السيستاني يبارك تدخل الروس في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق
جي بي سي نيوز :- قرأ مراقبون عراقيون خطبة المرجع الشيعي علي السيستاني والتي ألقاها ناطق باسمه الجمعة على أنها تمهيد أو مباركة للانخراط الروسي في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق.
وقد ركز السيستاني في خطبته على أنه يجب "التوسع" في التصدي للإرهاب و"تضافر الجهود لهزيمة الارهاب"، وغير ذلك من توطئة لبدء طلب رسمي من قبل حيدر العبادي للروس بالانخراط العسكري في الحرب ضد التنظيم.
واستذكر هؤلاء ما صرح به العبادي من أنه لن يناقش حتى الآن طلب التدخل مع الرئيس الروسي وذلك بعد أن أعلنت روسيا أنها ستجيب فوراً لطلب الحكومة العراقية أن تقدمت به لموسكو وهو ما يعني أن غرفة العمليات في بغداد والتي شكلها الروس برئاستهم وعضوية كل من إيران ونظام الأسد ستنضم إليها قريباً بغداد على اعتبار أن خطوة كهذه لابد لها من مباركة المرجعية الشيعية في النجف ولاسيما أن السيستاني حسم أمره وقرر استدعاء روسيا رسمياً وهو ما كشفت عنه خطبته التي ألقاها الناطق باسمه في صلاة الجمعة.
وتالياً نص الخطبة:
إنّ المعركة التي يخوضها العراق اليوم مع الإرهابيّين ويستبسل فيها قوّاته المسلّحة وأبناؤه المتطوّعون والعشائر الغيارى، هي كما قلنا سابقاً معركةٌ مفصليّةٌ ومصيريّة لجميع العراقيّين، ولكنّها ليست هي معركتهم وحدهم بل معركة العالم كلّه، لأنّ الإرهابيّين يستهدفون بفكرهم الظلاميّ وممارساتهم الإجرامية الإنسانيةَ وحضارتَها وقيمَها، كما شاهد الجميع دلائل ذلك في مناطق مختلفة من العالم، ومن هنا فإنّ من الضروريّ أن تتضافر الجهود والمساعي في مكافحة هذا الداء الوبيل وأن يتوسّع نطاقُ التصدّي له من كلّ الجهات التي تستشعر خطره على البشرية، ومن المهمّ جدّاً أن تتوحّد المواقفُ في مواجهته ولاسيّما المواقف الداخلية، لما له من أثرٍ بالغٍ في شدّ أزر المقاتلين في الجبهات وهم يذودون عن حياض الوطن ويسترخصون الأرواح في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات، نسأل الله تعالى أن يكتب لهم النصر المؤزّر في القريب العاجل بلطفه وبمنّه وكرمه.
لا يوجد من ينكر الحاجة الماسّة الى الإصلاح من المسؤولين وغيرهم، بل يكاد يتّفق الجميعُ على أنّ هناك ضرورة له، ولكن المهم أن توضع خطّةٌ واضحةٌ ومدروسةٌ وعملية للإصلاح الحقيقيّ، ويتعاون الجميع في القيام بخطواتٍ أكثر أهمية ممّا تمّ القيام بها في المرحلة السابقة، وأهمّها ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عمّا جرى خلال السنوات الماضية من ضياع مئات المليارات من أموال الشعب العراقيّ في مشاريع وهمية ومقاولات مبنيّة على المحاباة والفساد، إنّ الإصلاح الحقيقيّ يبدأ من هنا -من ملاحقة ومحاسبة من أفسدوا وضيّعوا أموال الشعب أو استحوذوا عليها- فما لم يطبّق القانون بحقّ هؤلاء وتسترجع منهم الأموال ويعاقبوا على جرائمهم بما يناسبها فإنّه سيستمرّ الفساد ولن يرتدع الفاسدون عن ممارساتهم، إنّ الإصلاح كما ذكرنا من قبل حاجةٌ أساسية وجوهرية تتعلّق بمستقبل هذا البلد فلابُدّ من بذل كافة الجهود لتحقيق الإصلاح الحقيقيّ والمضيّ فيه بلا تردّد أو استرخاء.
مع بدء الموسم الدراسيّ الجديد نتمنّى لأبنائنا الطلبة وفي جميع المراحل الموفّقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية، ونودّ هنا أن نوضّح بعض الأمور:
1- إنّ هناك مسؤولية واضحة تقع على عاتق أبنائنا الطلبة، وهي أن يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل تحصيل العلوم وتطوير الملكات الأخلاقية الفاضلة بما يحقّق لهم ولبلدهم مستقبلاً زاهراً، فإنّهم اليوم على مقاعد الدراسة وغداً على مقاعد مسؤولية خدمة بلدهم محقّقين بذلك آمال ورجاء أهاليهم وبلدهم.
2- على الجهات المعنيّة أن توفّر كلّ الوسائل المتاحة التي من شأنها أن تنهض بالمستوى العلميّ والأخلاقيّ الى الأمام، سواء في البنى التحتية للمدراس والجامعات أو التأكيد على كفاءة المدرّس العلمية بل والاهتمام بالمؤسّسة التعليميّة على اختلاف مستوياتها وتذليل العقبات أمامها وإيجاد الفرص المناسبة لتطويرها.
3- التأكيد على ثقافة حبّ الوطن والاهتمام به ولابدّ من وضع واستحداث مناهج واضحة تعزّز هذا الجانب في نفوس أبنائنا الطلبة، بدءً من رياض الأطفال وتثقيفهم على حرمة المال العام، وأنّ السرقة من أموال الحكومة كالسرقة من أموال الناس قبيح وحرام وانتهاءً الى المراحل النهائية في الجامعات، مع ملاحظة توطيد العلاقة بين الطالب ووطنه من خلال المحاضرات التي يلقيها الأساتذة الأفاضل لما لهذا الموضوع من أثرٍ فعّال في تمسّك الطلاب بوطنهم والحفاظ عليه بل والدفاع عنه، ولقد لمسنا في العطلة الصيفية المنصرمة الهمّة الكبيرة لأبنانا الطلبة في الاستفادة من بعض البرامج الثقافية والعسكرية التي كانت تتمحور حول بناء الوطن والدفاع عنه، ويمكن للأساتذة الأفاضل أن يذكروا القصص الرائعة لأبنائنا في القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى، وأنّهم كيف يبذلون الغالي والنفيس، الأرواح والأموال، في سبيل كرامة الوطن والدفاع عنه.
أرانا الله وإيّاكم وطناً آمناً مطمئنّاً بعيداً كلّ البعد عن الإرهابيّين، مكّن إخوتنا أينما كانوا من القضاء على المفسدين والإرهابيّين إنّه مجيبُ الدعاء، اللهم احفظنا وتُبْ علينا ونجّنا إنّك أنت التوّاب الغفور...
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews