آسيا.. وحمى المناصب
الجميع يتذكر مسلسل آسيا الصفراء وحمى ليل الكرة العربية الذي وفقني الله في كتابته ونشر في خمس وعشرين حلقة على صفحات الأيام الرياضي قبل عدة شهور وتناولنا فيه ملفات ساخنة من أروقة الإتحاد الدولي وملف آسيا وكيف كان... وأين وصل..؟ والدور الكبير الذي لعبه السيد محمد بن همام من أجل ارتقاء آسيا الى سمعة تليق بها على الرغم من الأسرار الخفية التي كانت ترافق هذه المسيرة... بعضها كان مظلما والبعض فيه الكثير من الخير وكذلك تطرقنا إلى كيفية وصول الشيخ سلمان بن إبراهيم.. قمة الهرم الكروي الآسيوي وقلنا إنها تمثل صفحة بيضاء وناصعة لطريقة تسلم عرش آسيا الكروي للشيخ سلمان بطريقة متحضرة كريمة مباركة نظيفة وأثنينا على خطواته وباركنا فيها وكان عهدنا به كبيرا وثقتنا بما يملكه من حسن تصرف كبير لذا فقد صدق وعده وتصرف تصرف الرجال الحكماء وانطلق من ثقته بنفسه وليس من كرسيه أو منصبه وخطا خطوات تحسب له والأمور الأخرى المهمة المطروحة تناولها أكثر من زميل وكذلك تناولها الشيخ أحمد الفهد في حديثه الشيق مع الإعلامي المتميز بمجلسه الكأس السيد خالد جاسم، لكن الذي أود أن أصل اليه من خلال هذه المقدمة عن الكرسي الأول للفيفا الذي بات يشكل هاجسا لكثير من الطامحين والطامعين فيه وعلى الرغم من إنه مستحق قانوني وشرعي.. إلا على الإنسان الحكيم أن يعي التجارب التي مرت... وخاصة القاسية منها والتي تتعلق بمنصب رئيس الفيفا ونحب أن نتناولها على وجه السرعة وبعد ذلك نعيد مسلسل آسيا مع ربطها بأحداث اليوم وغدا وبعده... نعم عيسى حياتوا وتجربة أفريقيا السوداء والذي كاد أن يفتك به لولا إن هناك مصالح مالية واسعة مرتبطان بها سوية ولو لا وجود أسرار خفية هي التي عجلت ببلاتر بالعفو عنه وتقريبه بعد ترويضه ومن ثم مشيل بلا تيني وتجربته المرة لرئاسة الفيفا وهو الذي رشحه بلاتر خلفا له وبارك له المنصب وعمده بمقولة ( أنه خير خلف لي) ثم تجربة بن همام القاسية التي قصمت ظهر البعير وأناخ لها من هول الضربة القاسية وجلس البعير العربي على رمال الجزيرة العربية مترنح وأبتعد كليا عن كل شيء اسمه رياضة بعد قرار الأبعاد الرسمي من الفيفا واللجان المرتبطة بها الرسمية وغير الرسمية وكان قرارا قاسيا جدا وهو عدم السماح بأي هيئة رسمية اهلية لها ارتباط بالفيفا بالاتصال به.... نعم كانت ضربة معلم كبير لمعلم متمرس آخر أراد شيئا لم يكن نحلم به نحن العرب وخاصة عندما كانوا يتآمرون على الكرة العربية من قلب آسيا الصفراء في العبث والمؤامرات وبيع المباريات والتحكيم تحت خيمة المراهنات... كل هذه التجارب لم يعيها العرب وتصور من يملك كثير من المقومات بإنه قادر على ان يدير هذا المنصب الخطير جدا الذي هو أخطر من المناصب السياسية جميعا.. نعم أنه امر لا يتعلق بمناصب آسيوية أصبحت من حصتنا سواء جاءت بكفاءة أو بطرق أخرى بل الآمر جدا عميق ومحاط بهالة من أشعة تحت الحمراء مرتبطة فيها مصالح دول ومؤسسات عملاقة من شأنها لا تبقي ولا تذر لواحة لكل من قدم ... قدما أو أخر، هذا منصب مرتبط به قنوات لايعلمها أحد حتى أقرب الناس إلى بلاتر لذا فأن الامبراطور الأوحد لا يتكل على غيره في محطات تبدو للبعض غير مهمة في حين أنه يعرف جيدا ما يحيط بكل قاطرة تقف عند كل محطة ويعرف من هو الراكب فيه ومن تخلف ومن يريد أن يكون القائد.. نعم أنه الامبراطور الذي لديه مجسات خاصة بها يستشعر القلوب والجوارح الطامعة والطامحة بالمنصب ليريها من دروسـه ما لذ وطاب.. انتبه أيها الطامح.
(المصدر: الأيام 2015-01-12)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews