الغطرسة الإسرائيلية
بعد أسبوع من المحادثات التي أجرتها مصر مع الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة، لا يلوح في الأفق أن الحرب في قطاع غزة سوف تضع أوزارها في القريب العاجل، حيث فشلت المفاوضات في التوصل إلى توافق بين الجانبين لتحقيق تهدئة دائمة في القطاع، ليعكس فجوة واسعة من انعدام الثقة، وغلبة الخيار العسكري والحرب والقوة على خيار التسوية السياسة التي يبدو أنها تلائم إسرائيل كقوة غاشمة مدججة بكل أنواع الأسلحة بما فيها تلك المحرمة دولياً، ولا تتورع عن استخدامها في أي وقت وضد البشر والحجر دون تمييز، وتواصل شن العدوان الإجرامي على سكان غزة العزل تحت مرأى ومسمع العالم، متجاوزة كل المواثيق الدولية وما يسمى بالمجتمع الدولي.
لقد دمرت الحرب الهمجية على غزة بشكل نهائي عملية التسوية، فكلما زاد حجم الخسائر البشرية الإسرائيلية زادت ضغوط اليمين المتشدد فيها على حكومته مطالبا بثمن لهؤلاء القتلى، والثمن يتمثل في تكثيف القصف الجوي والمدفعي للتجمعات السكانية في قطاع غزة، لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية فترد فصائل المقاومة الفلسطينية، بما يسهم في إطالة أمد العدوان وقتل المزيد من الأبرياء.
هذا العدوان الإسرائيلي الجديد تعكس طبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تسعى قوات الاحتلال إلى نزع أي إمكانية للسلام والتسوية، لأنها لم تكن جادة في البحث عن السلام العادل ولم تُسقط خيار القوة والعنف، انسجاماً مع رؤيتها الاحتلالية الاستيطانية، ومستغلة الصمت والتواطؤ الدولي في تصعيد جرائمها في غزة دون حسيب أو رقيب.
فمنذ البداية وإسرائيل تقوم بحرب شاملة على الشعب الفلسطيني، وعلى كل الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، داخل فلسطين وخارجها، ولم يكن دخولها في عملية التسوية السلمية إلا نوعاً من الحرب، حيث سعت من ورائها لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية للتغطية على طبيعتها الاستيطانية والاستعمارية.
المجتمع الدولي مطالب بالخروج عن صمته تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، فعبارات التنديد لم تعد مجدية، ولا بد من التصدي الجدي والعاجل لآلة القتل الإسرائيلية، وإنقاذ السكان الفلسطينيين من هذه الغطرسة التي تخطت كل الحدود..
( البيان 12/8/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews