ماذا يجري في طرابلس اليوم
تدور اليوم اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيات “درع ليبيا” التي تهيمن عليها ميليشيات مصراتة، وبين ميليشيات القعقاع والصواعق والتي تسيطر عليها ميليشيات الزنتان المتمركزة في مطار طرابلس العالمي، وتنقسم بقية الميليشيات المسلحة بين موال لدرع ليبيا وموال للزنتان، حيث أن كل ميليشيات الساحل تؤازر مصراتة، بينما سكان الأرياف والبدو يوالون الزنتان، أو على الأقل يعادون مصراتة وحلفاءها.
إن خطورة هذه المواجهة هي أنها تؤسس إلى انقسام اجتماعي في ليبيا، وخاصة في المنطقة الغربية بين سكان الساحل وبين البدو وسكان الريف، حيث أن التغيير الذي حدث في فبراير 2011 قد انحرف من عملية تستهدف إسقاط النظام، إلى إعادة إنتاج النموذج العراقي، وذلك لتهميش شريحة معينة من السكان، بحجة أن معمر القدافي والنظام السابق كانا يعبران عن ثقافتهم وانتمائهم الاجتماعي، تماما، كما حدث في العراق عندما صنفوا العرب السنة على بكرة أبيهم كموالين لصدام حسين ولحزب البعث، ولهذا تم تهميشهم، بل والانتقام منهم.
وهذا هو ما حدث ويحدث في ليبيا اليوم، حيت تعج سجون مصراتة بمئات السجناء من أبناء القبائل العربية البدوية، كما تم إقصاء كل الكوادر التي تنتمي إلى هذه القبائل.
إن الأخطر من ذلك هو أن برقة يدور فيها صراع من نوع آخر، بين أنصار الشريعة الذين يحاولون تأسيس إمارة إسلامية، وبين الليبراليين الذين يحاولون بناء دولة مدنية مستقلة عن ليبيا الحالية.
في ذات الوقت فإن برقة تعيش عزلة وتهميشا يشبهان ما مرت به كردستان العراق من عزلة وتهميش، حتى أصبحت اليوم تملك مقومات الدولة المستقلة، ولهذا فإن معركة مطار طرابلس سوف تؤسس إلى مرحلة جديدة من الانقسام، وإلى درجات أعمق من الإقصاء في المنطقة الغربية لليبيا، كما أنها ستقود إلى تقريب يوم انشطار ليبيا إلى دولتين أو إلى ثلاث دول.
(المصدر: العرب 2014-07-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews
اضف تعليق
حسستوني اني عايش في مصراتة ثانية غير مصراتة اللي تحكوا عليها
الكثير من سكان مدينة مصراتة اصولهم عربية بدوية وبعضهم من كبار شخصيات المدينة......أما من في السجون فهم فقط من تورطوا في قضية ضد أمن المدينة وضد 17 فبراير