الاقتصاد البريطاني يكافح من أجل استعادة التوازن
يبقى الانتعاش على المسار الصحيح، بقيادة الأداء القوي والمستمر في قطاع الخدمات الذي لا يزال الجزء الوحيد من الاقتصاد، الذي تجاوز الذروة التي كان عليها في فترة ما قبل الركود.
لقد بلغ النمو في الربع الثاني 0.8 في المائة، على الرغم من أن المعدل السنوي كان قد تمت مراجعته ليرتفع بشكل طفيف إلى أعلى من 3.1 في المائة إلى 3.2 في المائة، في التقدير الرسمي الثاني من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في شركة ماركيت للبيانات، "إن الأرقام أكدت صورة النمو القوي باستمرار منذ بداية العام الماضي"، مضيفاً أن هنالك "أسبابا وجيهة" للاعتقاد بأن هذه الوتيرة، يمكن أن تستمر خلال النصف الثاني من السنة.
على أن تساؤلات حول الطابع العام للانتعاش لا تزال قائمة. وفي حين إنه كان قد تمت مراجعة أداء قطاع البناء لتصل إلى الاستقرار من التقدير الأولي، الذي أشار إلى انخفاض بلغ 0.5 في المائة، إلا أن ذاك لم يكن كافياً لتقديم أي مساهمة في النمو في الربع الثالث.
وقد تم تعويض هذا التحسن من خلال مراجعة تنازلية لـ 0.1 نقطة مئوية إلى الإنتاج الصناعي، بحيث تدنى تقدير معدل النمو إلى 0.3 في المائة في الربع الأول.
أظهرت بيانات شهرية للخدمات، أن القطاع نما بقوة بزيادة 0.3 في المائة بين شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) من هذا العام، مع رفع معدل الزيادة السنوي إلى 3.6 في المائة مقارنة بـ حزيران (يونيو) من العام الماضي.
وقال سايمون ويلز، كبير الاقتصاديين عن منطقة بريطانيا في بنك HSBC، إن البيانات "تعزز مقدار اعتماد الانتعاش على الخدمات، فحسب".
أما ناتج البناء فلا يزال دون ذروته ما قبل الأزمة بنسبة 10 في المائة، والتصنيع أدنى بنسبة 7 في المائة.
وقال بول هولينجزويرث الاقتصادي في شركة كابيتال إيكونوميكس، "إنه مع استمرار توسع العجز التجاري في حزيران (يونيو)، كان الاقتصاد لا يزال يكافح من أجل إعادة التوازن في القطاع الخارجي". وأضاف "بيد أنه مع تسليط أرقام الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو الضوء هذا الأسبوع على هشاشة الانتعاش هناك، يبدو من المرجح أن يظل الانتعاش الاقتصادي في المملكة المتحدة شأناً مدفوعاً بالعوامل المحلية بشكل واضح، خلال النصف الثاني من هذا العام".
وشددت الخزانة على أن هذا كان أعلى معدل للنمو السنوي منذ عام 2007، مؤكدةً أن بيانات الاقتصاد كانت أكبر من ذروته قبل الركود. وختمت بالقول "لم ننجز المهمة بعد، ولذا فإننا سنستمر في تقديم تقييم واقعي لما يجب القيام به لتأمين مستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً".
( فايننشال تايمز 2014-08-25 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews