سؤال وحيد يفرض نفسه
يندر جداً أن يهلل مجتمع كروي بأكمله لفريقه لأنه تمكن من التعادل في أرضه أمام الفريق الضيف، وقد جرت العادة أن يتم هذا التهليل لو تحقق التعادل في الخارج.. مع ذلك، وباعتبار أن هذا الضيف اسمه برشلونة، فإن أنصار باريس سان جرمان والنقاد الفرنسيين والمحللين التلفزيونيين كان يحق لهم الإشادة بفريق العاصمة الذي انتزع التعادل من الضيف البعبع بهدفين لمثلهما في ذهاب ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا.
برشلونة الاستثناء، الذي يعتقد البعض أنه من الأفضل على مر التاريخ، في حين يرى البعض الآخر أنه الأفضل على الإطلاق، يستوجب ويستولد فعلاً انطباعاً استثنائياً.. ولكن، لنتصور فقط الى أي مدى كانت الإشادة بإبراهيموفيتش وصحبه سترتفع لو فاز سان جرمان بهدفين على غرار ما فعل ميلان في ذهاب الدور الثاني!.
الإثارة والتقلبات عشرة على عشرة.. أما المستوى فلا يستحق هذه الدرجة بالتأكيد، ومباراة البارك دي برانس ليست مرجعاً على هذا الصعيد.. أما بالنسبة الى الشق التكتيكي، فلا شيء جديداً أمام فريق يحتكر الكرة بسلاسة على غرار ما يتنفس ولا بديل لكل الخصوم عن تكثيف الدفاع وتقارب الخطوط وتضييق المساحات على بعد أمتار من الحارس سيريغو ثم الاعتماد على المرتدات.. برز أصحاب النفس الهجومي الباريسيون بتحركاتهم في بداية المباراة ثم تبددت خطورتهم نسبياً بعدما دخل برشلونة تدريجياً في أجوائها.. بحث الجميع عن ميسي فلم يكن موجوداً، الى أن جاءت الدقيقة 36.. تلقى البرغوث تمريرة عبقرية من داني ألفيش فأحرز هدف السبق، ثم سدد كرة أخرى فمرت فوق العارضة مباشرة في الدقيقة 42 من دون أن يتحرك بعدها.. إصابة في عضلات الفخذ الخلفية منعته من خوض الشوط الثاني.
الباريسيون كانوا يأملون في معطيات عدة حتى يتخطوا السد الكتالوني العالي.. عدم إهدار الفرص، خطأ تحكيمي في مصلحتهم، غفوة طويلة من شافي وبطانته، غياب عناصر اساسية عن صفوف الخصم.. أما عن غياب ميسي فكان أحلى حلم يمكن أن ينقلب الى حقيقة.. وهذا ما حصل.
غاب ميسي عن الشوط الثاني، وبرشلونة معه ليس هو برشلونة من دونه، تماماً كما هي الحال بالنسبة الى سان جرمان وإبراهيموفيتش.. وعندما ارتدت كرة تياغو موتا من القائم الأيسر لمرمى الحارس فيكتور فالديس في الدقيقة 79 كان إبراهيموفيتش متسللاً، ومع ذلك اعتبر الحكم هدفه صحيحاً.. وقبل النهاية بدقيقة خاشن سيريغو سانشيز وكانت ركلة الجزاء التي ترجمها شافي الى هدف، الى أن مرر إبرا الكرة برأسه الى ماتويدي فكان التعادل الثمين في الوقت بدل الضائع.
من سيفوز في 10 إبريل في كامب نو؟.. السؤال سابق لأوانه، والأهم منه بكثير، بل الوحيد الذي يجب أن يطرح حالياً هو: هل يلعب ميسي مباراة الإياب؟ وإذا ما غاب، فما هي خطة المدرب فيلانوفا البديلة؟.
ومن الأسئلة الثانوية لبرشلونة: الفاتورة مكلفة، وماسكيرانو أصيب في ركبته ولا يقدر اصلاً على خوض مباراة الإياب للإيقاف، فمن سيلعب الى جانب بيكيه طالما أن بويول وأدريانو مصابان؟ وكيف سيحل فيلانوفا ضعف المستوى الذي ظهر به فيّا وسانشيز وحتى فابريغاس بديل ميسي؟.
ومن الأسئلة التي يمكن أن توجه الى أنشيلوتي: هل وفق عندما زج ببكهام في مباراة البارك؟ وإذا كانت نوعية التمرير عند بكهام جيدة فإن هذه النوعية لا تفيد الفريق كثيراً طالما أنه معروف عن برشلونة أنه الجهة التي سوف تستأثر بالكرة طويلا؟ ولماذا تأخر في إخراجه حتى الدقيقة 70 ليشرك فيراتي مكانه؟.
( المصدر : استاد الدوحة نت القطرية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews