شركات تتاجر ببيانات مستخدمي تطبيقات الصحة واللياقة البدنية

عندما تستخدم الهاتف الذكي في المرة التالية للاستفسار عن أعراض الصداع النصفي، أو للتحقق من عدد السعرات الحرارية التي كانت في وجبة البرجر بالجن، هناك احتمال لأن يتم إرسال هذه المعلومات إلى شركات التأمين وصناعة الأدوية.

وبالفعل يرسل أعلى 20 تطبيقاً من تطبيقات الصحة والعافية، بما في ذلك MapMyFitness وWebMD Health وiPeriod، المعلومات إلى نحو 70 طرفاً ثالثاً، حسبما أظهرت دراسة أجرتها مجموعة إفيدون المختصة في تحليل بيانات الإنترنت والخصوصية.

والأطراف الثالثة التي تتألف أساساً من المعلنين وشركات التحليلات، عادة ما تستخدم المعلومات التي يتم جمعها من المستهلكين الذين يتتبعون الأمراض والأنظمة الغذائية ومسافات رحلات الدراجات وحتى الدورات الشهرية للنساء، لبناء ملفات شخصية أو عروض إعلانات مخصصة حسب الزبائن.

وقال جيف شيستر، المدير التنفيذي لمركز الديمقراطية الرقمية، وهي مجموعة تدافع عن خصوصية المستهلكين: "أنت تتحدث عن بعض التفاصيل الأكثر حساسية في حياتك، التي يتم توفيرها للآخرين على نطاق واسع". وأضاف: "يجري شفط تلك المعلومات وجمعها خلسة من قبل مجموعة من شركات الإنترنت التي تقوم بتقاسم وبيع وتداول تلك المعلومات".

وقالت شركات تطبيقات، بما فيها WebMD، إن المعلومات المنقولة من المستخدمين لا يمكن التعرف على هوية أصحابها ولا يجري بيعها.

وقالت شركات التطبيق أيضاً إن المعلومات عادة ما تستخدم للدعاية والإعلان وتحليل المواقع على التطبيق، إلى جانب أغراض أخرى. وقالت WebMD إنها لم تسمح لأطراف ثالثة بدمج بيانات المستهلكين التي تم جمعها عن مستخدميها بمعلومات شخصية أخرى أو استخدامها خارج موقعها.

وتمنع اللوائح التنظيمية تتبع وبيع السجلات الطبية، أو بيانات الوصفات الطبية الخاصة بأي فرد. لكن بعض الشركات تعمل على إيجاد طرق للالتفاف على هذه القيود، من خلال بناء ملفات شخصية للصحة الرقمية لبعض الأشخاص، اعتماداً على استخدام هؤلاء الأشخاص لشبكة الإنترنت وتطبيقات الجوال.

وتكاثرت التطبيقات الصحية في السنوات الأخيرة. وتعرض متاجر أبل وجوجل عدة مئات من تلك التطبيقات للتنزيل. ولأن التطبيقات يتم تقديمها مجاناً، يرجح تنفيذيون أن الشركات تكسب المال عن طريق بيع الإعلانات أو البيانات.

وقال سكوت ماير، الرئيس التنفيذي في إفيدون: "إذا كان كثير من المحتوى يُقدم لك مجاناً، فإن البيانات هي التي تقود اقتصاد ذلك المحتوى". وأضاف: "أن البيانات المرتبطة بتطبيقات الجوال أقل تطوراً من تلك الموجودة على الإنترنت، لكنها تتطور بسرعة".

( المصدر : فاينانشال تايمز 5-9-2013 )