فضائح ترامب في فنادق موسكو وحربه مع الإستخبارات
تقول معطيات : إن ما تم تسريبه عن وجود تسجيلات فضائحية ضد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وقع في فنادق موسكو خلال زيارات سابقة للرئيس الأمريكي المنتخب للعاصمة الروسية .
ترامب ، كما هو متوقع ، اتهم خصومه السياسيين بالضلوع في ترويج هذه " الأكاذيب " وفق وصفه .
ليس هذا فقط ، بل إن السجال الساخن الذي يدور بين ترامب وبين الإستخبارات الأمريكية حول تدخل روسيا في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية انتقل إلى الكونجرس الذي شكل لجنة تحقيق يُستدعى بموجبها مسؤولون في رئاسة أوباما المنتهية ولايته ومرشحو الرئيس الجديد .
بل إن المعلومات التي سربتها الصحافة الأمريكية السبت تقول إن إسرائيل - عشيقة ترامب الساحرة - دخلت على الخط ، وبدأت تحقيقاتها الخاصة في علاقة ترامب بالرئيس الروسي لخوفها من أن يتم تسريب أسرار إسرائيلية حساسة للخارج عن طريق البيت الأبيض بعد استلام ترامب في العشرين من هذا الشهر .
وسربت يديعوت مخاوف إسرائيلية من أن ينقل ترامب أسرار إسرائيل لروسيا فتنقل هذه الأخيرة تلك الأسرار لإيران أو غيرها ، وهو ما تعتبره إسرائيل خطرا حقيقيا وفق الصحيفة .
الصحيفة ألأسرائيلية كشفت عن تلقي مسؤولين إسرائيليين نصائح من الإستخبارات الأمريكية بأن لا تكشف إسرائيل أية أسرار حساسة للبيت الأبيض لكي لا تصبح هذه المعلومات بأيدي أعدائها لان ترامب سيفشيها لصديقه بوتين الذي ساعده في الإنتخابات كما يقول منافسوه في الحزب الديمقراطي بل والجمهوري نفسه .
إلى ماذا يشير كل هذا وغيره مما خفي عن الإعلام وظل حبيس الأدراج والهمسات ؟؟ .
إنه يدل بلا أدنى شك على أن الولايات المتحدة تمر بمنعطفات خطرة في علاقة البيت الأبيض مع المؤسسة الأمريكية الحاكمة لا تحمد عقباها ، بعد أن اتسع الشرخ بين الرئيس المنتخب وبين حلفائه وخصومه سواء في الكونجرس أو في الإدارات المختلفة ، حيث وصل الأمر لمرشحي الرئيس نفسه للمناصب الرئيسية من مثل الخارجية والدفاع وغيرهما .
أما بخصوص الفضيحة التي سربها ضابط استخبارات بريطاني متقاعد فإن لها ما بعدها كما يبدو ، ولكن ليس على صعيد وجودي كما يعتقد البعض ، بعد أن أكدت بعض المعلومات أنه لا دخان بدون نار ، غير أن جدلا يقول : إن هذه الفضيحة ، إن وقعت بالفعل ، فإنها وقعت قبل أن يكون رئيسا للولايات المتحدة ، أي حين كان مواطنا أمريكيا عاديا، أما إذا كان للبعض رأي آخر ، فإنني أذكره بفضيحة أنكى من هذه وتتعلق بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون الذي فعل فعلته وهو على رأس عمله وفي البيت الأبيض ومع من ، مع موظفة في بيته ، ولكنه تمكن من الحفاظ على كرسيه ومقعده مرة أخرى ولسنوات عديدة ، دون أن ننسى أن مثل هذه الفضيحة المفترضة ستشغل وسائل الإعلام ولاشهر طويلة .
في النهاية ، فإن المجتمع الأمريكي لا يعنيه كثيرا سلوك ترامب قبل تسلمه الرئاسة ، إذ إن كل ما يهمه أن تتحسن ظروفه الإقتصادية ليس إلا .
أي أن الخطر الذي يتهدد الولايات المتحدة ليس فضيحة أخلاقية أو ما شاكل ذلك ، بل الإنقسام الحاد في الطبقة السياسية الأمريكية و" العداء " الداخلي " الخشن " بين مراكز القوى حتى لو غير ترامب كامل الإدارة وفي جميع مؤسسات الدولة .
أمريكا بعد ترامب ليست أمريكا قبل ترامب ، وقد تنكفئ هذه الدولة على نفسها بسبب مشاكلها وتناحر ساستها ومراكز قواها ، هذا إذا لم يتطور الأمر لانقسام حقيقي قد يشكل - بتداعياته - خطرا حقيقيا ليس على الولايات المتحدة فحسب ، بل على العالم أجمع .
وكما سبق وقلنا ونجدد القول : فإن المؤسسة ، وليس الأشخاص ، هي من تحكم الولايات المتحدة ، ولكن الإنقسام الآن ليس بين الرئيس وبين هذه المؤسسة فقط ، بل بين عموم الأمريكيين في جميع الولايات ، وهنا مكمن الخطر الحقيقي .
هل سيستمر ترامب الممثل لنصف الأمريكيين على الأقل في رئاسة أمريكا إلى حين انتهاء ولايته أم أن مفاجآت خطيرة قد تحدث في أية لحظة ؟؟ .
هذا هو السؤال الذي ينتظر إجابته عالم يقف الآن كله على قدم واحدة حيث إن سماع صوت عطاس أمريكا من خلف الأطلسي يعني أن العالم كله سيصاب بالزكام .
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews