اتفاق الانبعاثات الأمريكي- الصيني يواجه انتقادات غياب التفاصيل
الخطوة غير المتوقعة من قبل الولايات المتحدة والصين بشكل مشترك لوضع خططهما لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، أثارت استجابة فاترة في أوروبا والعداء في واشنطن، وهو مؤشر على أن عملية إبرام معاهدة مناخية عالمية العام المقبل لا تزال تواجه عقبات.
قال وزير التغير المناخي البريطاني، إد ديفي: "ليست لدينا معلومات كافية من الصينيين أو الأمريكيين، لنكون حقاً واضحين حول الآثار المترتبة على هذا"، وذلك بعد أن أعلنت الصين للمرة الأولى أن من شأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منها أن تصل إلى ذروتها في عام 2030، وقالت الولايات المتحدة إنه قد ينبعث منها في عام 2025 معدلات كربون أقل بما يصل إلى نسبة 28 في المائة مما كانت عليه الحال في عام 2005.
وقال ديفي، الذي قاد مسعى لضمان أن صفقة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي ستخفض الانبعاثات بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2030، إنه يود أن يشهد ذروة انبعاثات الصين في وقت أبكر من ذلك، "ربما بحدود عام 2025".
وقال إن الأمر بحاجة لمزيد من التفاصيل من الولايات المتحدة حول كيف يمكن لانبعاثاتها أن تنخفض في السنوات الأخيرة، وهي وجهة نظر رددها سياسيون آخرون في الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يتجادل فيه الخبراء طويلا حول ما إذا كانت الأهداف التي وضعتها الولايات المتحدة والصين، سوف تكفي لوقف تغير المناخ المحفوف بالمخاطر.
رد الفعل على هذه الخطوة أثار استجابة صريحة ومباشرة من مجموعة من كبار الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين انتقدوا الصفقة باعتبارها مدمرة للاقتصاد وهدية إلى الصين.
قال ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ "هذه الخطة غير الواقعية، سوف يلقي بها الرئيس على خليفته، وهي من شأنها ضمان ارتفاع أسعار المنافع العامة (مثل الكهرباء والغاز) ووظائف أقل بكثير".
وقال جون بينر، رئيس مجلس النواب إن الإعلان "علامة أخرى على أن الرئيس ينوي تعزيز الالتزام بسياسات تسحق وظيفته، مهما كان أثر ذلك مدمرا على قلب أمريكا والبلاد ككل". بيد أن رؤية الصين والولايات المتحدة، أول وثاني أكبر البلدان المصدرة لانبعاثات للكربون في العالم على التوالي، تُنحّي جانباً نحو 20 عاما من الخلاف حول كيفية التصدي لتغير المناخ، قد لقيت ترحيبا أكثر حرارة بكثير في أماكن أخرى.
قال نيكولاس ستيرن، رئيس الأكاديمية البريطانية "يجب أن نهنئ الرئيس أوباما والرئيس تشي على إظهار قيادة حقيقية من خلال هذا الإعلان التاريخي المشترك"، مضيفا أنه يجب تحفيز زخم المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على معاهدة مناخية عالمية جديدة في باريس في نهاية العام المقبل. عدم وجود اتفاق بين القوتين، التي تعتبر انبعاثاتهما مجتمعة تقريبا بحجم الانبعاثات في بقية العالم معا، أفسد محاولات للتوصل إلى اتفاق المناخ العالمي، بما في ذلك قمة كوبنهاجن عام 2009.
ويعقد مسؤولون من كل بلد محادثات مفصلة بهدوء هذا العام حول الحد من انبعاثات بلادهم الناتجة من حرق الوقود الأحفوري، التي يقول العلماء إنه يجب أن يتم التخلص منها تدريجيا لتجنب احتمال أن يكون تغير المناخ لا رجعة فيه.
إن نحو 20 عاما من المفاوضات حول تغير المناخ العالمي فشلت حتى الآن في وقف تركيزات غازات الاحتباس الحراري من الارتفاع إلى مستويات لم نشهدها منذ 800 ألف سنة على الأقل.
الجولة الجديدة من محادثات المناخ في الواقع تحل محل بروتوكول كيوتو لعام 1997، وهي المعاهدة الوحيدة في العالم الملزمة قانوناً لخفض تلوث الكربون.
في خطوة رحب بها مستثمرو الطاقة المتجددة في كثير من البلدان، قالت الصين إنها ستزيد حصة الوقود غير الأحفوري في مزيج الطاقة لديها إلى نحو 20 في المائة بحلول عام 2030.
وقال جيمس كاميرون، رئيس مجلس إدارة كلايمِت تشينج كابيتال، شركة الاستثمارات والاستشارات البيئية "إن اتفاق الولايات المتحدة والصين حول الانبعاثات دعوة لمجتمع الاستثمار للاستيقاظ، لأن مواصلة صب الأموال في شركات الوقود الأحفوري يعتبر أمرا غير مسؤول بالنسبة إلى مساهمي هذه الشركات– مثل صناديق التقاعد، وما شابه ذلك- لأنها سوف تستثمر فيما سيصبح الأصول الذين تقطعت بها السبل، والعالقة في الأرض دون أي فرصة للاستغلال.
"إن قيمة شركات النفط والفحم ستنخفض ونتوقع انضمام المزيد من المديرين إلى أمثال مؤسسة روكفلر في التعهد بأنهم سينسحبون من الاستثمارات القذرة".
(المصدر: فاينانشال تايمز 2014-11-20)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews