منافسة شرسة لكن المعايير غائبة
ما أروع المنافسة في الرياضة.. ولكن الروعة تزداد فى ظل ضوابط ومعايير.. أهمها النظافة والالتزام والعدالة وارتفاع المستوى الفني.. وتكتمل روعة المنافسة مع اتساع دائرتها بين فرق كثيرة.
ورغم أن المنافسة بعد مرور 23 مرحلة من الدوري الجزائري (موبليس) لكرة القدم اتسعت بالفعل لتشمل أغلب فرق المسابقة.. وباتت شرسة للغاية فى القمة لاقتناص اللقب (بين ستة أندية مولودية بجاية ووفاق سطيف واتحاد العاصمة ومولودية وهران وجمعية وهران وشباب بلوزداد) وفي القاع للهروب من الهبوط (بين أندية اتحاد بلعباس ومولودية العلمة ومولودية العاصمة ونصر حسين داي وجمعية أولمبي الشلف).. إلا أن السؤال المهم:
إلى أي مدى تحفل المنافسة بالضوابط والمعايير؟
نبدأ بالنظافة.. وهي كلمة تعني أن يقدم كل فريق أفضل ما لديه في كل مبارياته بغية تحقيق أفضل النتائج بغض النظر عن ترتيبه أو حاجته الى نقاط المباراة.. ولكننا أصبنا بسلسلة من الصدمات في الأيام الأخيرة مع تبادل مؤسف للاتهامات بين المسؤولين واللاعبين بتساهل البعض المتعمد في المباريات.. ووصلت مزاعم التلاعب التي سبقت مباراة مولودية العاصمة ووفاق سطيف الأخيرة إلى ساحات البرامج والصحف بلا خجل أو خوف من الحساب.
ومهما قيل عن كذب أو صحة تلك الاتهامات إلا أن صمت الجهات المسؤولة عن التحقيق فيها يمثل علامة استفهام.
ونعبر إلى ثاني المعايير وهو الالتزام بقواعد اللعب النظيف والروح الرياضية واحترام المنافس وقبول الهزيمة والسمو عند الفوز.. وهي بعيدة كل البعد عن واقع المسابقة في الاسابيع الاخيرة لاسيما على الصعيد الجماهيري بعد انتشار الشغب.. وكان تعرض الثنائي حسان حمار وعبد الكريم رايسى رئيسي ناديي وفاق سطيف ومولودية العاصمة للإصابة من اعتداءات جماهيرية بعد مباراة الفريقين الأخيرة فى الدوري نموذجا صارخا على انتشار الشغب.
ولم يكن تبادل جماهير الفريقين للرشق بالحجارة وإيقاف الحكم للمباراة هي حادثة الشغب الوحيدة ولكن الأمر شاع بصورة مخيفة دون اتخاذ الإجراءات التى تكفل الردع المناسب.
ونعبر إلى ثالث المعايير وهى العدالة.. وتشمل هنا ثلاثة جوانب أولها عدالة اللجنة المسيرة للمسابقة في تحديد مواعيد المباريات وتنفيذها بما يكفل المساواة بين كل الأندية.. وهو أمر متوافر بنسبة كبيرة.. والجانب الثاني العدالة في قرارات اللجنة المسيرة للمسابقة فى تطبيق اللوائح والعقوبات على الأندية واللاعبين عند ارتكاب المخالفات والخروج عن القانون.. وهو أمر متوافر ايضا بنسبة مقبولة.. أما ثالث الجوانب وأكثرها إثارة للجدل فهي عدالة الحكام.. ولا يخفى على أحد انها مشكلة كل زمان ومكان في عالم كرة القدم.. ولا يحظى التحكيم برضا الأندية واللاعبين والجماهير والإعلام في أي مسابقة حتى ولو كانت انجلترا أو إسبانيا.. ورغم الهجمات الشرسة التي طالت التحكيم فى الجزائر ووصلت الى ادعاءات من بعض الحكام انفسهم بتعرضهم للضغوط (لم تثبت صحتها حتى الآن).
ولكن الحقيقة أن أخطاء التحكيم فى الجزائر أقل من مثيلاتها فى دول أخرى مجاورة مثل المغرب وتونس ومصر.
ونذهب إلى رابع المعايير وهو ارتفاع المستوى الفني.
وهو الجانب الأدنى بين كل الضوابط والمعايير السابقة في المسابقة المحلية للموسم الحالي.. والمتابعون للمباراتين الأخيرتين لفريقي الصدارة مولودية بيجاية ووفاق سطيف في المرحلة الثالثة والعشرين يكتشف هبوط الأداء وتدني المستوى.. وسقط الوفاق بطل إفريقيا امام مولودية العاصمة المهدد بالهبوط بهدف نظيف بينما عجز فريق بيجاية عن تحقيق نتيجة أفضل من التعادل 2 - 2 مع شباب بلوزداد.. وخلت المباراتان من اللمحات الفنية التي انتظرها الجميع بعد أن اقتربت المسابقة من مراحلها الأخيرة.
ويبدو اهتزاز المستوى واضحا عند المدرب الفرنسي للمنتخب غوركوف الذي كانت لديه الفرصة لضم عدد كبير من اللاعبين المحليين إلى قائمة الخضر في جولتهم التدريبية في قطر.. إلا أن غوركوف اكتفى بضم خمسة لاعبين فقط من أصل 23 لاعبا هم يوسف بلايلي وفاروق شافعي من اتحاد العاصمة وجمال الدين بلعمري من شبيبة القبائل وإبراهيم شنيحي من مولودية العلمة، ومليك عسلة حارس مرمى شباب بلوزداد.. ولم تشمل القائمة لاعبا واحدا من مولودية بجاية المتصدر للدوري ولا من وفاق سطيف الوصيف الحالي للدوري وبطل إفريقيا وهما المتأهلان أيضا إلى نصف نهائي الكأس المحلية.
المحصلة في النهاية.
دوري موبليس مثير جدا.. مشتعل جدا ولكنه مقلق جدا.
ومصادر القلق تتزايد حول اهتزاز معايير النظافة والالتزام والعدالة والمستوى الفني.. ولا بديل عن الضرب بيد من حديد على الخارجين عن القانون مهما ارتفع شأنهم أو ازداد عددهم.
(المصدر: الشروق الرياضي 2015-03-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews