أرسل خبر
آخر تحديث:
الثلاثاء 13 رجب 1435هـ - 13 مايو 2014م 01:48 ص
البرامج التطبيقية لإستراتيجيات إدارة المخاطر في شركات التأمين التكافلي الإسلامي
يتعرض الأفراد والمؤسسات باختلاف أنواعها للعديد من الأخطار التي تصيبهم في شخصهم وممتلكاتهم، ومع تزايد هذه المخاطر من جميع الجوانب وجد التأمين كوسيلة لإيجاد نوع من التعاون بين أفراد المجتمع بهدف مساعدتهم على مواجهة المخاطر التي يتعرضون لها وإدارتها بأسلوب تعاوني منظم.. وبالرغم من أن التأمين يعتبر أحد أهم وسائل إدارة المخاطر في المجتمع إلا أن صناعته تحتوي على كثير من المخاطر التي تحول دون أن يكون له دور فعال في تطوير وحماية الصناعية المالية ككل مهما كان نوع شركات التأمين (إسلامية - تجارية)، على الرغم من زيادة نسبة المخاطر التي يتعرض لها شركات التأمين الإسلامية مقارنة بالشركات التجارية، وذلك نتيجة خصوصية عمل هذه الشركات في المعاملات الشرعية والمالية، ومن أجل وجودها تنافسيا لابد أن توفر لها مختلف الوسائل والأساليب لإدارة المخاطر التي تتعرض لها باعتبارها أهم الوسائل لإدارة الخطر بالمؤسسات المالية الإسلامية ومعها شركات التأمين التكافلي الإسلامي في صورة مجموعة من المفاهيم والبرامج التطبيقية التالية:
أولا: التأمين التكافلي الإسلامي (Islamic Insurance)
هو اتفاق بين شركة التأمين الإسلامية باعتبارها ممثلة عن هيئة المشتركين (حساب التأمين) والراغبين في التأمين(شخص طبيعي / اعتباري) على قبوله عضوا في هيئة المشتركين، والتزامه بدفع مبلغ معلوم يسمي (القسط) على سبيل التبرع به وعوائده لصالح حساب التأمين على أن يدفع له التعويض عند وقوع الخطر طبقا لبوليصة التأمين (الوثيقة) والأسس الفنية ونظام الشركة.
شركة التأمين التكافلي الإسلامي (Islamic Insurance Company)
هي شركة تقوم بإدارة أعمال التأمين واستثمار موجودات صندوق التأمين، (غالبا تأخذ الشكل القانوني مساهمة) من خلال تصميم محافظ التأمين فتحدد طبيعة الخطر وتقوم بالحسابات الإكتوارية المناسبة وتصميم برامج التعويض وتدعو المشتركين بحساب التأمين لسداد الأقساط وتجميعها واستثمارها لصالح الصندوق وتعويض المتضررين منهم ثم تجري تصفية المحفظة سنويا وإصدار حسابات ختامية عنها وفق العلاقة الشرعية على أساس الوكالة مقابل أجر مقطوع بالاتفاقية مع صندوق التأمين وهو الأوسع انتشارا أو على أساس المضاربة مقابل جزء مقطوع من الربح المحقق من الاستثمار.
الخطر من وجهة نظر شركة التأمين التكافلي الإسلامي (Risk)،
تعرف شركات التأمين التكافلي الخطر بأنه الفرق بين الخسائر المتوقعة والتي يمكن على أساسها يتم حساب قسط التأمين الصافي والخسائر الفعلية التي تلتزم الشركة بتعويضها لحملة وثائق التأمين الذين لحقت بهم الأخطار المؤمن ضدها.
إدارة المخاطر في شركات التأمين التكافلي الإسلامي (Risk Management)
تتمثل في إدارة مستقلة للمخاطر تقوم بمجموعة من المهام والوسائل لتحديد المخاطر وترتيب أولوياتها وتطبيق الإستراتيجيات للحد منها والآثار السلبية المرتبة عليها سواء كانت ممكنة أو محتملة والاطمئنان بأنها ضمن الحدود المقبولة والتي يمكن التصرف تجاهها بنجاح وبأنسب الوسائل وأقل التكاليف بالإضافة للتأكد من كفاية الموارد في حالة وقوع المخاطر وترتب عليها الخسائر والقدرة على أداء جميع الالتزامات بناء على أسس منهجية علمية وعملية وشرعية.
ثانيا: المخاطر التي تواجه شركات التأمين التكافلي الإسلامي (Risk Islamic Insurance)
تتعرض شركات التأمين التكافلي الإسلامي لعدد من المخاطر فبالإضافة إلى المخاطر العامة التي تتعرض لها مختلف أنواع شركات التأمين (الإسلامي / التجاري)، توجد مخاطر خاصة تنفرد بها شركات التأمين التكافلي عن غيرها حيث ترتبط المخاطر في المؤسسات المالية الإسلامية بثلاثة أمور رئيسية تشمل الربحية والسيولة والأمان، وحيث إن شركة التأمين الإسلامي ليست قائمة علي الربحية أو حتى عمليات التأمين التكافلي لا تستهدف الربح وإنما التكافل العام فإن الأمان مرتبط بإدارة السيولة والأمان العام للشركة عموما، بالإضافة إلى عنصر التوافق مع الأحكام الشرعية التي بني عليها لمشروعية التأمين ومن صور المخاطر التي تواجه شركات التأمين التكافلي:
الصورة الأولى:
عجز صندوق التأمين عن سداد تعويضات الخسائر سيدفع صندوق التأمين لمخاطر السيولة والملاءة المالية، وعدم القدرة على سداد الالتزامات من التعويضات المطلوبة لتغطية الخسائر وستظهر أنواع جديدة من المخاطر مثل مخاطر السمعة التجارية والمنافسة السوقية ومخاطر التصفية، لأن شركات التأمين هي المسؤولة عن هذه الصناديق ومطلوب منها إكمال هذه التغطية وهو ما يعرضها نفسها للإفلاس والخسارة، خاصة أن هذه الشركات تعمل في بيئة قانونية لا تعترف بتعثرها أو مساعدتها من قبل الأجهزة التنظيمية أو الرقابية أو الإشرافية.
الصورة الثانية:
حالة المخاطر الناتجة عن الاختلافات الفقهية للتبرع بأقساط التأمين ووصف العلاقة أو الطبيعة العقدية للتبرع الذي تنطبق على اشتراكات التأمين التكافلي سيؤثر في تحديد ملكية موجودات الصندوق كذلك المسؤولية عن الملاءة المالية لهذه الصناديق، وهو جوهر الضمان وتحمل تبعية الهلاك عند حدوث الخسائر ودفع التعويضات لمستحقيها حسب النظام المتبع.
الصورة الثالثة:
المخاطر الناتجة عن استثمار رأسمال الشركة واحتياطاتها الفنية في استثمارات إسلامية لا تخلو من المخاطر بما يمكن أن يؤثر سلبيا على أرباح الشركة ومركزها المالي لعدم توافر الخبرة بمجالات الاستثمار أو لعدم وجود هيكل تخطيطي استثماري أو تنظيمي واضح بجانب العناصر البشرية ذات الكفاءات العالية والملمة بالسمات الإسلامية.
ثالثا: النماذج التطبيقية لإستراتيجيات إدارة المخاطر في شركات التأمين التكافلي الإسلامي
تشكل النماذج التطبيقية إطارا عاما للحد من المخاطر التي تتعرض لها شركات التأمين التكافلي من أجل صد مخاطر المنافسة مع الشركات التجارية بمفاهيم حديثة ومعاصرة للارتقاء الفكري والتطبيقي بصناعة التأمين التكافلي، فقد حظيت مؤخرا بإسهامات فكرية وتنظيرية ومحاولات جادة لإيجاد حلول لأبرز مشاكلها الفنية والفقهية والبحث عن طريقة جديدة لإدارتها بكفاءة اقتصادية لرفع مساهمتها في تنمية الاقتصاد القومي واستكمالا لمسيرة بناء الاقتصاد الإسلامي لإنجاح المؤسسات المالية الإسلامية وفقا لمبادئ الشريعة ومن هذه المفاهيم:
• حوكمة الشركات
تتمثل حوكمة الشركات عامة في القوانين والقواعد والمعايير التي تحدد العلاقة بين إدارة الشركة وأصحاب المصالح والأطراف المرتبطة بالشركة (حملة أسهم - العمال - الدائنين - المدينين - العملاء) وتشمل حوكمة الشركات أيضا العلاقات بين المصالح المختلفة والأهداف وإدارة الشركة وأصحاب المصالح الأخرى مثل الموظفين والعملاء (مصارف - موردين - منظمين - أفراد - مؤسسات)..
• العرض والإفصاح
الإفصاح بأنواعه المختلفة هو عبارة عن بث المعارف أو نقل المعلومات من مصدر إنتاجها إلى المستفيدين منها واستخدامها، فهو نقل هادف للمعلومات ممن يعلمها لمن لا يعلمها وفي الصناعة المالية يشمل اتباع سياسة الوضوح الكامل وإظهار جميع الحقائق المالية الهامة التي تعتمد عليها الأطراف المهتمة بالمشروع المالي ويعد الإفصاح الكافي أهم المبادئ الرئيسية لإعداد القوائم المالية والحسابات الختامية لصندوق التأمين من الملاحظات والمعلومات الإضافية المرفقة (مالية وغير مالية)، لتجنب تضليل الأطراف المهتمة وذات العلاقة.
• الشفافية
مبدأ الشفافية في المعلومات المالية للميزانيات والقوائم والتقارير المختلفة في أنها تتاح لكل الجهات بالإطلاع عليها بحرية أثناء مراحل اتخاذ القرارات المتدرجة من قبل الإدارة التنفيذية، وأن تكون بالوقت المناسب حسب نظم نشر القوائم بالصحف مع التقارير المكملة والمرفقات التوضيحية سواء شهرية أو ربع سنوية أوسنوية وأن تكون بصورة واضحة غير غامضة لإظهار أية أخطاء في ضوء الوسائل القانونية المنظمة.
• الرقابة والتدقيق
تعرف الرقابة حسب الاتحاد الدولي بأنها مجموعة من الآليات التي على أساسها يتم تطبيق مفهوم الحوكمة في شركات التأمين وفي رأي بعض خبراء الاقتصاد الإسلامي فإنها تنقسم في شركات التأمين التكافلية الإسلامية، وهو الأسلوب الموجود حاليا بالدول الإسلامية (رقابة شرعية - رقابة خارجية - رقابة داخلية) على اختلاف المسميات سواء (مراجعة - رقابة - تدقيق -إدارة - قسم) ونوعية الأعمال والوظائف التي تقوم بها كل إدارة على حدة.
( الشرق 13/5/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews