جد الفوارق: التائهون من اليمين.. المخطئون من اليسار
أحسد حسدا حقيقيا من بات يعرف منذ اليوم لمن سيعطي صوته بعد شهر ونيف في الانتخابات للكنيست. فالانتخاب للحكم ليس فقط انتخابا لمن سيكون رئيس الوزراء ومن سيكون وزراءه. فمن نواح كثيرة، هو مسألة شبه حياة وموت.
الطرفان، اليسار واليمين، محقان في ما يقولانه الواحد عن الآخر. ولكن كليهما مخطآن وتائهان ومضللان. لقد درج الناس على اقتباس رئيس الدولة الراحل، حاييم هرتسوغ، الذي يبدو أنه قال ذات مرة: “مشكلة دولتنا هي أن ليس لليسار قلب وليس لليمين عقل” أحقا؟ اجمال أولي.
التائهون من اليمين: يتعلقون بشيء ما ليس من هذا العالم. بالرب. بالمعتقد، بالوعد الذي نزل من العلى. نحن الشعب المختار. بلاد اسرائيل وعدت لنا في كتاب الكتب وفي أقواله. كم مرة تظهر كلمة “اورشاليم” في القرآن. أما في التوراة؟ تنقلنا في المنافي الفي سنة وكنا دوما نحلم ونصلي لصهيون.
كما أن اليمين يعلق تفسيراته بالحقائق من الميدان: للعرب يوجد ما لا يقل عن 22 دولة. الحركة الصهيونية هي التجسيد المادي لعودة صهيون. ليس لنا كيهود بلاد اخرى نضع فيها رأسنا بأمان لنقيم حياة يهودية. لا يوجد مكان للشعبين على ذات قطعة الارض. فهذا إما نحن أو هم. لقد خسر العرب في الحروب والجانب الخاسر ملزم بالدفع. كل العرب يريدون وسيريدون دوما ابادتنا. الارهاب العربي لن يتوقف ابدا. هم وحشيون، لن يغفروا لنا أبدا. لا ثقة بالعرب. العربي الطيب هو العربي الميت. الجيش الاسرائيلي دوما سينتصر وهو افضل جيوش العالم. العالم لن يحب اليهود أبد. نحن دوما سرنا في طريقنا والعالم سلم بخطواتنا. على اي حال كان العالم دوما ضدنا. الاهم هو الايمان. نحن محقون.
واليسار؟ يدمر الدولة. طابور خامس. مستعد لان يعطي العرب كل شيء. العرب لن يوافقوا على السلام أبدا. الموت للعرب وفي هذه المناسبة ايضا لليسرويين. وغيرها وغيرها.
المخطئون من اليسار: لن يكون ممكنا العيش على قطعة الارض هذه بلا سلام. فهل الى الابد سنعيش على الحراب؟ في العالم يوجد مليار ونصف مسلم سيهزمون بقوتهم العددية فقط. لدول العالم توجد مصالح والاسرائيلي لا يوجد على رأس اهتمامهم. لا يمكننا ولا يحق لنا أن نحكم 3.2 مليون فلسطيني لا يريدون حكمنا ويطلبون التحرر والحرية وحق تقرير المصير. الاحتلال يفسدنا. العرب يريدون السلام. والدليل: السلام مع مصر يصمد منذ أكثر من 35 سنة. السلام مع الاردن هو ابن 20 سنة. حتى لو كان بعض العرب يريدون ابادتنا، فان معظم العرب يعترفون بقوتنا العسكرية ومردوعون منا. العرب يحلمون بالسلام ويكافحون للسلام. الارهاب العربي هو من نصيب القلة.
بعد السلام الذي في اثنائه سنعيد المناطق، سيخبو الارهاب العربي. العرب ايضا يريدون الراحة، السكينة والطمأنينة لاولادهم. الاسرائيليون سلبوا اراضيهم في حرب الاستقلال وفي السنوات التالية، بنوا في المناطق عشرات عديدة من المستوطنات على اراض كانت تعود للعرب. يجب اعادتها. أمم العالم لا توافق على حكم اسرائيلي في المناطق. نحن نفقد ما تبقى لنا من شرعية في العالم. العالم لم يعد يصنع لنا جميلا في اعقاب الكارثة، ويرى في الفلسطينيين أيضا ضحاياها المتأخرين.
حتى هنا. هذا يذكر بالنكتة عن الزوج والزوجة اللذين تقاتلا فيما بينهما ووصلا الى الحاخام في البلدة الذي قرر للزوج: أنت محق، وقرر للزوجة – وأنت ايضا محقة. وعندما سأل الشماس كيف يمكن ان يكون الاثنان محقين، قال له الحاخام: انت ايضا محق.
كنا سنضحك من النكتة الممجوجة والغامضة هذه، لو لم تكن هي على حسابنا.
(المصدر: يديعوت 2015-02-04)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews