ثورة العراق : حذار من خبث إيران ومشروعها الصفوي
مرة أخرى ، يقاوم الشعب العراقي البطل كل من يحاول تقسيم العراق وتغيير بنيته الديموغرافية واحتلاله والعبث به.
لقد ناضل العراقيون ضد المحتل الأميركي الذي لم يصنع شيئاً سوى تدمير العراق وشرذمته وصولاً إلى ثورته اليوم ضد احتلال المالكي العابث بأمنه ووحدته ، الناهب لخيراته، الساعي لجعله تحت " بسطار " إيران ومطامعها التاريخية .
إن الثورة التي أطلقها أبناء العشائر بدءاً من الأنبار ومروراً بمناطق العراق السنية ومحافظاته والتي روّج الاعلام الغربي وبعض الاعلام العربي أن وراءها " داعش " - صنيعة الاستخبارات الغربية والعربية - تمهيداً لحشد جيوش إيران ومرتزقة ميليشيات الصدر والحكيم والمالكي والجعفري وعملائهم ، ودعم الغرب لهم بالأسلحة والاستخبارات والطائرات من أجل القضاء عليها والعودة بأهلها إلى المربع الأول من الإذلال والتهميش والإقصاء والقتل على الهوية ، أقول : إنها ثورة ضد تحقيق المخطط الإيراني الذي ينفذه عميل إيران في العراق نوري المالكي من أجل القضاء على السنة وتشييع كل العراق ومن خلفه المنطقة إن استطاعوا ، ليتحقق بذلك حلم الفرس في تصدير الثورة الخمينية وتعميم مذهب الولي الفقيه لكونه الضمانة الوحيدة للهيمنة والسيطرة والنفوذ .
إن ثوار العشائر لن يسكتوا بعد انتفاضتهم اليوم عن الضيم والظلم الذي لحق بهم في ظل حكم إيران بيد المالكي ، وهم لن يستكينوا إلا بعد إسقاط كل إفرازات الاحتلال وإعادة توحيد البلاد على أسس : الوطنية والديموقراطية ليعيدوا للعراق مكانته وقوته كسدٍ منيع في وجه جميع الأطماع.
إن المشروع الذي يسعى إلى تقسيم العراق على أساس مناطقي وطائفي سيفشل بفضل عزيمة الثوار وإرادتهم بتحقيق الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية وأمن واستقرار العراق وأمانه ، بعدعشر سنوات من الإضطهاد والفساد والإفساد .
إن مشروع الشرق الأوسط الجديد قد بدأ في العراق بتفكيك جيشه ونشر الفوضى الخلاقة وعدم الاستقرار، ليأتي التقسيم كمرحلة أخيرة.
لذلك ، فإن على العرب جميعاً اليوم أن يتحدوا وأن يدعموا ثورة العراق الذي طالما كان الحضن الدافئ لأهم القضايا العربية وفي طليعتها قضية فلسطين .
إن هذا المشروع ، وإن بدأ في العراق، فإنه سيمتد ليشمل المنطقة بأكملها في سعي إيراني خبيث لتدمير البلاد والجيوش العربية وإعادة أمجاد الدولة الفارسية.
يتوجب علينا - كعرب وكجامعة دول عربية - أن يكون لنا دور واضح وأن لا نقف موقف المتفرج وأن نرفض أي تدخل للناتو وإيران في الشأن الداخلي العراقي العربي، لأن غاية الأخيرة إشعال فتنة طائفية قد تمتد لتصبح حرباً أهلية تستمر لعشرات السنين .
كما وإن على إيران إن أرادت أن تلعب دوراً إيجابيا الإكتفاء باستقبال المالكي وجماعته لأنهم غير مرغوب بهم على أرض العراق العظيم.
إن حالة التوتر الشديد التي تنتاب المالكي جرّاء الثورة الشعبية السنية ضد حكومته الطائفية ومجريات وتطور الأحداث لصالح الثوار، ستنعكس إيجاباً على الأزمة السورية عندما يسيطر الثوّار على الحدود العراقية السورية فيمنعون بالتالي وصول الإمدادات البشرية والعسكرية والمساعدات اللوجستية لدعم جيش بشار ، مما يزيد من حدة التوتر والقلق في نظام الأسد الذي لن تكتمل ـ بإذنه تعالى- فرحته بالفوز بانتخاباته الرئاسية الهزلية.
إن العراق يثور وسيتحرر ، فالنصر لا يكون إلا حليف الشعوب المكافحة والمدافعة عن حقها بالحرية والعيش الكريم مهما طال الأمد.
فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews