط بمعدل 6.9 مليون برميل في اليوم، ليصل إلى 96.7 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2018. العامل الرئيس وراء هذا التطور استمرار وتيرة النمو في إنتاج النفط الأمريكي من مصادر النفط غير التقليدية، خصوصا من الصخر الزيتي، ما اضطر الوكالة إلى إعادة النظر في توقعاتها السابقة بخصوص الموارد غير التقليدية. في هذا الجانب، تشير الوكالة إلى أن نمو الإنتاج من الصخر الزيتي أقوى حتى من تقديراتنا السابقة التي نشرت قبل بضعة أشهر فقط في تشرين الأول (أكتوبر) 2012.
تتوقع الوكالة الآن أن تنمو الإمدادات من أمريكا الشمالية بنحو 3.93 مليون برميل في اليوم للفترة بين عامي 2012 و2018 لتصل إلى 19.75 مليون برميل في اليوم، مقارنة بتقرير تشرين الأول (أكتوبر) الذي توقع وصول الإمدادات إلى 18.6 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2017. إن نمو الإمدادات من مصادر الصخر الزيتي في الولايات المتحدة والرمال النفطية الكندية، سيكون له تأثير كبير جدا في أسواق النفط العالمية وفي خطط الاستثمار، حيث من المتوقع أن يمثل النمو من هذه المصادر نحو 40 في المائة من معدل النمو العالمي بحلول عام 2018. معدل النمو في الولايات المتحدة هو أكثر قوة مما كان مقدرا قبل بضعة أشهر، بل هو نمو لا مثيل له، وهو زيادة في الإمدادات تختلف تماما في طبيعتها، في آثارها، في طابعها عن الزيادات السابقة - على حد قول الوكالة.
إضافة إلى ذلك، تتوقع الوكالة أن يتسبب ارتفاع الإنتاج من المصادر غير التقليدية في أمريكا الشمالية في انخفاض الاستثمار في الدول النفطية الناشئة، خاصة تلك التي تفتقر إلى البنية التحتية وخطوط التوريد، كما هو الحال في الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى. يرجع السبب في ذلك جزئيا إلى أن الشركات الكبرى وشركاءها المحليين تسعى إلى تطبيق تقنيات الإنتاج والتطوير الحديثة غير التقليدية على الحقول التقليدية الناضجة في دول مثل الصين وروسيا لزيادة معدلات استخلاص النفط.
يشير التقرير إلى أن أسعار النفط المرتفعة جعلت مشاريع حقول المياه العميقة أكثر قدرة على الاستمرار، لكن في الأشهر الستة الماضية اعتمدت الشركات أيضا مجموعة من المشاريع الجديدة في المياه الضحلة، خاصة في بحر الشمال وروسيا، مستفيدة من البنية التحتية للإنتاج وخطوط النقل القائمة. مع تحول النفقات الرأسمالية بقوة نحو الاستخلاص المعزز للنفط، مصادر الصخر الزيتي، الرمال النفطية، وربط التوسعات الجديدة مع البنية التحتية القائمة، خصوصا في بحر الشمال، توقع التقرير تأخر المشاريع الجديدة بالكامل.
بخصوص الطلب العالمي على النفط، تتوقع الوكالة الآن أن يتجاوز الطلب على النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الطلب على النفط في الدول الأعضاء في منظمة التعاون في الربع الثاني من هذا العام، وسيستمر في النمو على هذا المنوال خلال الفترة حتى عام 2018. لكن نمو الطلب على النفط من المتوقع أن يتباطأ فيما يسمى دول ''بريكس'': البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا - وكذلك في السعودية. في المقابل ترى الوكالة زيادة نمو الطلب في باقي الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، خاصة إفريقيا، حيث إنها تعتقد أن استهلاك النفط في هذه الدول قد قلل من شأنه في الماضي.
من الأمور الأخرى التي تطرق إليها تقرير الوكالة الجديد على المدى المتوسط والتي تسترعي الانتباه، أن الوكالة تتوقع الآن نموا في طاقات التكرير العالمية خلال الفترة من عام 2012 إلى 2018 يقدر بنحو 9.5 مليون برميل في اليوم بصورة رئيسة من الصين والهند. هذا النمو يفوق كل من النمو المتوقع في العرض والطلب على النفط للفترة نفسها. ( المصدر : الاقتصادية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews