هزائم إيران وحزب الله في سوريا
لو كان مشهد فرار المئات من جنود الأسد في إدلب وهم يسيرون كقطعان الخراف متجهين إلى اللاذقية سيرا على الأقدام رآه أي رئيس دولة في العالم لانتحر كمدا وخزيا ، ولا نقول تنحى ، غير أن " الأسد أو لا أحد " سارع إلى قصف القرى والمدن السورية التي سقطت بيد المعارضة بغاز الكلور ، قبل أن يبعث بوزير دفاعه فهد الفريج إلى طهران ، بناء على طلب وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان الذي استدعاه عقب هزائم جيشه .
لقد كان المشهد فضيحة بكل المقاييس ، لا يجاريها سوى اقتياد تنظيم " داعش " لمئات الجنود حفاة عراة في الرقة في وقت سابق من العام الماضي ، ولكن الفرق أن هؤلاء غير مقبوض عليهم ، بينما أولئك اقتيديوا إلى حتوفهم .
لقد أثبتت معارك إدلب وجسر الشغور ومعمل القرميد تصدع المؤسسة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام ، وها هي الأنباء تتواتر عن زلازل تحدث في زريبة الأسد ، قبل وبعد قتل النظام لرستم غزالة ، رئيس جهاز الأمن السياسي وأحد رموز السلطة.
إن هزيمة الأسد في إدلب ، وجسر الشغور والقرميد وهزيمته في درعا والقنيطرة ، وفي شرق سوريا ، تثبت أن الإيرانيين لم يعد بإمكانهم تقديم المزيد ، ليس لأنهم متوافقون مع الولايات المتحدة كما يقول بعض السذج ممن يقرأون الأحداث بـ " المقلوب " من أولئك الذين لا زالت تستهويهم مفردات الممانعة والمقاومة ، بل لأن عاصفة حزم " أرضية " بدأت فعلا ، وبدون الإعلان عنها عربيا وخليجيا ، يتم بموجبها تزويد المعارضة بالسلاح وبما تحتاجه المعارك من الرصاصة وحتى القاذف .
لقد تعرت إيران في العراق وسوريا واليمن ، وبالنسبة إليها فإنه ليس بالإمكان أكثر مما كان ، طالما أن العرب متحدون وماضون في التصدي لمشروعها التخريبي في المنطقة .
لن ينفع الأسد تدشين الخط البحري بين سواحل إيران واللاذقية ، ذلك الذي أعلن عنه الإيرانيون ، ، كما لم ينفعه سابقا جحافل المرتزقة من الميليشيات الشيعية التي جيء بها من أقاصي الأرض لقتل السوريين ، ولن ينفعه لاحقا مئات الجنود من الحرس الثوري الذين يقال : إنهم بدأوا يتدفقون على اللاذقية ، فلقد سبق وتدفق جنود حزب الله من قبل ، فذاقوا وبال أمرهم ، وعادوا إلى الضاحية جثثا مجمدة يتم الإعتراف بأعدادها على دفعات تجنبا لإحداث صدمة .
لا يخاف المرء على الثورة السورية ، ولكن يخاف على مآلاتها ،تلك التي نأمل أن يكون حساب الحقل لديها متوافقا دائما مع حساب البيدر .
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews