الخضر.. ما بعد المونديال
طوى الجزائريون صفحة المونديال البرازيلي بذكريات تبقى راسخة في أذهانا، بـتأهل تاريخي للدور الثاني، وأداء بطولي صنعه جيل من اللاعبين تكونوا وتدربوا في مختلف الأندية الأوروبية بعدما فشلت بطولتنا "المنحرفة" في إنجاب لاعبين محليين، مثل الذين أذهلوا العالم منذ اثنتين وثلاثين سنة حين قهروا العملاق الألماني بلاعبين من بطولتنا الوطنية المسكينة، وصنعوا ملحمة كروية لا تزال آثارها باقية إلى يومنا هذا، فلا يستطيع العالم أن ينسى عمالقة الكرة الجزائرية، على غرار ماجر وعصاد وبلومي والآخرين، خاصة الألمان الذين تآمروا علينا لإخراجنا من كأس العالم .. خروج بقي وصمة عار في تاريخهم رفقة جارتهم النمسا.
ومهما قدموا من اعتذارات فإن "الكرة" الأرضية دونت اسميهما في خانة المنتخبات "قليلة الاحترام"، خاصة المانشافت الذي ورغم النتائج الأخيرة التي تحصل عليها وتتويجه بكأس العالم، فإن المنتخب الجزائري يبقى بالنسبة إليه الفريق الذي وقف ضده الند للند رغم مرور السنين والأعوام.
المنتخب الجزائري الذي يتأهب هذه الأيام للمشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا بالمغرب في مجموعة تضم إثيوبيا ومالي وملاوي، بمدرب فرنسي جديد جاء ليعطي دينامكية لعب جديدة تختلف بكثير عن تلك التي كان يطبقها المدرب البوسني، خاصة وأنه وجد مجموعة من اللاعبين متجانسة ومتفاهمة فيما بينها ولا ينقصها سوى الدفع المعنوي، باعتبار أن رفقاء فيغولي فهموا الدروس جيدا، وإنهم مجبرون على التأهل لكأس إفريقيا بالمغرب والظهور بوجه مشرف في منافسة ينتظرها الرياضيون والسياسيون بشغف كبير.
واستنادا إلى بعض اللاعبين، فإنهم ارتاحوا من الضغط الشديد الذي عاشوه في الفترة السابقة مع مدربهم البوسني، ملاسانات تارة واتهامات تارة أخرى، وحتى أمور حدثت كتلك التي كشف عنها العائد إسحاق بلفوضيل، حين قال إن خاليلوزيتش كان لا يريدني في المنتخب حتى ولو كنت لاعبا في ريال مدريد، وآخرون على شاكلة بودبوز وقضية الشيشة وفيغولي الذي أراد خلق مشاكل له قبل العرس العالمي.
لا أريد العودة إلى الماضي والخلافات التي كانت تحدث في المنتخب، الذي يدخل في منافسة أخرى قد تكون أصعب من اللعب على التأهل للمونديال، خاصة وأن كل المنتخبات ستلعب معنا بإرادة زائدة ومعنويات مرتفعة باعتبارنا المونديالي الإفريقي، الذي شرف القارة حتى مع بطل العالم، عوامل لا بد على الناخب الوطني كريستيان غوركوف أن يضعها في حساباته، قبل فوات الأوان.
لقد أظهر الناخب الجديد خلال ندوته الصحفية التي سبقت التنقل إلى بلاد الحبشة لمواجه الإثيوبيين، بنوع من الاحترافية والاحترام، مقارنة بما كنا نعيش خلال السنوات الأخيرة وكان يجيب عن أسئلة الزملاء بكل عفوية حتى إنه قال إنه لا يعرف حتى الحارس شاوشي من قبل.. أمور قد تجعل علاقته الطيبة مع الصحافة تسهل له مهمة العمل في أحسن الظروف، وتحقيق نتيجة إيجابية تمكنه من الدخول بقوة في المنافسة الإفريقية، فهل يبقى غوركوف على طبعه وعفويته أم أن "الثعابين الكروية" قد تجبره على التمرد والدخول في نفق لا يتمناه أحد.
الشروق 2014-09-07
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews