Date : 22,09,2024, Time : 01:31:46 PM
3990 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 14 محرم 1435هـ - 18 نوفمبر 2013م 01:17 ص

4 حقائق كبرى تشكل المحادثات مع إيران

4 حقائق كبرى تشكل المحادثات مع إيران

لعبة "مَن صاحب هذا التصريح" في المحادثات التي عُقدت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أصبحت نوعاً من الإلهاء. حتى الآن لا يزال لا يُعرف مصير المحادثات الجارية بين القوى الست مع طهران، التي تهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي، وهل ستنجح أم لا؟ لكن المماحكات الجارية بين الولايات المتحدة وفرنسا حول بنود أي صفقة مقبولة، لا يجب أن تسمح بحجب رؤية الحقائق الموجودة على الأرض. الحقائق المنظِّمة التي تشكل المفاوضات لم تتغير حتى الآن.

أول هذه الحقائق هي أن استحواذ طهران على قنبلة ذرية سيشكل خطراً على ما هو أبعد من الشرق الأوسط وسيطال الأمن الدولي. وستكون النتيجة الأكثر ترجيحاً هي إشارة البدء بسباق التسلح النووي، يجعلنا نرى السعودية وتركيا ومصر وهي توقع لدخول النادي النووي. وعندها سنشاهد معاهدة عدم الانتشار النووي تتحطم وتذهب أدراج الرياح. وأي صراع إقليمي في المستقبل ربما يجر إسرائيل إلى شن ضربات نووية استباقية في المنطقة. ومن الواضح أن هذه منطقة غير قابلة للاستجابة لانضباط الردع النووي الذي ساد فترة الحرب الباردة.

الحقيقة الثانية التي لا مهرب منها، هي أن إيران أتقنت الدورة النووية. أما كم هي بعيدة عن صنع قنبلة نووية، فهذا لا يزال موضوعاً قابلاً للنقاش. وتقدم وكالات المخابرات المختلفة أجوبة مختلفة يعتمد جزء منها على ما يعرفه الجواسيس بالفعل، وإلى حد ما على ما يريد سادتهم السياسيون إسماعه للآخرين. ويعتبر التقدم الذي أحرزه الإيرانيون في صناعة الرؤوس الحربية واحداً من المجاهيل التي تُسبب عادة كثيرا من المشكلات في هذا الجزء من العالم.

وتشير إسرائيل إلى خطر وشيك، لكن الوكالات الأوروبية أكثر استرخاءً، وهي تعتقد أن طهران ما زالت على بعد سنتين أو نحو ذلك عن صنع سلاح نووي. ويتفق دبلوماسيون على نطاق واسع أن خامنئي لم يأخذ قراراً بعد بعبور هذا الخط. وما كانت تبحث عنه إيران هو ما يسميه الدبلوماسيون قدرات الاختراق؛ وهي القدرة على الإسراع في إنتاج القنبلة قبل أن يكون المجتمع الدولي قادراً بالفعل على التحرك ضدها.

الحقيقة الثالثة، وهي واحدة من الحقائق التي يصعب على الكثير من الناس استيعابها، هي أنه لا يمكن لأي تسوية يتم التفاوض عليها، ولا أية ضربات شبيهة بالنوع الذي يفضله بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن تقدم بوليصة تأمين محكمة ضد هذه القنبلة إلى باقي دول العالم.

ومن الممكن التوصل إلى صفقة تجعل من إيران ملزمة لنفسها بصورة معقولة - ويتمدد بموجبها الإطار الزمني لعمل أي اختراق - لكن لن تستطيع مثل هذه الصفقة تقديم أي قدر من القيود أو المراقبة الملزمة، أو ضمانات مؤكدة ضد نوايا طهران في المستقبل.

بالمنطق نفسه، أي قصف للمواقع الإيرانية يمكن أن يؤخر بالتأكيد البرنامج النووي ربما سنتين أو أكثر. لكن مع افتراض أن نتنياهو المتشدد لا ينوي شن حرب دائمة ضد إيران، فإن الضربات الجوية لن تُنهي هذا البرنامج.

ولا يستطيع المرء توجيه ضربات جوية للمعرفة أو الخبرة. ولو حاول ذلك، فإنه سيقوي من موقف أولئك الموجودين في طهران من القائلين إن النظام - مثله مثل نظام كوريا الشمالية - سيكون في أمان أكثر عند حصوله على هذا السلاح. ولهذا عندما يقول باراك أوباما إن الولايات المتحدة لن تسمح أبداً لإيران بالحصول على القنبلة، فإنه - وهذا أمر مفهوم - يكون بذلك منغمساً في التمنيات.

لكن أفضل ما يمكن أن يرجوه المجتمع الدولي، هو أن تكون إيران قد توصلت إلى نتيجة مفادها أن من الأفضل لها التمسك بما أمكنها الوصول إليه من قدرات، مقابل التخفيف من العقوبات. وبعبارة أخرى، إذا وجدنا إيران تتراجع عن الحافة النووية، فإن ذلك يعود إلى أن حساباتها تشير إلى أن هذا في ميزان مصلحتها.

أما الحقيقة الرابعة في هذا الحراك فهي أن القيادة الإيرانية أصبحت الآن جاهزة وراغبة في المحادثات لشعورها بألم شديد ومتزايد بسبب العقوبات المفروضة عليها. ولا يمكن القول إن روحاني أقل عناداً من القادة الإيرانيين السابقين، لكن يبدو أنه أصبح جاهزاً لوزن الخيارات المتاحة أمامه.

وعند رؤية ذلك من هذا المنظور - وعلى الرغم من النتائج غير القطعية - يمكن القول إن عقد مؤتمر جنيف يعد بذاته نجاحاً متواضعاً. إذ بهذا المؤتمر تكون إيران والولايات المتحدة قد كسرتا عادة استمرت أكثر من 30 عاماً وجلستا أخيراً معاً لإجراء محادثات بينهما. وأول قانون في الدبلوماسية – والمخابرات - هو معرفة عدوك. ولدى جون كيري بعض النقاد لكنه، على العكس من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، يفهم أن الدبلوماسية الجادة تحتاج إلى الاستعداد لأخذ المخاطر.

وأظهرت محادثات جنيف شكل اتفاق مرحلي. فإيران لن تتخلى عن حقها الذي تؤكد عليه بتخصيب اليورانيوم، لكنها ستخفض من مستوى التخصيب من نسبة 20 في المائة إلى 3 أو 4 في المائة. وستقوم بتعليق عملها في مفاعلها النووي الذي يعمل بالماء الثقيل في آراك - وهو المصدر الذي يمكنه إنتاج البلوتونيوم - والتفاوض حول التخلص من بعض المخزون من اليورانيوم المخصب والقبول بتدخل المفتشين الدوليين. وسيكون هذا موضع نقاش حتمي بين القوى الست حول قوة وصدقية مثل هذه التعهدات، وحول سرعة وحجم العقوبات التي يمكن التقليل منها نتيجة لهذه المفاوضات.

وإذا تم الوصول إلى اتفاق عندما تستأنف المحادثات في وقت متأخر من الشهر الحالي، فإن ذلك لن يكون مرضياً للمتشددين من كلا الطرفين. فالتحديات التي سيواجهها أوباما من أولئك الجالسين في واشنطن، الذين يعتقدون أن على الولايات المتحدة أن تكون جاهزة لبدء حرب أخرى في الشرق الأوسط، سيقابلهم من الجهة الأخرى معارضة العناصر الأكثر رجعية في طهران، التي تعارض تقديم أي تنازلات لـ "الشيطان الأكبر". ومن المؤسف القول إن أوباما ليس لديه سجل عظيم في كسب النقاشات في الكونجرس، كما لا أحد يعرف بالضبط حدود المرونة التفاوضية لخامنئي.

وحتى الآن حكومة نتنياهو لم يكن لديها ما تقوله سوى شجب أية صفقة. الرسالة القادمة من إسرائيل هي أنه لا بد من إبقاء إيران في حالة من الإضعاف الدائم، لئلا تعاود الظهور بصفتها أقوى لاعب في المنطقة. وهي تشير إلى مساندة طهران لحزب الله ولنظام الأسد المجرم في سورية.

لكن مصالح كل الآخرين تقريباً تختلف عن ذلك. ولا يجب أن نُخدع بالحديث الناعم حول جعل الأمور أسهل أمام إيران لتستحوذ على القنبلة الذرية، والمطلوب منا هو فتح طريق يمكن مراقبته جيداً، وهو الطريق الذي يسمح في النهاية بإعادة دمجها في المجتمع الدولي. ولا توجد ضمانات بنجاح هذه الاستراتيجية حتى لو تم الوصول إلى اتفاق مرحلي أثناء الجولة الثانية من المحادثات، لكن لو أعدنا صياغة ذلك بالكلمات التي قالها رجل دولة بريطاني مشهور، فسنقول معه إن ذلك هو أفضل من جميع البدائل.

( فايننشال تايمز 18/11/2013 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد