الغطرسة الإسرائيلية والغضب الفلسطيني
استمرار التحدي الإسرائيلي للمجتمع الدولي وقراراته وتعنت سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين وجرائمها بحق المقدسات الإسلامية والعربية في القدس المحتلة والتعدي على المسجد الأقصى واقتحامه وتدنيسه من قبل المستوطنين اليهود وإحراق المساجد في الضفة الغربية وتجاهل الحقوق الفلسطينية المشروعة، ومصادرة الأراضي وطرد الفلسطينيين من ممتلكاتهم في القدس، كل ذلك أدى إلى انفجار الغضب الشعبي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية .
إن الشباب الفلسطيني الذي تحدى كل أدوات القمع الإسرائيلية استطاع أن يسطر درسا جديدا في الصمود والمواجهة وبصدور عارية وذلك خلال مسيرة انطلقت بمشاركة الآلاف من الشبان والمتضامنين الأجانب عقب صلاة الجمعة في كل مساجد فلسطين المحتلة رافعين الأعلام الفلسطينية الأمر الذي قابلته سلطات الاحتلال بمهاجمة المحتجين بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق إلى جانب حملة واسعة من الاعتقالات بين الأطفال والشبان .
هذه الغطرسة القمعية والعنجهية التي تابعها العالم على القنوات الفضائية ووسائل الاتصال المختلفة ما كانت لتحصل لو أن العالم وقف موقفا صادقا وداعما للحق والضمير الإنساني إزاء الممارسات الإسرائيلية . وما كان كل ذلك ليحدث أو تتجرأ إسرائيل عليه لولا التفكك العربي والصراعات المستعرة في كل مكان من العالم العربي، والتي لا يمكن أن تكون إسرائيل بعيدة عن إثارتها وتسعيرها .
إن الانفجار الفلسطيني يبشر بانتفاضة فلسطينية شاملة يمكن أن تمتد لتشمل كل الأراضي الفلسطينية ولتهز الأرض تحت أقدام الاحتلال إذا لم يسارع المجتمع الدولي والمنظمات العربية والإسلامية والدولية بالوقوف بصلابة بوجه هذا الصلف الإسرائيلي وإلى جانب الحق الفلسطيني في المقدسات الإسلامية والاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعلت السويد .
إن القدس المحتلة مهد الحضارات والديانات لن تكون سوى لأهلها الذين يناضلون ويواجهون العدو الإسرائيلي الذي يسعى لهدم ماضيها وحاضرها ومستقبلها وتغيير الواقع والتاريخ فيها ولو تطلب ذلك عشرات الانفجارات الشعبية كالانفجار الذي لا يزال مستعرا في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة أو إلى انتفاضة جديدة شاملة .
(المصدر: الشرق 2014-11-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews