آسيا الصفراء.. وحمى ليل الكرة العربية
على مقعد آسيا الكروي جلس ابن همام أول مرة وفي لحظة تأمل بعد أن غادر مكتبه جميع المهنئين ليتأمل بماذا يبدأ البريد أمامه يتناوله ... أم يستمر بالتأمل بماذا يبدأ وحسنا فعل بدأ بنفسه بخلوة وهي استراحة مقاتل يريد التقاط الأنفاس وبعدما حامت الافكار حول مخيلته اتجه سهم العقل إلى عملية الاستثمار التي يعشقها بلاتر وكذلك هو .. فهو صاحب خبرة كبيرة في هذا المجال والتقت المصالح فهذه الشركات الأوربية المنتجة للملابس الرياضية بعناوينها الكبيرة المعروفة يجلس ممثلوها على مشارف أمتار بن مكتب ابن همام ليتحسسوا اي ضوء ينبعث من مكتبه لغرض استغلاله وكيف لا ... حيث اصبح هو بوابة السوق الرياضية لدول الخليج العربي.. وهو صاحب القرار الأول عن اختيار الماركة المسجلة التي يسمح لها أن تدخل الملاعب الاسيوية وكذلك وقفت عدسات الامبراطوريات الفضائية بكل ما تحمله من تقنيات ومن مدارس متقدمة يابانية وأوربية وأمريكية..نعم وقفت أمام مكتب أمبراطور آسيا الكروي الجديد تنتظر الرضا .. ليس عيبا أن يضع رجل جل اهتمامه على البناء الاقتصادي لمملكته الجائعة وهو يعلم أن من ورائه عمل شاق وكل ما حوله يشكو العوز إلا ماندر .
بدأت صفحة جديدة من تاريخ العمل الكروي الاسيوي وكانت علاماتها تبشر بخير من خلال مشاريع كثيرة لرفع المستوى العام لعموم اللجان ..وذلك من التركيز على الدورات المتخصصة وتطبيق تجربة أوربا في الاحتراف ومشاريع الهدف الرائعة وتوسعت المكاتب واللجان الفرعية ومع انتشارها فتحت آفاقا كثيرة من الحلقات المبهمة وانتشر الوعي الكروي وخاصة في التعامل مع الاتحادات القارية ومع هذه الثورة من الانجازات برزت مراكز قوى مهمة في الاتحاد الاسيوي ولم تكن تشكل خطرًا على الكرسي الرئيسي بل كانت تحمل جميعها أهداف سامية من أجل الكرة الوطنية والخليجية كمنظومة ومن كان يحمل الحكمة والصدر الكبير ذهب ابعد في حرصه على العربية.. ومن هذه الزعامات هي البحرينية القديمة الجديدة والسعودية والامارتية والكويتية بشخوصها المتعددة ، ومع هذا المد الايجابي بدأت ثورة اخرى من العلاقات القوية التي أخذت تنشر عبر وسائل الاعلام الرسمية لتلك الدول لكي تساعد في عملية الدفع وتبعد احتكار الخبر لوسائل اعلامية محدودة ومهيمنة.
ابن همام اختار خلال فترة رئاسته للاتحاد الاسيوي لكرة القدم بإعادة إنشاء بطولة دوري أبطال آسيا ، وطالب الاتحادات بتطبيق المهنية الاحترافية ، وأكد كذلك على أهمية ممارسة الديمقراطية في كرة القدم الآسيوية مطالبًا بفصل السياسة عن اللعبة الأكثر شعبية في العالم ثم تناول موضوع الاستثمار في بناء الاندية واهتم بشؤون الاعلام الرياضي والحفاظ على مهنيته من خلال نهج واضح بعيد عن السياسة، وأعطى ثقلا كبيرا للقرارالعربي وفتح ابواب اللجان الرئيسية والفرعية لكثير من هذه الاتحادات وقدم كثيرا من الاعمال التي لاتنسى وكان الرجل يتحرك بدبلوماسية تعلمها من مرجعه الكروي الاعلى بلاتر، واندفع ابن همام أبعد في تعميد الاتحاد القطري وجعله صاحب ثقل في المنظومة الاسيوية لكن مع كل هذه الامور التي كان يعشقها بلاتر لم يترك له الحبل على قاربه الاصفر بل كان مربوطا بحبل متين ، ليتدخل الاتحاد الدولي بتمرير قرار انضمام منتخب أستراليا لكرة القدم لقارة آسيا وبحجة رفع مستوى كرة القدم فيها ورجعت المدللة اسيا وذكرتنا ايام خطفت بطاقة التأهل من العراق في بداية السبعينات ولم يقف الامر الى هذا الحد بل كانت الاقيانوس التي يحمل سكانها مختلف الجنسيات مشروعا معدا لربطها بآسيا وكانت الصدمة من نيوزلندا من الملحق الى التنافس المباشر وها هي استراليا ونيوزلندا وقفت مرتين كقاب قوسين او ادنى من تأهل البحرين لنهائيات المونديال ومن قبلها وبعدها عرب غرب آسيا.
رغم ما قدمه ابن همام من عمل وجهد كبير في منح قوة للرأي العربي الكروي وكذلك بدأت فرق كثيرة من الدول تتعافى ويرتفع مستواها الثقافي الرياضي ونحب أن ننوه عن المستوى الفني لكثير من الفرق العربية كان جيدا وبدليل تواجد بعض المنتخبات في نهائيات كأس العالم ولدورات متعددة ..إلا أن الذي نبحث فيه هو الثقافة الرياضية وكيفية التعامل الدبلوماسي الكروي مع اعضاء المنظومة العالمية .
إن ما فعله ابن همام هو عمل كبير وكلمة حق نقولها انه ومن معه من الـرعيل الاول الشيخ عيسى ومؤيـد البـدري وخالـد الحربـان وفهد الاحمد (رحمه الله عليه) وفاروق بوضو السوري الذي استطاع أن يكسر منظومة الرشوة في آسيا.. كل هؤلاء كانوا مشاريع خير عبدوا الطريق أمام الخيرين الذين جاؤوا معهم ومن بعدهم لقيادة القرار الكروي العربي وغير العربي، وأن ما فعله ابن همام لايمكن لأي انسان عاقل أن ينكره واذا ما تآمرت عليه بعض الاتحادات غير العربية كانت لحرقة تحملها لهذا الرجل الذي هز اركان منظومة صفراء تحوي عقارب وأفاعي تستعمله لأغراض دنيئة .
نعم الرياح الصفراء قلبها ابن همام ومن معه الى نسيم لطيف يدغدغ العقال والكوفية الكريمة برائحة القهوة العربية الاصيلة لتعلوا فناجين الخير في مشاريع عربية رياضية واسعة وتنطلق من خيمة الكأس التي جمعت كل العرب على الخير. سنتناول ان شاء الله في الحلقة القادمة مراكز القوى الجديدة وما فعلته في البيت الاسيوي الجديد.
( الايام 11/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews