خطوة للأمام في ليبيا
بعد طول انتظار، وفي خطوة مبشّرة بتوافق من شأنه أن ينتشل ليبيا من أزمتها السياسية والميدانية، التأم مجلس النواب (البرلمان) الجديد وانتخب المستشار عقيلة صالح عيسى رئيسا له، في أول جلسة عقدها في طبرق شرق البلاد بعيدا عن العاصمة، حيث تدور معارك بين ميليشيات متناحرة تسعى للسيطرة على مقدرات الدولة، وفي ظل خلافات سياسية بين التيارين الإسلامي والوطني، تعرقل كلفة جهود الخروج من هذا المأزق.
انتخاب رئيس للبرلمان بعد خلافات ممتدة بين الفرقاء السياسيين في ليبيا، خلّفت فراغا سياسيا استغلته الجماعات المسلحة لنشر مزيد من الفوضى في طرابلس وبنغازي، سيكون أول حجر في بناء مستقبل جديد وواعد لليبيين، لا سيما في ظل التأييد والدعم العربي والدولي الذي حظيت به تلك الخطوة، التي تأخر حدوثها ولكنها جاءت في الوقت المناسب.
عيسى، الذي لا ينتمي الى أي تيار سياسي بحسب تأكيداته، والذي تقلد مناصب قضائية عدة في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، تم تنصيبه في حفل بروتوكولي جامع حضره نحو 160 برلمانيا من اصل 188، وهو عدد يعكس فوزا كاسحا للتيار الوطني على خصومه الاسلاميين في الانتخابات التشريعية، وربما يرجح كفة الاعتدال في ليبيا، ويؤشر على توجهها نحو وحدة وطنية تخلو من التشدد ومن المصالح الشخصية.
وفيما الآمال باتت تعقد الآن على البرلمان الجديد، الذي ستقع على عاتقه المهمة الصعبة لفرض النظام وسيادة الدولة، فإن ضعف قدرة السلطات على ضبط عشرات المجموعات المسلحة المؤلفة من ثوار سابقين يفرضون سيطرتهم في البلاد منذ سقوط نظام القذافي في 2011، وغياب قوات جيش وشرطة مدربة ومنظمة، يجعل تكاتف الليبيين سياسيين وأفراد في مساندة السلطات ضرورة حتمية لوضع حد لتلك الفوضى، وفتح صفحة جديدة قوامها العدل والحرية والمساواة وسيادة القانون.
(المصدر: البيان 2014-08-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews