Date : 19,01,2025, Time : 05:29:06 PM
9184 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 19 شعبان 1435هـ - 18 يونيو 2014م 03:16 ص

الغرب لا يستطيع إصلاح العراق عن طريق الحرب

الغرب لا يستطيع إصلاح العراق عن طريق الحرب

رد الفعل الغريزي لدى الغرب حين تندلع أزمة دولية هو طرح سؤالين: ما الذي ينبغي أن نفعله؛ ومن هم الأخيار؟

مع ذلك، حين يتعلق الأمر بتفكك العراق، فإن الحقيقة الكئيبة هي أنه لا يوجد أخيار يمكن دعمهم، ولا توجد حلول جيدة في السياسة. كل ما لدينا هو خيارات سيئة، وارتباك، ومأساة. وهذا يجعل من الضروري أن يتم وضع السياسة بتواضع وإحساس واضح بالأولويات. الخبر الذي يقول: إن دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام، المشهورة بالاختصار "داعش"، استولت على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وربما تكون متوجهة نحو بغداد، يبدو وكأنها لحظة توضيحية. فهذه جماعة إسلامية تعتبرها حتى القاعدة جماعة وحشية لا تطاق. ومن الواضح أن الحكومة المركزية في العراق، برئاسة نوري المالكي، رغم جميع أخطائه وطائفيته، مفضلة على "داعش".

مع ذلك، أقرب حليف للمالكي في المنطقة هو إيران، وهو بلد لا يزال الغرب يعتبره أكبر تهديد استراتيجي في الشرق الأوسط. وحين يتعلق الأمر بسورية، فإن "داعش" والغرب يشتركان في الواقع في هدف مشترك، وهو قلب نظام بشار الأسد.

بالتالي، إذا كانت هزيمة داعش هي الآن الأولوية القصوى للغرب، فهل يعني هذا أنه يتعين علينا أن نصطف إلى جانب الحكومة السورية وإيران وروسيا؟ هناك منذ الآن حديث عن مشاورات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول العراق – حتى في الوقت الذي يستمر فيه الغرب في مواجهة إيران بخصوص برنامجها النووي. لكن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في أدنى مستوياتها منذ سنوات بسبب الأزمة في أوكرانيا.

هناك سياسة تركز بالدرجة الأولى على "الأمن الداخلي"، وهذه يمكن أن تدفع بالغرب ليستنتج على مضض أن استمرار حكم الأسد في سورية أهون الشرين الكبيرين. نظام الأسد، رغم جميع آثامه، لم يستهدف الغرب بصورة مباشرة قط.

لكن الأسد أيضاً غارق في الدم إلى درجة أن فكرة الوقوف إلى صفه ستوجه ضربة هائلة إلى صورة الغرب الذاتية، ومفهوم القيم الغربية في العالم. إحدى نقاط القوة في الديمقراطيات الليبرالية هي أنها – رغم جميع أخطائها ونفاقها – تحاول مساندة القيم، إلى جانب المصالح.

الليبراليون الذين يتمتعون بحسن النية يحاولون تحقيق المستحيل، بالمجادلة بأن المساعدة العسكرية ينبغي أن يتم توجيهها إلى القوة الأكثر ليبرالية، التي تقاتل كلاً من نظام الأسد وداعش، في آن واحد. لا شك في أن هناك بعض الناس الشجعان المحترمين في المعارضة السورية. لكن ستكون قفزة كبيرة في المجهول، حين تسلِّم بأن الأمور ستتحسن لو أن الغرب فقط يدعم ظهورهم. على العكس، هناك أدلة وافرة تشير إلى أن "الليبراليين" ليست لديهم فرصة تذكر للإمساك بالسلطة، بعد سقوط ديكتاتورية شرق أوسطية. من العراق إلى ليبيا إلى مصر، تم اكتساح الليبراليين المؤيدين للغرب.

والذين يفضلون التدخل العسكري الغربي المباشر في النزاع – والذين يعارضونه – ينقبون في التاريخ الحديث من أجل دعم حجتهم. صحيح أن التحالف الذي ترأسته الولايات المتحدة قام بغزو العراق في 2003 وأن العراق الآن بلد مفكك، ويعاني فوضى دموية، ولديه حركة إسلامية نشطة للغاية. من الجانب الآخر، لم يتدخل الغرب في سورية، وسورية بلد مفكك، ويعاني فوضى دموية، ولديه حركة إسلامية نشطة للغاية.

أنا أشفق على صانع السياسة المسكين الذي يحاول فهم كل ما يجري. الإغراء هو الاتكاء على الواقعية الباردة البعيدة عن العواطف ـ من النوع الشائع في موسكو وبكين وتل أبيب – والقول إن السؤال المهم الوحيد هو: "ما هي مصالحنا كأمة في ذلك؟".

بالنظر إلى الصعوبة البالغة في هندسة نواتج إيجابية في مجتمعات معقدة لا نكاد نفهمها، أجد نفسي متعاطفا مع هذا النهج. لكن السؤال: "ما مصالحنا في ذلك؟" ليس مباشراً على النحو الذي يبدو عليه. من المنطقي التركيز على الإرهاب، لكن يجادل المؤيدون للتدخل بأن الحواضن الرئيسة للإرهاب والدول الفاشلة هي الحروب التي يطول عليها الأمد. بالتالي نحن بحاجة إلى التدخل من أجل تثبيت الاستقرار. يرد المعارضون للتدخل على ذلك بقولهم إن التدخل الغربي في الحروب في الشرق الأوسط هو تحديدا الذي يستثير الإرهاب. وعلى الرغم من قصورها، أجهزة المخابرات – وهي صاحبة النظرة الواقعية القصوى في الدول – يبدو أنها تساند وجهة نظر المعارضين للتدخل. في الوقت الراهن، هي تفضل أن تحاول احتواء تهديد الإرهاب من خلال المخابرات وضربات الطائرات بدون طيار. وسط كل هذه الآلام، ما المبادئ التي ينبغي أن تقوم عليها السياسة الغربية؟ أقترح ثلاثة: المصلحة الوطنية، والجانب الإنساني، والتواضع. يجب أن يكون الهدف الرئيس للغرب الآن هو هزيمة القوى الجهادية. الهدف الإنساني الرئيس هو احتواء العنف الذي ينتشر الآن عبر العراق، والذي أهلك حتى الآن أرواح أكثر من 150 ألف شخص في سورية. لحسن الحظ، هذا الهدف ينسجم مع هدف وقف الإرهاب. الدافع الإنساني ينبغي أن يجعل الغرب حذراً للغاية بشأن التدخلات العسكرية التي يمكن فقط أن ترفع من أعداد القتلى وتؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة أكثر من ذي قبل. ينبغي استخدام القوة العسكرية الغربية فقط حين يكون هناك سبب مباشر ضد الإرهاب – أو سبب يجعل الغرب يعتقد أنه سيؤدي بشكل حاسم إلى قلب موازين القوى، على نحو يؤدي إلى ناتج سياسي مستدام.

من هذا الباب تتبين أهمية التواضع. إن تاريخ العقد السابق في الشرق الأوسط يشير إلى أن القوة العسكرية الغربية، في حين أنها قادرة على تحقيق انتصارات سريعة في ساحة المعركة، إلا أنها لديها سجل بائس في تأمين نواتج سياسية مقبولة ودائمة. ويبدو أن الرئيس باراك أوباما تعلم هذا الدرس، حتى وإن اختار خصومه السياسيون نسيان الدرس.

( فايننشال تايمز 2014-06-18 )

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد