رسالة إلى لاعبي "الخضر" قبل المونديال
أخيرا، وبعد طول انتظار، فهم المدرب الوطني والطاقم المسير للمنتخب الرسالة المشفرة، التي قدمت له الأسبوع الماضي بضرورة إخراج اللاعبين من العزلة، التي يعيشونها منذ دخولهم في التربص التحضيري للمونديال بمركز سيدي موسى، أو الثكنة العسكرية التي فرضها الكوتش وحيد.. فأسرعوا إلى إبعادهم من الضغط الذي أدخلنا النفق في كأس إفريقيا الأخيرة. ورقصوا تارة على أنغام الشاب خالد، وتفسحوا في مقام الشهيد بالعاصمة قبل العودة إلى العمل من جديد لمواصلة التحضيرات الجدية قبل المواجهتين التحضيريتين أمام أرمينيا ورومانيا المقررتين بسويسرا والبت النهائي في القائمة النهائية للاعبين، التي سترسل إلى الفيفا والأخذ بعين الاعتبار أي مفاجآت قد تحدث في آخر لحظة. وهو ما لا يتمناه كل الجزائريين.
ومهما قيل وما سيقال عن التشكيلة التي سيحددها وحيد خاليلوزيتش حسب ما يمليه عليه ضميره، فإن مسؤولية كبيرة ستكون على عاتق اللاعبين، الذين سيمثلون الأربعين مليون جزائري في الحدث العالمي الأغلى والأحسن في العالم. وهو ما يجبرهم على العمل على العودة بنتيجة إيجابية لأن التأهل للمونديال أصبح أمرا عاديا بالنسبة إلى الجزائريين، الذين يبقى همهم الوحيد هو تسجيل الأهداف التي غابت منذ لقاء إيرلندا عام ست وثمانين والتأهل للدور الثاني. وهو الأمر الذي عجزت عن تحقيقه كل الأجيال التي شاركت في كؤوس العالم بداية من فريق ملحمة خيخون مرورا بجيل مكسيكو وصول إلى كتيبة أم درمان.
هل يعي اللاعبون الذين سيمثلون الجزائر في مونديال البرازيل الأمانة التي قدمت لهم من طرف الشعب الجزائري، وهي العمل على تحسين صورة الوطن في الخارج، وطرد نحس الإقصاء من الدور الأول الذي لازمنا لأكثر من ثلاثين سنة، وجعل ملايير المشاهدين عبر شاشات العالم يرسخون في أذهانهم هذا الجيل من اللاعبين الذين اختيروا ليسوقوا عالميا صورة بلد المليون ونصف المليون شهيد في العالم، ويؤكدون للعالم أن الجزائري لن يستسلم مهما كانت الظروف وأن الوطن من الرئيس إلى المواطن البسيط وراء هذا المنتخب الذي لن يخذلنا هذه المرة، وينقش اسم الجزائر في قائمة المنتخبات التي ستترك بصماتها في هذا المحفل الكبير.
أيها اللاعبون... يا من أعطاكم الرئيس روراوة الفرصة لتكونوا مع "الخضر" في المونديال بقوانين ناضل من أجلها في الفيفا لتمثلوا اليوم وطنا اسمه الجزائر ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد، رغم أن الواقع يفوق أحلامكم وتخيلاتكم رغم أن الآلاف، إن لم نقل الملايين، يريدون اليوم أن يكونوا مكانكم، ويحاربوا فوق الميدان أمام منافسين ربما سيستهينون بكم، فلقنوهم دروسا لن تمحى من ذاكرتهم مثلما فعل جيل عصاد وبلومي وماجر أمام الألمان في مونديال إسبانيا.
رغم تأهل الجزائر للمونديال البرازيلي بجدارة واستحقاق إلا أن الجزائريين لم يقتنعوا بعد بهذا المنتخب، رغم أنه أحسن بكثير من جيل زياني ومطمور ومغني والآخرين، وما على اللاعبين الحاليين سوى إثبات العكس وإخراج الجماهير إلى الشوارع.. ولن يكون ذلك إلا بالتأهل للدور الثاني.
رسالتي إلى رفقاء فيغولي واضحة.. شرفوا الجزائر.. هي أمانة تنظر تضحيتكم.. أما المدرب الوطني فنقول له: كن في الموعد ولا تضغط على اللاعبين وعلى الجميع الالتفاف وراء النخبة الوطنية.
( بوابة الشروق 1/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews