إيران : كيف تدخل المهدي المنتظر في استقالة مايكل فلين ؟
ليس مستغربا أن يفسر بعض رجال الدين الإيرانيين وبعض المحسوبين عليهم في العراق استقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين بأنه غضب من الإمام الغائب على ترامب ، بعد أن هدد الأخير " الجمهورية الإسلامية " فما كان من الإمام إلا وأن تدخل وفجر فضيحة اتصالات فلين بالسفير الروسي في واشنطن قبيل الإنتخابات.
ولم ينس هؤلاء التذكير بأن المهدي المنتظر تدخل أيضا في العام 1979 إبان حكم كارتر حينما أسقط طائرات أمريكية في الصحراء كانت متجهة إلى طهران لنقل طاقم السفارة الأميركية الذين تم احتجازهم ، حيث أرسل عليها ريحا باردة عاتية ، وغبارا كثيفا فأسقطها وعادت تجر أذيال الخيبة .
إلى هذه الدرجة وصل الأمر بدولة تعتاش من الشعوذة ، وتروج بأن هدم الكعبة وكثرة إراقة دم " النواصب " - ىأهل السنة - يصب في صالح التعجيل بظهور الإمام وخروجه من سرداب سامراء الذي بنى حوله الإيرانيون مؤخرا سورا يشبه جدار العزل الإسرائيلي ، لكي لا " يتنجس " بمن تبقى من السنة في المدينة .
يصمت الإيرانيون برعب إذا شعروا بأن هناك تهديدا جديا ضدهم ، ولكنهم يرفعون الصوت عاليا ويصرخون بحماسة إذا استيقنوا العكس ، وبالتأكيد ، فإن المشاكل التي تواجه الرئيس الأمريكي ستصب - في أدبياتهم - في صالح معجزات سيد الزمان المنتظر الذي سيقود أتباع الولي الفقيه ( لا أتحدث عن الشيعة عموما ) إلى النصر المؤزر ويمكن لهم مذهبهم في العالمين .
دلوني على لحظة تاريخية واحدة وقف فيها هؤلاء مع الأمة أو قاتلوا أعداءها ؟؟ .
كل تاريخهم الأسود كان مع أي غاز لبلاد العرب والمسلمين ، ويكفي أن نستذكر هنا ما سبق وقاله رجل كان محسوبا على فرية الإصلاحيين في إيران وهو محمد خاتمي الذي قال : " إن كل الفتوحات الأسلامية كانت غزوات ، وإنني شخصيا أكره اللغة العربية ولا أطيقها " .
ترامب - المجنون - لن يتمكن من التغلب على كل مشاكله ، وإذا خرج من مطب سيواجه آخر ، لا شك في ذلك ، وعليه ، فإننا سنرى مع كل كبوة في واشنطن خزعبلات جديدة في طهران كتلك التي شاهدها الخميني في سردابه حينما احتجب ستة شهور قبل أن يخرج ليعلن أن تجرع السم أهون عليه من القبول بوقف الحرب مع صدام حسين ، فماذا جرى ؟؟ .
لقد أوقفها مهزوما مدحورا ، حيث لم ينفعه طوال ثماني سنوات لا صاحب الزمان ولا عازف الكمان .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews