نقل علويين وتوطين شيعة الفوعا وكفريا في حلب
" تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد أن تم السيطرة عليها تماما".
بهذه العبارة احتفى الأسد بالنصر في حلب ، دون أن يذكر بيان قواته المسلحة ، وهي هنا وزارتا الدفاع الروسية والإيرانية بذيولها وعشرات آلاف المسلحين من الميليشيات الشيعية .. لم يذكر أي شيء عن مجازره ومجازر حلفائه في المدينة المهدمة ، والتي ينفذ الآن مخطط ابتلاعها من خلال تغيير سكانها الأصليين بآخرين من قرى شيعية وعلوية أخرى .
فخلال هذه الفترة ، تنهمك إيران في التحضير لما بعد حلب ، والإنطلاق من مرحلة ( تحرير المدينة بعد تفريغها ) إلى " إعادة " اهلها الشيعة إليها ، وهم هنا سكان قريتي " الفوعة وكفريا " وآخرين قادمين من خارج الحدود.
ولمن لا يعلم ، فإن ما تنشره إيران هذه الأثناء يصب في هذا الإتجاه ، ومؤخرا نظمت مظاهرة في القريتين الشيعيتين كانت هتافات المشاركين فيها من نساء وأطفال على الشكل التالي : "
“وينك وينك يا كعبي، الحصار موت شعبي.. كلو بسبب الحصار فكوا عنا هالحصار” . وللكعبي هذا قصة تروى :
فبعد أن أسس المذكورعصائب أهل الحق سيئة الذكر ، ها هو يتزعم حركة النجباء الإيرانية " العراقية " التي بايعت الولي الفقيه في طهران ، وباتت جناحا إيرانيا ضاربا سواء في الداخل العراقي أم في سوريا ، والنجباء ، هذه ، حركة تضم مقاتلين سابقين من العصائب وجدد ممن يؤمنون بولاية خامنئي قلبا وقالبا وثقافة ومنهجا وسلوكا ،بالإضافة إلى أن مقاتليها يحملون جنسية إيران والعراق معا، فإذا كان لدى السنة تنظيم باسم " داعش " ينسب إليهم وهم في الحقيقة ضده ، فإن لدى إيران الآن عشرات التنظيمات من الدواعش الشيعية ، وابرزها بالإضافة إلى بدر والعصائب هذه الحركة : النجباء .
ويرتكز المخطط المذكور : تغيير سكان حلب ، على قرار إيراني بترحيل سكان الفوعة وكفريا بعد فك حصارهما ، إلى حلب المدينة ، ولكي لا يقول قائل إننا نبالغ ، فإننا نحيل كل من يشكك بهذا الأمر إلى الرسالة التي بعثها أكرم الكعبي ، وهذا هو اسم زعيم الحركة : لأهالي القريتين ، فهو يؤكد في تلك الرسالة التي يجدها القارئ منشورة عبر قنوات الحركة وأرشيف قناتها التلفزيونة بأن سكان الفوعة وكفريا أصلهم من حلب المدينة تم تهجيرهم منها بالقوة قبل عقود غابرة ، وهي توطئة لا لبس فيها على هذه النية المبيتة ، ومن أجل ذلك ، فإن الإجتماع الثلاثي الذي عقده وزراء خارجية ودفاع كل من روسيا وإيران وتركيا مؤخرا تطرق إلى وحدة الأراضي السورية دون التطرق إلى أي موقف من تغيير سكان المدن أو جغرافيتها الداخلية ، وإن كنا نشكك أصلا بقصة وحدة الأراضي هذه التي باتت أثرا بعد عين عقب افتضاح المخطط الأيراني في ربط إيران بسوريا برا عبر العراق وصولا إلى المتوسط وبمباركة روسية ثمنها قواعد روسية في إيران .
إذن : فإن المرحلة القادمة ستكون منع أهالي حلب الذين هجروا من العودة إليها إلا ما ندر ، ونقل سكان الفوعة وكفريا إلى المدينة السنية المدمرة وإعادة بنائها على أساس طائفي ترجح فيه الكفة ليس فقط للشيعة بل للعلويين الذين سينتقلون إليها من قرى نائية .
وهنا نقول أيضا لمن يشكك بانتقال العلويين إلى حلب : إن عليك مراجعة الأدبيات العلوية التي تقول : إن حلب " علوية " وإن سيف الدولة ، صاحب المتنبي ، كان علويا ، وإلا : فأين كانت مملكة الحمدانيين ؟ .
إنها في " حلب " .
هذا إذا لم تكونوا تعلمون .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews