دفاع الخضر هاجسنا في المونديال

اجتاز بنجاح المنتخب الوطني الجزائري المقابلتين الوديتين أمام أرمينيا ورومانيا تحضيرا لمونديال البرازيل الذي سينطلق بعد أيام معدودات، وأظهر للجميع أن الهدف المسطر من المشاركة في المحفل العالمي وهو التأهل إلى الدور الثاني أمر ليس بالمستحيل، وبإمكان التشكيلة الوطنية الوصول إليه، ومحو النكسات والهزات الارتدادية التي أعاقت تطور الكرة الجزائرية، وأدخلتها نفقا مظلما لسنوات، لم تخرج منه إلا بعد أن راجعت الهيئة المشرفة على الكرة في الجزائر من سياساتها، ولجأت إلى الإنتاج الأوروبي بعد فشل كرة القدم الجزائرية في إعداد لاعبين بمقاييس عالمية بإمكانهم تشريف الألوان الوطنية إفريقيا وعالميا بسبب المشاكل والفوضى التي تسيطر على بطولتنا، والاحتراف "المجنون" المنتهج لتبرير الفشل الذريع لسياستنا الكروية التي تحكمها مافيا الملاعب همها الوحيد هو البقاء في مناصبها والتلاعب بمشاعر وأحاسيس المتفرج المسكين وخلق جو متعفن، أمام صمت رهيب لمسؤولينا الذين أصبحوا يتفننون في مدح المنتخب الوطني القادم من وراء البحار، وإنفاق الملايير على بطولة لم تمنح "الخضر" سوى لاعب محلي واحد.
"الخضر" الذين كانوا بالأمس، يحتاجون جرعة أوكسجين من السلطات العمومية ليتنقلوا إلى أدغال إفريقيا للمنافسة وإلى أوروبا للتحضير تفوقوا اليوم على كل العرب، وأصبحوا ينافسون حتى الأوروبيين ومنتخبات أمريكا اللاتينية في اختيار أحسن وأرقى الأماكن للتحضير الجيد، بالمقابل فشلنا في تكوين لاعبين دوليين محليين... في بطولة عرجاء عقيمة تحتاج إلى إصلاح رياضي من أهل الاختصاص الذين فشلوا في إيجاد الدواء لداء هيمن مطولا على كرتنا المسكينة.
قبل أسبوع فقط من بداية مونديال البرازيل، انهى "الخضر" آخر تحضيراتهم، بفوزين هامين أعادا للأنصار الثقة في منتخبهم، الذي لازال يعاني من بعض النقائص يمكن تداركها قبل فوات الأوان، فإذا كان لاعبو الوسط، والهجوم أكدوا أن "الأفناك" بخير وبإمكانهم تسجيل أهداف عجزنا عنها في المونديال الأخير، فإن الحلقة الأضعف هي الدفاع، الذي كان قوتنا بالأمس، أصبح همنا وهاجسنا اليوم، فكل المدافعين دون استثناء لم يظهروا خلال التحضيرات ولا في المواجهات الودية أمورا تبشر بالخير قد تعصف بمنتخبنا وتعيدنا إلى نقطة الصفر، مرحلة يصعب علينا تجاوزها ما لم تتكاتف الجهود لإعادة قاطرة الدفاع إلى سكتها أمام منتخبات مونديالية لن تشفع لنا، ولن ترحمنا.. على مدربنا البوسني وحيد خاليلوزيتش مراجعة حساباته وخططه الدفاعية، وتوبيخ المدافعين وبعض المتقاعسين الذي تراجع مستواهم في هذا الوقت الحساس من المنعرج الأخير ومطالبتهم، بالعمل أكثر ليكونوا في مستوى الحدث العالمي الذين يشاركون فيه وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل.
لكن لا أجد تفسيرات كافية لسياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم في أمور عديدة، كحرمان رجال الإعلام من الالتقاء مع اللاعبين وطاقمهم الفني ولو مرة "في يومين" ليعرف القارئ والمشاهد الجزائري أخبار فريقه ومدى استعداده للمونديال، والسماح لوسائل إعلام أجنبية الدخول إلى مكان تربص "الخضر" والتجوال في بهو فندق "الخضر" وإجراء حوارات وربورتاجات يحرم منها الجزائريون.
لا نريد تعكير الأجواء والدور الثاني على الأبواب... ثقتنا كبيرة في منتخبنا والله المستعان.
( الشروق 8/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews