هل سيستمر ترامب في موقعه رئيسا للولايات المتحدة ؟
لا يلوح في الأفق أبدا أن ترامب سينفذ تهديداته ضد إيران والميليشيات والعراق والمناطق الآمنة ، ولأسباب وجيهة لا جدال فيها .
فالرئيس الأمريكي الجديد المتحمس والغاضب والمستهتر عادى الجميع في بلاده ، وإذا كان من خطر في هذه المعاداة فإنها تتلخص في الإستخبارات والإعلام والقضاء .
معروف أنه ما من عاقل يعادي الإعلام الذي بإمكانه الإطاحة بالجبال الراسيات في البلدان شبه الديمقراطية ، أو على الأقل هز أركانها من الجذور ، فما بالكم ونحن بصدد الإعلام الأمريكي الحر المتخندق مع الإستخبارات التي بدأت تسرب له - حتى الآن والقادم أدهى - خفايا حملات ترامب الإنتخابية ، واتصالاته المشبوهة بالروس : فبالإضافة إلى مستشار الأمن القومي الذي أطاحت به الإستخبارات والإعلام ، ها هو وزير دفاع ترامب يتعرض لحملة شعواء تطالبه بالتنحي ، ناهيك عن موقع وزير العدل وما خفي أعظم ، مما يؤكد بأن كل مشاريع ترامب التي أعلن عنها متحمسا لن ينفذ منها إلا بعض قراراته التنفيذية .
وإذا كان ترامب يتعرض لهجمات استخبارية وإعلامية ، فإن هناك معركة لا تقل خطورة يخوضها الرجل مع القضاء ، وهذه في أمريكا تختلف عنها في كل دول العالم ليصبح هناك وكما قلنا وحش ثلاثي ذو أنياب ومخالب لا قبل لترامب بمواجهته .
كل يوم يخسر ترامب معركة من معاركة ، إضافة إلى أن أصواتا في الحزب الجمهوري بدأت بالتخلي عنه ، ومن أجل ذلك فإن أيا من مشاريعه وخاصة في المنطقة لن ينفذ في المدى المنظور ، وعليه : فإن إيران تسرح وتمرح وتجرب صواريخ إس 300 وتستعرض عضلاتها الكلامية هنا وهناك وتتحرش بالجيران وتفجر هنا وهناك وتوغل في سلوكها الشاذ الإجرامي بعد أن انخرس لسانها عدة أسابيع عقب رؤيتها العين الحمراء ، أما الروس فقد انفلت عقالهم وباتوا يتصرفون وكأن أوباما لا زال في البيت الأبيض .
وإذا كان ترامب لجأ أيضا إلى الشارع وإلى أرشيف الديمقراطيين في لقاءاتهم مع الروس فإن هذا يشي بأن تحقيقات ربما تفتح أيضا مع إدارة أوباما والديمقراطيين عموما وعلى طريقة : علي وعلى أعدائي .
وبرغم وجه الشبه بين دونالد ترامب في القرن الحادي والعشرين ودون كيشوت "ميجيل دى سيرفانتس " في القرن السادس ، وأنهما - كليهما - رسما نفس الهدف ، غير أن المختلف هنا ، هو أن تلك طواحين هواء ، وهذه طواحين جماجم .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews