منافسة شرسة لدبي في استضافة إكسبو 2020
يتنافس العديد من مدن ودول العالم من أجل استضافة بعض الأحداث أو المؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض الدولية المهمة، بما ينعكس عليها وعلى المنطقة المحيطة بها من استفادة مادية أو اقتصادية أو سياحية أو ثقافية أو حضارية.. وهو الأمر الذي دعا إمارة دبي للدخول في منافسة شرسة مع العديد من المدن العالمية الكبرى المهمة الأخرى كأزمير التركية وايوتايا التايلاندية وإيكا ترينبرج الروسية لاستضافة إكسبو 2020 والذي سوف يتم التصويت لاختيار المدينة المستضيفة له في مدينة باريس الفرنسية في السابع والعشرين من هذا الشهر أي يوم الأربعاء المقبل.
ويرجح الكثير من الخبراء والمتخصصين فوز إمارة دبي بشرف تنظيم هذا الحدث الكبير لما تتمتع به من موقع جغرافي واستراتيجي هام بالإضافة إلى مناخها الاقتصادي والتشريعي المشجع والجاذب والضامن للإعمال والاستثمار، الأمر الذي جعل منها مركزا تجاريا عالميا وملاذا آمنا للاستثمار ومحط أنظار لجميع مستثمري العالم، بالإضافة إلى بيئتها المعرفية الواعدة وبيئتها الاجتماعية المستقرة وتنوع سكانها، وإنفاقها بسخاء على مشروعات البنية التحتية المطلوبة للاستثمار والتنمية والتي تمكنها من استيعاب أكثر من 30 مليون زائر، بجانب قدراتها وطاقتها الفندقية التي تنافس أكبر وأعرق المدن السياحية العالمية.
هذا بالإضافة إلى إطلاق الإمارة لفاعلية مطار آل مكتوم واستقطابها للعديد من شركات الطيران العالمية، واتخاذها خطوات تنفيذية إيجابية فعالة نحو فتح خطوط جديدة لقطارها السريع، وتحقيقها قفزة اقتصادية متميزة خلال الأعوام القليلة الماضية مما مكنها من احتلال مواقع متقدمة في كافة التقارير والمؤشرات العالمية كمؤشر الشفافية والتنافسية وتيسير ممارسة الأعمال الصغيرة والمتوسطة وغيرها من المؤشرات المهمة.
وستؤدي الاستضافة المتوقعة والمرجوة لإمارة دبي لاكسبو 2020 إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية ورفع معدلات النمو الاقتصادي بالدول الخليجية من خلال تزايد النشاط التجاري والسياحي والثقافي المرتبط بالحدث الدولي المهم، كما سيؤدي إلى تقوية وتفعيل عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي للدول الخليجية بحوالي 4%، بالإضافة إلى تنشيط وإنعاش القطاع المصرفي والخدمات المالية وكذا الشركات العاملة في مجال الإعلان والعلاقات العامة، وزيادة الأعداد والعوائد السياحية بالإمارة بل ودولة الإمارات وكافة الدول الخليجية والعربية.
وسوف نستعرض فيما يلي أهم الجوانب الإيجابية والسلبية المتاحة بالمدن الثلاث الأخرى المنافسة لدبي في استضافة إكسبو20 20، وذلك بهدف تسليط الضوء وتحليل ورصد الحظوظ والفرض الحقيقية لمدينتنا العربية الرائعة من بين هذه المدن.. لنجد أن المدينة المنافسة الأولى هي مدينة أزمير التركية التي يبلغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة، وهي في حاجة إلى إنفاق أكثر من 50 مليار دولار لتحسين البنية التحتية بها كي تستطيع استضافة هذا الحدث العالمي، كما أنها تعاني ارتفاع معدلات البطالة والتي بلغت أكثر من 16%.
أما المدينة الثانية فهي مدينة ايوتايا التايلاندية والتي يتوقع المسؤولون بها إمكانية استقبالها لعدد 200 ألف زائر يومياً في عام 2020 بما سوف يعزز اقتصادها بحوالي 6.5 مليار دولار، وقد صرح حاكم المدينة باستعداده لإنفاق ستة مليارات دولار على البنية التحتية للمدينة في حال تم اختيارها لاستقبال اكسبو 2020، وإن شكك البعض في إمكانية حدوث ذلك في ظل عدم توفر سوى ثلاثة آلاف غرفة فندقية فقط بالمدينة، وعجزها عن تأمين فعاليات أقل أهمية من ذلك الحدث كبطولة كرة القدم بالصالات المغلقة والتي جرت بالمدينة في العام الماضي.
وفيما يتعلق بمدينة ايكاترينبرج الروسية وهي المدينة المنافسة الثالثة لدبي فقد خصصت مساحة قدرها 587 هكتارا لاستضافة المعرض الدولي الكبير، ويتوقع المسؤولون بها استقبالها لحوالي 45 مليون زائر خلال الفترة أبريل – أكتوبر 2020، إلا أن المدينة لا تمتلك أو تتميز بوجود بنية تحتية مناسبة، مما دعا الحكومة الروسية إلى التعهد بتقديم دعم مالي سخي للمدينة في حال فوزها بشرف تنظيم هذا الحدث الكبير.
ويتضح من استعراض وتحليل كافة الجوانب الإيجابية والسلبية للمدن الأربعة المتنافسة تفوق دبي على منافسيها الآخرين، من خلال ما تتميز به من موقع جغرافي واستراتيجي متميز ومناخ اقتصادي وتشريعي محفز ومشجع للأعمال والاستثمار، وكونها أحد أهم المراكز التجارية العالمية والملاذات الآمنة للاستثمار، بجانب بيئتها المعرفية الواعدة وبنيتها التحتية القوية الحديثة وطاقتها الفندقية الكبيرة، بالإضافة إلى مؤازرة وتأييد شعبي كامل وتشجيع ودعم جميع الدول الخليجية والعربية، وهو ما أكده عنهم أمير الكويت في كلمته الافتتاحية للقمة العربية الإفريقية الثالثة في الأسبوع الماضي.. والتي تعد بحق مزايا هامة كفيلة بترجيح كفة دبي في الفوز بشرف تنظيم إكسبو 2020 ذلك الحدث العالمي المهم، ما لم تحدث بالطبع بعض المفاجآت أو التحيزات أو التربيطات في تصويت الأربعاء القادم.
( الشرق 26/11/2013 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews