هل يملك أوباما سياسة فعلية في سورية؟
لم تكن الانتقادات التي وجهها مشرعون أمريكيون لطريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحرب الأهلية في سوريا امرا مفاجئا، فلم يشهد تاريخ الولايات المتحدة الحديث نهجا سياسيا سلبيا في التعاطي مع أزمات الشرق الأوسط السياسية كالنهج الذي تتبعه إدارة اوباما في سوريا، وقد دفع ذلك نواب الكونغرس للمطالبة برد أمريكي أقوى على الصراع وتحسين سبل اطلاع الكونجرس على خطط البيت الأبيض ولكن وعلى ما يبدو لا توجد سياسة يمكن أن تواجه بها واشنطن نوابها حيث فشلت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في الإجابة على أسئلة نواب الكونغرس واظهرت انه لا توجد استراتيجية.
في مآس سابقة في الصومال ورواندا والبوسنة تحركت واشنطن بشكل متأخر ولكنها تحركت بفاعلية وقوة إزاء الإبادة الجماعية والانتهاكات اللا مسبوقة في حق الإنسانية ولكننا نراها اليوم غير مكترثة أو غير قادرة على التحرك بحزم سواء على المستوى السياسي أو العسكري ضد نظام تعرض شعبه على يديه الى أبشع مجزرة واكبر عملية تهجير منذ الحرب العالمية الثانية، فقد فشلت واشنطن في فرض هيبتها كقوة عظمى عندما سمحت للنظام السوري بالإفلات من الجريمة المثبتة بقصف أطفال غوطة دمشق بالسلاح الكيماوي كما فشلت سياسيا عندما جلبت طرفي النزاع السوري إلى جنيف دون أن تتمكن من فرض أية أجندة يمكن من خلالها الخروج بصيغة تضمن الحد الادنى من تطلعات الشعب السوري أو تعجل في خلاصه من النظام،
عندما نصف السياسة الامريكية تجاه سوريا لا يمكن ان نجد تعبيرا أدق من تعبيرات أعضاء الكونغرس فقد وصف السناتور بوب كوركر إجابات باترسون عن سياسة الإدارة الامريكية في سوريا بـ"الهراء المضلل".
أما جون مكين السناتور الجمهوري فأكد أن السياسة الأمريكية تمثل "فشلا ذريعا".
إن المسؤولية الاخلاقية للولايات المتحدة باعتبارها دولة عظمى تفرض عليها مراجعة استراتيجيتها بما يحقق وقف اعمال الابادة ويلبي في الوقت نفسه تطلعات الشعب السوري الذي لا يزال يعقد آمالا كبيرة على دور واشنطن في مساعدته لحل الازمة.
( الشرق 29/3/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews