Date : 31,01,2025, Time : 10:55:00 PM
2318 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 17 شوال 1435هـ - 14 أغسطس 2014م 11:36 م

تنامي الفاشية يقود تحوّل إسرائيل من اليسار إلى اليمين

تنامي الفاشية يقود تحوّل إسرائيل من اليسار إلى اليمين

أرسل حنوك شينمان، أستاذ الحقوق في جامعة بار إيلان في إسرائيل، برسالة بالبريد الإلكتروني إلى طلابه في السنة الثانية الأسبوع الماضي، لطمأنتهم بأنه سيتم تحديد موعد جديد لامتحانهم النهائي، بسبب الاضطرابات التي أحدثتها الحرب ضد حماس في غزة.

"أرجو أن تكونوا في مكان آمن عندما تصلكم هذه الرسالة، وألا تكونوا أنتم وعائلاتكم وأولئك العزيزين على قلوبكم من بين مئات الأشخاص الذين قُتلوا، أو آلاف الذين جُرحوا، أو عشرات الآلاف الذين تدمرت منازلهم، أو أُجبروا على ترك منازلهم أثناء أو نتيجة مباشرة للمواجهة في قطاع غزة وضواحيها".

في أماكن أخرى، قد تعتبر رسالة الأستاذ بمثابة مُهدئ، وبيان واسع للتضامن الإنساني خلال حرب شُنّت منذ شهر أسفرت عن قتل نحو 1900 شخص في غزة و67 شخصاً في إسرائيل. على أنه على الصعيد المحلي، فقد أوقعته الرسالة في المشاكل، وأصبحت تتصدر عناوين الأخبار الوطنية.

اشتكت مجموعة طلاب غاضبين في الجامعة، قائلين "إنهم شعروا بالإهانة، لأن شينمان ساوى بين وفيات الحرب الفلسطينية مع الآخرين الإسرائيليين". شاهار يفشيتز، عميد كلية الحقوق، قدّم اعتذاراً عن تصريحات الأستاذ، التي قال عنها "إنها لا تندرج في إطار الحرية الأكاديمية، أو حرية التعبير الشخصي بأي معنى مقبول".

يقول شينمان إنه لم يعتذر، لأنه لم يفهم ما المقصود من اعتذاره. يقول "يُحزنني كثيراً أن التعبير المتواضع عن القلق قد أثار مثل رد الفعل هذا. وذلك يُخبرنا بشيء مهم، لا يتعلق بي أو بالجامعة".

في حين إن تصريحات الأستاذ كانت لتكون شائعة قبل وقت ليس بالطويل، ربما كان قبل عقد من الزمن، عندما كانت السياسة الإسرائيلية والمجتمع لا يزالان يستوعبان المجموعات الكبيرة المؤيدة للسلام، لكن ذلك ما عاد مقبولاً اليوم فهي تعتبر الآن غير لائقة.

تقارير الأخبار الأجنبية عن غزة كانت تتحدث عن الأعداد الكبيرة لضحايا المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الذين قُتلوا في عمليات القصف الإسرائيلية الثلاث المنفصلة على المدارس التي تؤوي النازحين، وآخرها تدخل الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الأقرب، ووصف العدوان الإسرائيلي بأنه "فعل مشين".

قنوات التلفزيون الرئيسية الثلاث في إسرائيل عرضت تغطية مباشرة شاملة، بتقديم تقارير عن الوفيات الفلسطينية، لكنها تركّز على الجبهة الداخلية: الصواريخ وقذائف الهاون التي تم إطلاقها على المدن الإسرائيلية - معظمها أخطأ الهدف أو تم تدميرها من قِبل نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي - أو الغارات التي حاولت حماس شنّها على مواقع قوات الدفاع الإسرائيلية، أو الناس القاطنين على الحدود الجنوبية.

المراسلون العسكريون في القنوات نقلوا الأخبار بأمانة عن تدمير قوات الدفاع الإسرائيلية للمقاتلين والأهداف "الإرهابية"، وفي حالة واحدة على الأقل، بحثّ القادة المدنيين في إسرائيل على تشديد الضغط بقوة أكبر على غزة.

القصة التي يُخبرها الإسرائيليون عن أنفسهم والقصة التي يُخبرها العالم الخارجي عنهم متباينة بشكل متزايد. يقول الإسرائيليون المناهضون للحرب "إن الخطاب العام في إسرائيل، يُهيمن عليه كل من تعصّب المعارضة اليسارية، وقبول خطاب الكراهية اليميني، والتحرش ضد اليساريين والأقلية العربية".

الواقع أن الزعم هو أن ديموقراطية البلاد، التي كثيراً ما يستشهد بها بنيامين نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين، باعتبارها العامل المحدد الذي يميّز إسرائيل عن جيرانها العرب، قد باتت تحت التهديد. البعض لا يتراجع عن استخدام كلمة "الفاشية" - كلمة مستخدمة كثيراً في إسرائيل - لوصف الاتجاه الذي تسلكه بلادهم، حيث إن حقوق الفرد خاضعة لمصالح الدولة العُليا.

يقول مئير مارجليت، عضو مجلس مدينة القدس من حزب ميريتس اليساري "المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو اليمين: أكثر تديّناً، أكثر أصولية، وبطرق عديدة سأقول فاشية أكثر بكثير مما كانت عليه في الماضي. ربما هذا شيء يتعلق بالخوف: كلما زاد خوف الإسرائيليين، أصبحوا أكثر توجهاً إلى اليمين".

عملية الحافة الوقائية أثارت أجواء ملتزمة ومحافِظة ووطنية بشكل محموم تحتمل القليل من المعارضة. الإسرائليون اليساريون يمضون إلى تشبيهها بحركة "اصطياد الشيوعيين الحمر" المناهضة للشيوعية، أيام هجمة المكارثية في الولايات المتحدة مطلع الخمسينيات.

الاحتجاجات ما عادت تُقبل إلا على مضض، وفي بعض الحالات يتم قمعها. لقد احتج النشطاء المناهضون للحرب المظاهرات في تل أبيب وحيفا وغيرها من المدن على مدى الشهر الماضي، قائلين "إن الشرطة قد فشلت تماماً في حمايتهم من المتظاهرين العنيفين أو العدوانيين المؤيدين للحرب، بما يشبه التواطؤ معهم، حتى إنهم لجأوا أنفسهم، في بعض الحالات، إلى السلوك العدواني من باب الدفاع".

البعض تعرّض للضرب أو التهديد أو السخرية مع صيحات بعبارة "خونة!" أو "اذهبوا إلى غزة!" وقد اعتقلت الشرطة 14 متظاهراً يوم السبت الماضي لتنظيمهم مظاهرة قالوا إنها غير قانونية، وهو تأكيد يعترض عليه المتظاهرون بشدة.

تقول مايان باك، الناشطة في التحالف الإسرائيلي للنساء من أجل السلام "لقد رأينا أنه إذا أردت أن ترفع صوتك ضد العنف الإسرائيلي أو الاحتلال، فأنت غير مرحب بك. هذه المرة، لم تكن هناك أي محاولة لإظهار اللعبة الديموقراطية في الدولة اليهودية".

في بعض الحالات كان يتم تصوير المشاركين الذين شاركوا في احتجاجات الشهر الماضي، من قِبل زملائهم الإسرائيليين إلى جانب أسماء أصحاب عملهم، الذين تم دفعهم لطرد المشاركين من العمل. هذا أدى إلى الفصل أو الطرد من الأساتذة من المؤسسات الأكاديمية، وذلك وفقاً لجمعية الحقوق المدنية في إسرائيل، التي حذّرت أصحاب العمل من أنهم يمكن أن يواجهوا دعاوى التمييز من على خلفية فصل الأشخاص من العمل، لتلك الأسباب.

جدعون ليفي، وهو كاتب عمود في صحيفة هآرتس اليسارية، التي يتم اعتبار آرائها المؤيدة للفلسطينيين الآن بأنها تابعة لليسار المتطرف في إسرائيل، بدأ أخيراً يتجول في تل أبيب في معيّة حارس شخصي بعد تعرّضه للتهديد وسوء المعاملة في الأماكن العامة. لقد كتب في أحد المقالات الافتتاحية، "إن طياري سلاح الجو الإسرائيلي يضغطون على الأزرار ووحدات التحكم، ويقتلون المدنيين خلال حافة العمليات الوقائية، مرتكبين "أحط الأفعال من أعلى المرتفعات". على أثر ذلك، ألغى مئات الأشخاص اشتراكاتهم في صحيفة هآرتس، كما تلقّى تهديدات بالقتل.

يقول ليفي "لقد ذهبنا إلى هذه الحرب بعد أعوام من التحريض وغسل الدماغ وتشويه صورة الفلسطينيين، بل وحتى الحكومات اليسارية والتشريع في البرلمان الذي ينزع شرعية اليسار، والمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان. أنا لا أحب استخدام هذه الكلمة، لكننا نرى مزيدا ومزيدا من الظواهر الفاشية في إسرائيل. لم تصبح فاشية بعد، لكنك ترى العلامات".

يشكك البعض حول ما إذا كانت الآراء اليسارية – والتي تشكل نسبة ضئيلة من الجمهور الإسرائيلي، وغالباً ما يُسمع لها خارج إسرائيل أكثر من داخلها – لها هذه الأهمية.

وفقاً لاستطلاع أعدّه معهد الديموقراطية الإسرائيلي الشهر الماضي، فإن 95 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب في غزة كانت مبررة، مقابل 3-4 في المائة فقط كانوا يعتقدون أن القوات العسكرية الإسرائيلية استخدمت قوة نارية مفرطة.

آراء ليفي التي عبّر عنها في مقالته أثارت غضب الإسرائيليين المحافظين بشدة، حيث إنها استشهدت بـ "الجُثث المسحوقة والجرحى النازفين" في غزة، متسائلاً "كيف تنام في الليل، أيّها الطيار"؟ كما يوجد خطاب يميني، وغالباً ما يكون خطابا قومياً متطرفاً، الذي يحظى بشكل متزايد من الحماية من أي نقاش. إن وجهة نظر البلاد عن نفسها تختلف اختلافاً جذرياً عن وجهة نظر العالم الخارجي عنها، ويمكن القول إن الظاهرة تلك باتت الآن أكثر من أي وقت مضى، ضمن تاريخها المكون من 66 عاماً. هذه ليست مشكلة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، الذين يفتخرون بالتضامن المدني الذي دفع البعض لوضع الأعلام على سياراتهم، وغيرهم للتبرع بالدم، وجلب الطعام للجنود في الجنوب أو وضع ملصقات زرقاء وبيضاء عليها عبارة "أقوى معاً" في الأماكن العامة.

إن ذلك لا يعتبر أمراً فريداً من نوعه. في الولايات المتحدة بعد الهجمات الإرهابية في 11 أيلول (سبتمبر)، اشتكى اليساريون من تشجيع وسائل الإعلام للحرب والتعصّب في إدارة النقاش.

في إسرائيل، كانت الحرب أقرب بكثير في البلاد، مع استدعاء آلاف من جنود الاحتياط، وصفارات الإنذار المتكررة من الغارات الجوية في كافة أنحاء البلاد، التي كانت تجعل الأشخاص يهرعون للاختباء.

يقول ليئور أفيرباك، المراسل الإعلامي لصحيفة الأعمال جلوبز "يستيقظ الصحافيون الإسرائيليون كل صباح مع صفارات الإنذار، ويأخذون أطفالهم إلى ملجأ ولربما يكون لديهم أقارب في الجنوب أو وسط إسرائيل. وسائل الإعلام الرئيسية على القناة الثانية أو العاشرة، وسائل إعلام وطنية صهيونية، ولا أحد يحتاج إلى الاعتذار نيابة عنها".

مع ذلك، فإنه على نقيض الخطاب العام، هناك ساسة هم الأكثر فظاعة ومن ضمنهم نواب الحزب الحاكم، الذين يتعدّون الخطوط الحمراء البلاغية، من خلال إطلاق تصريحات معادية للأجانب أو تحريضات أخرى، مثل الدعوة إلى أن يتم طرد جميع الفلسطينيين من غزة.

موشيه فيجلين، نائب رئيس الكنيست وعضو حزب الليكود الذي يتبع له نتنياهو، طلب الأسبوع الماضي من رئيس الوزراء استعادة غزة وطرد سكانها إلى حدودها مع مصر، "حتى يتم تحديد وجهات هجرة ذات صلة".

في إحدى المظاهرات المناهضة للحرب في تل أبيب الشهر الماضي، سخر المتظاهرون المضادون من المحتجين بهتافات عنصرية. كان أحدها "أوليه أوليه، لا يوجد مدرسة في غزة غداً. فلم يبق أي طفل فيها".

إن وصول مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق في التسعينيات، وعديد منهم يحملون آراء متشددة فيما يتعلق بقضايا الدفاع، قد عزّز الأحزاب اليمينية في بلاد كان حزب العمال، من يسار الوسط هو من يُسيطر عليها في عقدها الأول من الاستقلال.

جلبت انتخابات كانون الثاني (يناير) عام 2013 إلى السلطة الائتلاف اليميني الذي يعتبر نتنياهو معتدلاً نسبياً ضمنه؛ لكن أعضاءه الآخرين ومنهم حزب البيت اليهودي، بزعامة نافتالي بينيت، يريد أن تضم إسرائيل مساحات من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

( فايننشال تايمز 15/8/2014 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد