ماذا أنتجت الثورات العربية ؟
ماذا أنتجت الثورات العربية، أو الربيع العربي أو ثورات الربيع العربي بعد مرور أربع سنوات، لقد أنتجت كل شيء الا الديمقراطية والعدالة ومحاربة الفساد والرفاه الاقتصادي ؟
كانت هناك مقارنة سمعناها في وقت سابق، بين الأوضاع الاقتصادية السابقة والحالية خصوصا في الدول التي شهدت تغيرات سياسية كبيرة، وإن كانت بعض الآراء « ترحمت « على الاستقرار الذي بات مفقودا، لكن أراء أخرى لاحظت أن التجربة بحاجة إلى مزيد من الوقت والفرصة وأن ما يحصل هو نتيجة طبيعية لثورات قلبت الأمور رأسا على عقب وأن الإضطرابات سوف تكون مؤقتة، فهل ستكون كذلك ؟
بحث النتائج سيحتاج الى دراسات معمقة، لكن مسلسل الأحداث يقودنا من سيما الى أسوأ فانظروا الى ما يدور من حولنا، هناك إنتعاش للفكر المتطرف وللطائفية وللاقليمية والاقتتال بات سيدا للموقف عوضا عن الحوار وعن البحث عن وسائل لتلبية أحلام وأمال الناس.
بعد مرور اربع سنوات , يمكن اقتراح بعض النتائج في شقها الاقتصادي التي نترك تفصيلها لمراكز دراسات متخصصة، لحصر تقديرات الخسائر والأرباح بعيدا عن الاجتهادات التي أعطتنا أكثر من تقدير للخسائر بأكثر 120 مليار دولار.
بدلا من أن توجه الحكومات الجديدة إنفاقها الى تحسين بنية التعليم والخدمات الصحية والتنمية والاستثمار لخدمة مواطنيها، خطفت التوترات كل ذلك فبات الانفاق على الأمن والتسليح لخدمة الاقتتال والصراعات الدموية في مقدمة الأولويات.
في بلدان الربيع، بدلا من إستغلال الدخل القومي وتعظيمه للتحول الى الاعتماد على الذات، غرقت في مزيد من الديون، التي أنفقت لانقاذ الاقتصاد وكأن هذه الدول تبدأ من الصفر، ففي
مصر تراجع سعر صرف الجنيه المصري وتراجعت إيرادات السياحة وارتفعت معدلات البطالة. وفي اليمن الاقتصاد على حافة الانهيار مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية واضطرت البلاد إلى اقتراض 550 مليون دولار من صندوق النقد الدولي وفي ليبيا قالت وزارة النفط أن البلاد خسرت أكثر من 7 مليارات دولار مع جنوح هذا البلد النفطي الى مستنقع الحرب , وفي تونس أيقونة الثورات العربية، شهد أداؤها الاقتصادي تحسنا طفيفا خلال 2013 لكن اقتصادها نما بنسب دون المتوقع البلاد ما قاد مؤشر البطالة إلى تراجع لا يذكر بنسبة 0.2% .
في الأردن كان الربيع هادئا والخسائر جاءت بسبب تداعيات ما يجري في المنطقة , لكن الخسائر متلاحقة وكانت المباشرة وغير المباشرة للاقتصاد الأردني منذ بدأ الربيع العربي أكثر من 4 مليارات دينار.
أصحاب الشعارات التي ملأت الفضاء ستعجل الخطى للحاق بركب الربيع مصدومة اليوم بنتائجه، فمنذ وقت لم نسمع منها شيئا، ولا أظن أننا سنسمع.
(المصدر: الرأي 2014-08-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews