الكرة المصرية المسروقة في قطر
بدأها قليلون جداً سرعان ما ستلحق بهم الجموع التى يكاد يقتلها البحث عن أى حكاية تصلح لمواصلة مضغ الوقت والثرثرة والهجوم والسخرية من قطر.. هؤلاء الذين ليسوا على استعداد للتوقف أو الاهتمام بأى قضية أو خلاف حقيقى لنا مع قطر أو حتى الالتفات لأى أذى بسبب قطر، إنما كل اهتمامهم وشاغلهم هو السخرية من شخص وسلوك أمير قطر ووالدته.. وهكذا بدأ هؤلاء القليلون مؤخراً يلتفتون إلى لاعب ونجم المنتخب القطرى لكرة القدم.. أحمد عبدالمقصود.. الذى كان أحد أهم عوامل وأسباب فوز قطر بكأس الخليج منذ أيام.. وكان أحمد فى البطولة كلها مفتاحاً للفوز وصانعاً للتفوق، يتعامل معه القطريون الآن بامتنان وفرحة وحب واحترام أيضاً.. والمشكلة الوحيدة التى رآها هؤلاء القليلون فى أحمد عبدالمقصود هى أنه مصرى أساساً.. وقال هؤلاء القليلون إن أحمد موهبة كروية سرقتها قطر من مصر واختطفت قطر اللاعب ومنحته جنسيتها وضمته إلى منتخبها الأول حتى لا تنتفع به مصر.. هكذا وجد هؤلاء القليلون هذه الحكاية الجديدة التى ستسمح لهم بالتجديد والتغيير أو ستنقذهم من تكرار نفس مفردات سخريتهم من قطر وهجومهم على الإمارة الصغيرة.. فهى حكاية جديدة وصابحة وتسمح أيضاً بكل شىء.. وقطعا سيزداد أنصار تلك الحكاية يوماً وراء يوم.. وسرعان ما سنجد الغضب الهائل على قطر التى سرقت لاعب كرة مصرياً ومنحته جنسيتها هذا العام فقط ليهديها كأس الخليج ولا تنتفع به مصر العاجزة حتى عن بلوغ نهائيات أمم أفريقيا.. وكالعادة لن يتوقف أحد من تلك الجموع الصاخبة التى لا عقل لها أو وقت للتفكير والتأمل ومحاولة الفهم والمعرفة أمام حقيقة أحمد عبدالمقصود..
لن يهتم أحد بمعرفة أنه لاعب مصرى بدأ حياته فى الكويت ولعب الكرة ناشئاً فى أحد الأندية هناك.. وحين عادت عائلته إلى مصر انضم إلى ناشئى النادى الأهلى ثم سافر مرة أخرى إلى قطر وأصبح لاعباً فى فريق الشباب بنادى السد القطرى.. وعلى الرغم من التفات هانى رمزى ثم ربيع ياسين إلى موهبة أحمد الكبيرة إلا أنه لم يكن هناك تصميم واضح على ضمه لمنتخب مصر للشباب أو المنتخب الأوليمبى.. وكان نادى السد هو الذى احترم تلك الموهبة فضمه وهو لم يتم بعد السابعة عشرة من العمر للفريق الأول.. وبعدها اختطفه النادى الأهلى القطرى ثم نادى لخويا ثم نادى أم صلال.. لتقرر قطر أخيراً منحه الجنسية القطرية ويصبح أحد الأعمدة الرئيسية لمنتخبها الأول.. وأخشى أننى قد أكون بذلك أفسدت الحكاية الجديدة حتى قبل أن تبدأ.. فأحمد عبدالمقصود لم يكن يلعب فى مصر ولم تكتشف مصر أو تحترم مصر موهبته الكروية الرائعة وجاءت قطر فجأة لتختطفه أو تسرقه وتمنحه جنسيتها.. فمنذ سنين طويلة وهذا اللاعب يلعب فى قطر ويتنقل بين أنديتها دون أى اهتمام مصرى.. وبدلاً من حفلة الهجوم وشتيمة قطر.. تعالوا نفتش عن مواهب كروية حقيقية مصرية بلادنا ومنتخبنا أولى بها من غيرنا.
(المصدر: المصري اليوم 2014-11-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews