ما يجري في اليمن منافسة شرسة على النفوذ بين السعودية وايران
إنه بعد ثمانية أيام من بداية عملية عاصفة الحزم في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية؛ ما زال الحوثيون يتوغلون جنوب اليمن، بينما لا تزال عدن ثاني أكبر المدن في اليمن مسرحا للمواجهات بين أنصار الرئيس هادي عبد ربه منصور، والمعارضين له.
وفي سياق آخر؛ إن الاتفاق الدبلوماسي الأخير مع طهران؛ من شأنه أن يعزز من مكانة طهران في المنطقة، بينما تعتزم الرياض تأكيد دورها التاريخي من خلال لعب دور حاسم في الملف اليمني الذي يُعد مسألة سياسية داخلية، أنه “بعيدا عن حسابات المصالح الاستراتيجية؛ يبقى الصراع الدائر في اليمن شأنا محليا، لا ينصاع قادته سوى لمصالحهم الداخلية”.
أنه رغم أن التحالف بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح؛ قد أثبت كفاءة تكتيكية، إلا إنه يبقى ظرفيا وخاضعا للتطورات المستقبلية، وقد يؤدي التشكيك في قدراته إلى تغيير موازين القوى في الحاضر من جهة، ومن جهة أخرى فإن سيناريو الحرب طويلة المدى سيترتب عليه عواقب وخيمة، ونتائج معاكسة لآمال السعوديين.
وفي حديثه عن الأزمة اليمنية، يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط فرانك ميرميي، إن المملكة العربية السعودية بعد أن وُجهت لها العديد من الانتقادات سابقا، بسبب ترددها في التعامل مع قضايا المنطقة، وعدم تفاعلها مع حلفائها؛ لم يعد بإمكانها تجاهل المعطيات الإقليمية الجديدة، لتتواجد – بحسب قوله – مجموعة من العوامل المفسرة للخطوات التي أقدمت عليها الرياض، مثل التدخل الإيراني، والحرب في سوريا، والقيادة الجديدة في السعودية.
وتابع بأن “هذا التدخل السريع والقوي من المملكة لا مفر منه، لقطع الطريق على إيران التي توفر الدعم المادي للحوثيين على أمل أن يسيطروا على أراضي اليمن”، موضحا أن الحوثيين لم يكونوا بحاجة إلى إيران ليبدأوا تحركاتهم، “ويعد هذا السيناريو الأكثر واقعية في ضوء التطورات الراهنة على الميدان، بسبب مشاركة قوات مسلحة موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى جانب الحوثيين”.
وأضاف ميرميي أن التحالف بين صالح والحوثيين وقتي و”هش”، وقد يتأثر بتغير المعطيات؛ لأنه مبني على مصالح آنية في غياب أي أسس أيديولوجية، “حيث صرّح صالح بأنه يريد انتهاء المواجهات، وأنه تخلى عن خوض الانتخابات الرئاسية القادمة”، مشيرا إلى “إشاعة” تفيد بأن نجل الرئيس المخلوع أراد لقاء وزير الشؤون الخارجية السعودي ليقترح إنهاء التحالف مع الحوثيين، مقابل رفع العقوبات المفروضة على والده من قبل مجلس الأمن، التي تشمل منعه من السفر، وتجميد أصوله المالية، إضافة إلى اشتراطه تأكيد الحصانة عليه وعلى والده، التي وقع الاتفاق عليها في إطار المبادرة الخليجية القاضية بخروج صالح من السلطة.
ومن الجانب السعودي؛ فإن هذا السيناريو يصطدم بعدم تكافؤ موازين القوى على الأرض، بحسب ميرميي الذي بيّن أن عمليات القصف الجوي تستطيع إضعاف القدرات الهجومية للحوثيين، وفرض الجلوس على طاولة المفاوضات، مستدركا بأنه بدون إرسال قوات برية؛ فإن التحالف لن يستطيع القضاء على الحوثيين، “وبذلك؛ فإن إنهاء الصراع مرتبط بعملية غزو بري يحمل مخاطر كبيرة، إذ يذكر الجميع الصراع البري الذي وقع بين السعودية والحوثيين سنة 2009 وما ترتب عنه من خسائر لدى الجانبين”.
ويختم ميرميي بالقول إن تحديد مدة الصراع مرتبط بمدى إصرار الحوثيين على مواصلة القتال ورفضهم للهزيمة، ومن هذا المنظور يمكن أن تظهر إيران كأفضل طرف قادر على تقديم حل جدي لإنهاء الخلافات بأقل الخسائر الممكنة.
(المصدر: لوريون لوجور 2015-04-06)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews