صراع الكرة المصرية
على مدى عامين، نطرح تساؤلات بشأن قدرة الكرة المصرية على الحياة والبقاء وسط الأجواء والظروف التى تعيشها البلاد. فكلما أوشك فريق على خوض مباراة تطل علامات الاستفهام، بدون ضغوط جماهيرية، لأن جمهور الكرة تشغله الآن المباريات السياسية ونتائجها وعواقبها.
•• تخوض كرة القدم المصرية اليوم وهذه الأيام اختبارات صعبة نفسيا، فالأهلى والزمالك يواجهان المنافسين فى مجموعتيهما الإفريقية، فيما يلتقى المنتخب فى 14 أغسطس الحالى مع أحد فرق القارة فى مباراة ودية استعدادا لما تبقى من رحلة التصفية الأولى للمونديال. وكل فريق يواجه منافسه فى ظروف لم يقابلها من قبل، فالأهلى يلعب بالجونة على مسافة 500 كيلومتر من ملعبه وفى أجواء ساخنة فى شهر الصيام، ويلعب خلف الأبواب المغلقة بدون جمهور. ويغيب عن صفوفه جدو، ومتعب، بالإضافة إلى رحيل حسام غالى. فيما يلعب الزمالك فى مدينة دوليسيه بالكونغو بدون حارس مرماه الأساسى عبدالواحد السيد ونجمه المخضرم أحمد حسن بجانب غيابات أخرى لأسباب أخرى، مثل سيسيه، وأندومو وصبرى رحيل وإبراهيم صلاح للرحيل ونور السيد وصلاح سليمان للإيقاف. فيما يستعد المنتخب لمرحلة مهمة فى تصفيات المونديال وسط أجواء مرتبكة وغاضبة أيضا.
•• الفريقان المنافسان للأهلى والزمالك تعادلا معا فى مباراتهما الأولى. وقدما عرضا اتسم بالسرعة واللياقة البدنية والاندفاعات الهجومية سواء من صاحب الأرض أورلاندو بيراتس. والواقع أن ليوباردز الكونغولى نجح بدفاعاته الصارمة وبكثير من الحظ فى الخروج متعادلا أمام بيراتس قبل إسبوعين. ولاشك أن التأهل لدورى المجموعات من المحاولة الأولى لليوباردز يعد إنجازا فيما سبق أن أحرز بيراتس اللقب الإفريقى فى عام 1995 وهو أحد ثلاثة فرق رئيسية فى جنوب إفريقيا مع كايزر تشيفز وماميلودى صن داونز.
•• الأهلى ليس أمامه سوى خيار المبادرة والضغط المبكر، وابتكار الحلول الهجومية. وهو أمر يتوقف على حالة أبوتريكة وقدرته على ضبط إيقاع الفريق والتمرير وتنويعه لاسيما فى الثلث الأخير. ومن أهم أسلحة الفريق اللعب برأسى حربة عبدالظاهر والسيد حمدى، ليمثل ذلك ضغطا على مدافعى بيراتس، على أن يعزز هذا الضغط بتحركات متتالية قادمة من عمق الوسط بواسطة أبوتريكة والسعيد وربما شكرى العائد لقائمة المباراة بعد إيقافه. وعلى محمد يوسف أن يدرك جرأة الفريق الضيف وعدم الاستسلام لفكرة دفاعه فقط بحثا عن أفضل نتيجة يعود بها إلى بلاده. فالفرق الأفريقية تلعب أحيانا خارج أرضها بدون حذر كامل.
•• الزمالك قد يكون خياره الأول هو الهجوم المرتد. مع اللعب بورقة الاستحواذ على الكرة وامتلاكها لأكبر وقت وهذا إحدى وسائل الدفاع المنظم. لكن كيف ينفذ هذا التكتيك وبأى سرعة، فبدون سرعة نقل الكرة إلى ملعب ليوباردز لن يكون لأى هجوم مضاد فائدة. والاعتماد سيكون ضروريا على أحمد جعفر فى استقبال الكرات العرضية القادمة من الطرفين سمير وعبدالشافى.. مع بناء استحكامات دفاعية فى خط الوسط تقابل مبكرا هجمات فريق ليوباردز.
•• الكرة المصرية هذه الأيام تخوض معركة بقاء وليس مجرد منافسات فى مباريات مهمة بحثا عن الألقاب والانتصارات. فالانتصار الأكبر فى هذه الأيام أن تبقى اللعبة حية.
( المصدر: الشروق المصرية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews