السفير اللبنانية : واشنطن لانتخابات في موعدها .. «مهما كانت النتائج»
بقي التهديد السوري بالرد العسكري اذا لم تقم السلطات اللبنانية بواجباتها بضبط الحدود الشمالية والشرقية، محور درس وتدقيق رسمي وسياسي لبناني، وكذلك من جانب السفراء وبعض عواصم الدول الكبرى، التي بعثت إحداها إشارات بوجوب أخذ التهديد السوري على محمل الجد «الآن.. أو مستقبلا».
هذا التهديد كان المحور الأبرز في اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولو أن الأول أصر على أن البحث «تركز على قضية سلسلة الرتب والرواتب»، نافياً أن يكون موضوع الانتخاب قد أثير في الجلسة.
واذ لوحظ أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تفادى التعليق على البيان السوري، رحب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، أمس الأول، ووصفه بأنه «بنّاء»، اكتفى رئيس الجمهورية ميشال سليمان من رحلته الأفريقية بالقول ان بيان الخارجية السورية قيد الدرس «ونحن بصدد تحديد الموقف المناسب حياله».
وأكد سليمان أن لبنان لا يسمح بأن يكون ممراً للسلاح والمسلحين عبر حدوده ولا لإقامة قواعد عسكرية أو بؤر أمنية للمسلحين على أرضه من كل الاتجاهات.
ودعا وزير الخارجية عدنان منصور الى تدارك التوتر عند الحدود الشمالية والشرقية، منبّهاً الى أن هناك من يريد أن يجعل من لبنان «تورا بورا» ثانية. وقال لـ«السفير» ان مهمة القوى العسكرية والأمنية ضبط الحدود بصرامة حفاظاً على أمن لبنان وسلامته واستقراره.
وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لـ«السفير» «ان المطلوب من الدولة اللبنانية أن تقوم بواجبها على الحدود مع سوريا»، وكرر «أن لا مصلحة لنا على الإطلاق في أن نوتر العلاقة مع لبنان، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أبداً أن نتنازل عن أمن سوريا وسيادتها، نحن نتعرض للاعتداء، ولم نعد مستعدين لأن نقبل بهذا الأمر أبدا».
«الستين» مطلوب أميركياً
وفيما يراوح الملف الانتخابي في دائرة السلبية، تجاوزت مدينة صيدا «جمعة فك الحصار» التي دعا اليها الشيخ أحمد الأسير، أمس، في ظل قرار الجيش اللبناني المفاجئ بتخفيف الإجراءات حول «المربع الأمني» للأسير.
وتزامن ذلك مع دخول قائد الجيش العماد جان قهوجي مباشرة على خط تخفيف التوتر في عاصمة الشمال، حيث طلب من مسؤول العلاقات السياسية في «الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد، أمس، العمل على تهدئة الموقف. وأكد أن «الجيش سيعمل كل ما بوسعه لتوفير الأمن والحفاظ على السلم الأهلي في المدينة وهو لن يتوانى عن التصدي لكل المحاولات الرامية لإحداث فتنة، سواء في طرابلس أو في أي منطقة من لبنان».
وفي انتظار نيسان الموعود انتخابياً، قالت مصادر أميركية معنية بالملف اللبناني في واشنطن لـ«السفير» ان الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وخاصة فرنسا وبريطانيا «لا يريدون لقانون «الستين» النافذ حالياً أن يتغيّر». وأضافت أن الوقت «لم يعد كافياً» (لوضع قانون جديد) وموعد الانتخابات قد تحدّد في التاسع من حزيران المقبل. «ولذلك، نحن ندفع باتجاه إجراء الانتخابات في موعدها، مهما كانت النتائج».
وردا على سؤال قالت المصادر إن السعوديين والقطريين «يسيرون معنا على السكة نفسها».
نقابياً، نفذت «هيئة التنسيق النقابية»، امس، اعتصاماً حاشداً أمام مطار بيروت الدولي، فيما انعقدت في السرايا، بعد ظهر امس، اللجنة الوزارية المعنية بدرس سلسلة الرتب والرواتب برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
وعلمت «السفير» أن اللجنة قد أنهت مناقشة مصادر تمويل السلسلة تمهيداً لإحالتها إلى المجلس النيابي في 21 الجاري، أو قبل ذلك إذا تم توجيه الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة ميقاتي. كما تقرر أن تدرج السلسلة في مقدمة جدول أعمال مجلس الوزراء تلافياً لأي تعطيل محتمل في حال طرح أمور أخرى في جدول الأعمال وخاصة موضوع هيئة الإشراف على الانتخابات.
وقالت مصادر وزارية لـ«السفير» إن البحث تركز على مصادر التمويل السابقة المتعلقة بموضوع زيادة عامل الاستثمار وزيادة الرسوم على رخص البناء وزيادة ضريبة القيمة المضافة على الكماليات من مشروبات روحية و«كافيار» و«سلمون» وبعض السلع التي لا تطال الفقراء، وذلك بنسبة تتراوح من 10 إلى 15 في المئة، وكذلك تعديل الرسوم التي لا تؤثر على القطاعات الإنتاجية.
وأشارت المصادر الى أن العائــدات على رسوم الكماليات تقدر بنحو 350 مليار ليرة، كما تم التوافق على فرض رسوم على إعادة التقييم العــقاري بواقع حوالي 3 الى 4 في المئة (العائدات مقدرة بحوالى 300 مليار ليرة).
وقدرت مصادر اللجنة الوزارية هذه العائدات كلها بنحو 3000 مليار ليرة ويمكن أن تأتي أقل من ذلك تبعاً لحجم الطلب المالي لتغطية السلسلة، والجزء المتبقي يذهب لتمويل جزء من احتياجات الموازنة العامة.
وسبق انعقاد اللجنة الوزارية لقاء بين ميقاتي وبري الذي قال لـ«السفير» ردا على سؤال عن احتمال إقرار السلسلة في 21 آذار: «ان شاء الله خيرا»
( المصدر : السفير اللبنانية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews