انقسامات خطيرة بين لاعبي "الخضر" السابقين
عيب وعار، ما يحدث هذه الأيام في الكواليس، من انقسامات بين اللاعبين الدوليين السابقين لـ"الخضر"، الذين أصبح البعض منهم لا يهمه سوى العودة إلى صدارة المحيط الكروي وبأي طريقة كانت. وراحوا يتحالفون فيما بينهم للإطاحة بالرئيس الحالي لودادية اللاعبين الدوليين السابقين لكرة القدم، خاصة بعد أن سمعوا بالدعم الذي سيقدمه الاتحاد الجزائري إلى هذه الودادية وبمبلغ محترم، أسال لعاب بعض المتطفلين، الذين استغلوا طيبة بعض الدوليين السابقين وأجبروهم بطريقة دبلوماسية على الإمضاء على "وثيقة شرف" بمدينة سطيف، وصلت حتى إلى مكتب وزير الشباب والرياضة، الذي تفطن في آخر المطاف إلى لعبة قذرة وراءها من لا يحبون الخير لزملائهم، ولا يساعدون أولئك الذين يعيشون حياة مزرية رغم ما قدموه للكرة الجزائرية وطنيا ودوليا.
الحقيقة التي ربما لا يعرفها الوسط الرياضي وحتى بعض المسؤولين، هي أن هؤلاء الذين يركضون وراء ترؤس هذه الودادية غرضهم الوحيد هو الإطاحة بالمكتب الحالي، الذي "لا حول ولا قوة له"، رغم أنه قام بعدة مبادرات تجاه بعض اللاعبين السابقين، الذين يعانون في صمت دون أن تتحرك لا أنديتهم ولا وزارة الشباب والرياضة لمساعدتهم نظير الخدمات الجليلة والكبيرة التي قدموها لكرة القدم الجزائرية. فمثلا لولا الضجة الإعلامية التي كشفت المستور عن اللاعب "تيريزا" لوجدته اليوم يصارع الموت في الشارع..
عندما نعرف أن لاعبين كبارا، نتحفظ عن ذكر أسمائهم، يعيشون مشاكل كثيرة في حياتهم، فمنهم من لا يجد حتى قوت يومه، فأحدهم عامل في سوق أسبوعي وآخر حارس ليلي، ودولي آخر يعمل لنصف يوم في محل تجاري.. مع احترامنا لكل المهن، فهل هذا هو جزاء من يفني شبابه في إسعاد الجزائريين..؟
الحديث عن إعادة بعث ودادية اللاعبين وتفعيلها حتى تكون سندا لمن أفنوا شبابهم خدمة للكرة الجزائرية أمر جيد، لكن غياب ألمع من صنعوا تاريخ الكرة الجزائرية عنها، هو أمر محير وغير مفهوم. فغياب لاعبين من جيل رشيد مخلوفي ولالماس يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات، ولماذا يغيب أيضا كالام وماجر وقندوز ودحلب وكذا بلومي، عندما يقول عصاد إنه لا يريد المساهمة في إعادة بعث ودادية اللاعبين الدوليين السابقين وتهميش أو إقصاء لكل من تقمصوا الزي الوطني، وعندما يتحدث القائد السابق لـ"الخضر" قندوز ويعتبر أن الفاف تقيد عمل الودادية ويرفض رفضا قاطعا الانخراط في مشروع فاشل مسبقا، فهذا يجعلنا كمتتبعين لا نفهم سبب هذه الانقسامات الخطيرة، ولا أحد من الذين يريدون بعث هذه الجمعية خرج عن صمته ليوضح للجميع أسباب بعث هذا المشروع من جديد، الذي لن يكون ناجحا دون مشاركة الجميع خاصة الذين شرفوا الجزائر في أول مونديال بإسبانيا.
الاختلاف في الآراء رحمة، وأتمنى كغيري من المتتبعين أن يضع اللاعبون الدوليون السابقون اليد في اليد وليس "الانقسامات" الخطيرة، كالتي حدثت بين لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني، فهل هناك آذان مصغية..؟ وهل ستتمكن الوزارة والفاف من جمع شمل من صنعوا تاريخ الكرة الجزائرية؟
(المصدر: الشروق الرياضي 2016-01-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews