فوز هرتسوج لن يحدث تغييرا في السياسة الخارجية الإسرائيلية
إن من يأملون أن يؤدى فوز زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هرتسوج فى الانتخابات التى ستجرى "الثلاثاء" إلى تحول كبير فى السياسة الخارجية الإسرائيلية سيصابون بخيبة أمل. فمهما كان الفائز فى تلك الانتخابات، وما سيحدث فى الأسابيع التالية من سباق لتشكيل ائتلاف، فإن السياسة الخارجية المتعلقة بالقضايا الأخرى لن تشهد تحولا وستكون سمتها الأساسية هى الاستمرار.
أن هرتسوج يحظى باهتمام الجميع لسبب جيد، وهو أن الكتلة الانتخابية المنتمية للمعسكر الصهيونى المؤيدة لهرتسوج هى التى تقود بشكل واضح استطلاعات الرأى الأخيرة، الأمر الذى أثار احتمال أن يتفوق زعيم المعارضة على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فبالنسبة لمن يعارضون مواقف نتنياهو المتشددة من إيران والفلسطينيين، ورؤيته العامة لإسرائيل المحاصرة من أعداء من كل الجوانب، يبدو هرتسوج ممثلا لإمكانية حدوث تغيير حقيقى، وأنه قد يكون أول رئيس وزراء يسارى فى إسرائيل منذ إيهود باراك عام 1999. وبذلك يأمل الكثيريون أن انتخابه قد يحدث تحولا مهما فى السياسة الخارجية والدفاع بما فى ذلك إنهاء المعارضة الإسرائيلية للاتفاق النووى الإيرانى والسعى مجددا نحو إنشاء دولة فلسطينية.
وبالرغم من أنه لا يمكن إنكار أن هرتسوج تبنى لهجة مختلفة عن نتنياهو فى حديثه للعالم، إلا أن مجالات الخلاف بينه وبين نتنياهو ليست كبيرة كما يعتقد البعض، بل إن كليهما، فى حال تولى أحدهما المنصب، قد يحاصران بطريقة مماثلة بالظروف التى تتجاوز قدرتيهما.
إن موقف هرتسوج من إطلاق الصواريخ من غزة مطابق لموقف نتنياهو، وفى حال تشكيله الحكومة لن يعانى من ضربات حماس فى صمت ويمتنع عن القيام بضربات انتقامية. وفى القضية الأهم فى السياسة الخارجية الإسرائيلية وهى الانقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يتحدث نتنياهو وهرتسوج بنفس اللهجة. ولا ينبغى أن يخفى انتقاد هرتسوج لخطاب نتنياهو أمام الكونجرس حقيقة أن زعيم المعارضة لن يقبل أبدا بوجود إيران نووية، وأن تصوره للتهديد الإيرانى أكثر حدة. واحتمال أن يعمل هرتسوج على إبقاء خلافاته مع واشنطن خلف الأبواب المغلقة لا تعنى أنه لن تكون هناك خلافات أو أنه سيمهد الطرق لاتفاق نووى.
(المصدر: فورين أفيرز 2015-03-17)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews