نجاح شركات الطيران الخليجية يشعل غضب المنافسين
يبدو أن منافسي شركات الطيران الخليجية في أوروبا والولايات المتحدة بدأوا يفقدون أعصابهم، بعد أن عجزوا عن إيقاف زحف الناقلات الخليجيات على خارطة خطوط الطيران العالمية بموجب اتفاق السماوات المفتوحة.
غضب المنافسين انتقل في الأسابيع الأخيرة إلى الولايات المتحدة بعد أن خفتت احتجاجات الشركات الأوروبية وخاصة لوفتهانزا، نتيجة عجزها عن إثبات أن النمو الجامح لشركات الطيران الخليجية ينطوي على مخالفات لشروط المنافسة.
وقد أجبر تصعيد الشركات الأميركية البيت الأبيض للإعلان غير مسبوق عن إجراء مراجعة لم يسبق لها مثيل، بشأن المزاعم بأن شركات الطيران الخليجية تتلقى دعما حكوميا يعطيها ميزة تنافسية على منافساتها في الولايات المتحدة.
لكن ذلك التصعيد لم يتمكن من إيقاف تقدم الشركات الخليجية، الذي كان آخر فتوحاته موافقة مكتب الطيران المدني السويسري على صفقة حصول الاتحاد للطيران على ثلث أسهم شركة داروين أيرلاين.
وتتضمن الصفقة التي تعثرت في أروقة المكتب لأكثر من عام بحثا عن أي مخالفة للمعايير الأوروبية، عنصرا رمزيا في غاية الأهمية، وقد يكون سبب كل ذلك التأخير، وهو تغيير علامة داروين أيرلاين إلى “الاتحاد الإقليمية”.
وبذلك تنتشر علامة الاتحاد من خلال شركة محلية أوروبية، وقد يتسع حضورها في الفضاءات الأوروبية إذا توسعت استثمارات الشركة من خلال رفع كفاءة إدارة الشركة، أسوة بما فعلته الاتحاد للطيران مع جميع الشركات التي دخلت في شراكات معها.
رد الشركات الخليجية على تصعيد الشركات الأميركية، كان ساخرا، حيث أكدت أنها تستطيع تفنيد جميع المزاعم بأنها تتلقى دعما غير عادل، وتوقعت أن ينتهي النزاع بالاعتذار عن تلك الاتهامات.
وبحسب جيمس هوغن الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران فإن الشركة تلقت قروضا وليس دعما من مساهمها الحكومي، وأن حكومة أبوظبي قدمت رأس المال الأولي وقروضا لكنها فعلت ذلك كمساهم حصيف، وهي تتوقع وتجني عوائد على استثماراتها.
وأكد وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان المنصوري أن اتهامات شركات الطيران الأميركية غير صحيحة وغير مقبولة.
ويقول محللون إن الشركات الأميركية التي أثارت المزاعم وهي دلتا أيرلاينز ويونايتد كونتننتال وأميركان أيرلاينز، تحاول تبرير تراجع حصصها في صناعة الطيران العالمية بعد أن عجزت عن مجاراة الشركات الخليجية.
وكانت بيانات جديدة قد أظهرت أن شركات طيران أميركية فقدت ما لا يقل عن 5 بالمئة من حصتها من حجوزات الرحلات الجوية من الولايات المتحدة إلى شبه القارة الهندية منذ عام 2008، بسبب المنافسة المحتدمة من ناقلات الخليج.
كما تراجعت حصة شركات الطيران الأميركية وشركائها من سوق الرحلات بين شرق الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا إلى 36 بالمئة من 43 بالمئة في عام 2008. وتشمل تلك المنطقة فيتنام وتايلاند وأندونيسيا وماليزيا والفلبين.
بل إن حصتها من حجوزات الرحلات المتجهة إلى أوروبا شهدت تراجعا مائلا، وهو يشمل حجوزات شركاء المشاريع المشتركة مثل الخطوط الجوية البريطانية أير فرانس.
وفي غضون ذلك تقدمت طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية على تلك الشركات، وقفزت حصتها من تلك السوق إلى 40 بالمئة من 12 بالمئة فقط قبل 7 سنوات، ما يعني أن الشركات الخليجية اقتطعت حصصا من جميع منافسيها.
وتسلط تلك البيانات الضوء على حجم المعركة المحتدمة والتغيرات الكبيرة في خارطة صناعة الطيران منذ سمحت اتفاقات “السماوات المفتوحة” بالرحلات التجارية بين دول الخليج والولايات المتحدة قبل أكثر من 10 سنوات.
وسجلت شركات الطيران الخليجية نموا جامحا في السنوات الماضية، وخاصة الشركات الإماراتية التي جعلت من مطارات البلاد بؤرة لخطوط الطيران بين جنوب وشرق آسيا وأستراليا ونيوزيلدا والقارة الأوروبية. وأصبحت محطة أساسية للرحلات بين تلك المناطق.
ويبدو أن الآثار الجانبية لتطوير صناعة الطيران الخليجية، هي أحد الأسباب الرئيسية لثورة التنمية الشاملة التي تشهدها بلدان تلك الشركات وخاصة الإمارات.
(المصدر: العرب 2015-04-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews